ما خطر الأفلام المقتبسة عن القصص المصورة على الثقافة؟

دخل مارتن سكورسيزي مجدداً على خط السجال المتعلق بالأفلام المقتبسة عن القصص المصورة (Comic book).

وكان مخرج "تاكسي درايفر" Taxi Driver و"ريجينغ بول" Raging Bull قد تسبب في ضجة خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2019 بعد أن صرح بأن أفلام "أفينجرز" Avengers لا تمت إلى السينما بصلة، وهي تشبه الألعاب الترفيهية في المتنزهات، ثم قام المخرج بعد أسابيع بشرح وجهة نظره قائلاً في شأن أفلام الأبطال الخارقين: "يجب ألا تجتاحنا هذا النوع من الأفلام، بل نحتاج إلى أن تتحرك السينما وتعرض أفلاماً ذات عمق وسرد قوي وهادف".

تحدث المخرج الذي يشكل الفيلم الدرامي "كيلرز أوف ذا فلاور مون" Killers of the Flower Moon أحدث أعماله، عما وصفه "بالخطر" من طرح أفلام كهذه.

وصرح لمجلة "جي كيو" GQ قائلاً: "يكمن الخطر في ما تتسبب فيه تلك الأفلام على ثقافتنا لأن هنالك أجيالاً بأكملها ستعتقد أن الأفلام هي من ذلك النوع فحسب، وبأن هذا ما هي الأفلام عليه".

وقال سكورسيزي إن هذا "يعني أنه يتوجب علينا الرد بقوة أكبر" مضيفاً، "يجب أن ينطلق ذلك من الجذور، أي من صناع الأفلام أنفسهم على غرار الأخوين صافدي وكريس نولان إن كنتم تفهمون ما أقصد. عندها سنتمكن من ضرب تلك الأفلام من كافة الجهات من دون استسلام. لنرى ما لديكم، أخرجوا وقوموا بذلك، انطلقوا في الابتكار ولا تشتكوا من ذلك". وتابع قائلاً: "هذا صحيح لأنه ينبغي أن ننقذ السينما".

وكان سكورسيزي قد صرح في وقت سابق عن قرار سلاسل دور السينما بتخصيص غالبية شاشاتها لأفلام الابطال الخارقين الجديدة قائلاً: "أصبحت دور السينما متنزهات ترفيهية، هذا أمر جيد وحسن، ولكن لا تجتاحوا كل الأمور الأخرى في هذا الإطار. الأمر جيد بالنسبة إلى الذين يستمتعون بهذا النوع من الأفلام، وبالمناسبة، مع معرفتي في ما يحدث فيها اليوم، فأنا معجب بما تفعله. ليست نوعي المفضل من الأفلام بكل بساطة. فهي تخلق نوعاً مختلفاً من الجمهور الذي يعتقد أن السينما هي مرادف لتلك الأفلام حصراً".

وفيلم "كيلرز أوف ذا فلاور مون" هو اقتباس من الكتاب المستوحى من قصة حقيقية (كتاب غير خيالي) لديفيد غران والذي يوثق فيه سلسلة جرائم القتل التي وقعت في قبيلة أوسيدج الهندية في أوكلاهوما خلال عشرينيات القرن الماضي بعد اكتشاف النفط في أراضيها. واعتبرت القضية أول تحقيق في جريمة ليجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" FBI.

وسيشكل هذا الفيلم المقتبس التعاون الثامن بين سكورسيزي وليوناردو دي كابريو. ويتوقع أن يطرح فيلم "كيلرز أوف ذا فلاور مون" في صالات السينما في 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل قبيل عرضه الأول على منصة "آبل تي في بلاس" في نوفمبر (تشرين الثاني).

ليلي غلادستون وليوناردو دي كابريو في فيلم "كيلرز أوف ذا فلاور مون" (آبل تي في بلاس)

ويضم الفيلم كوكبة من النجوم على غرار ليلي غلادستون وروبرت دي نيرو وجيسي بليمونز، وعرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي، في مايو (أيار) الماضي، حيث حصل على تصفيق شديد وحفاوة بالغة بعد أن وقف الجمهور مصفقاً لمدة تسع دقائق.

واعتبرت ناقدة الأفلام في "اندبندنت" كلاريس لوفري في زاويتها التي تحمل عنوان "فايف ستار ريفيو" Five Star Review بأن الفيلم يحمل "التقليد الثابت لسكورسيزي والمتمثل في إبراز الجوانب المظلمة والفاسدة للسلوك البشري والطريقة التي تغذي بها القوة الرغبة في التدميروالتعقيدات المحيطة بأساطير رعاة البقر والخارجين عن القانون".

وسيشكل فيلم "كيلرز أوف ذا فلاور مون" أول فيلم للمخرج الثمانيني منذ عام 2019 عندما أطلق فيلم "ذا آيريش مان" The Irish Man، وسيعرض للمرة الأولى في المملكة المتحدة في مهرجان لندن السينمائي ومن المتوقع أن يشارك سكورسيزي بنفسه في جلسة أسئلة وأجوبة حول الفيلم في السابع من أكتوبر المقبل.