Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل أضر تحويل قصص "مارفل" إلى التلفزيون بالعالم السينمائي؟

مسلسل "الآنسة مارفل" الذي يبدأ عرضه هذا الأسبوع ولمدة محدودة هو أحدث عمل يستفيد من شهرة عالم "مارفل" السينمائي، لكن بعد إنتاجات مخيبة مثل "فارس القمر" و"هوك آي" و "الصقر وجندي الشتاء" نسأل، ما الذي حل بمعايير الجودة في "مارفل"؟

حتى أفلام "مارفل" المشكوك في جودتها يمكن أن يتقبلها المرء بسهولة، وكانت دائماً متوافقة مع أجواء العالم السينمائي الأوسع (استوديوهات مارفل)

من المحتمل أن يكون آخر عمل يضاف إلى عالم "مارفل" هو أكثر حدث ثوري يشهده وسط الأبطال الخارقين في عام 2022. مسلسل "الآنسة مارفل" Ms Marvel الذي يطرح للمشاهدة للمرة الأولى هذا الأسبوع عبر منصة "ديزني+" تلعب فيه إيمان فيلاني دور البطلة كاملا خان، وهي طالبة باكستانية -أمريكية في المدرسة الثانوية في الـ 16 من عمرها من عائلة مسلمة تعيش في جيرسي سيتي. المسلسل المكون من ست حلقات من تأليف وإخراج الممثلة الكوميدية الباكستانية البريطانية بيشا كيه علي (التي يشتمل رصيدها على سلسلة "التربية الجنسية" Sex Education على "نتفليكس") ويدور حول سوار سحري يمنح كامالا قوى كونية ويحولها إلى البطلة "مارفل"، يعد برفع مستوى التمثيل المتنوع بين العاملين في إنتاجات الأبطال الخارقين أمام الكاميرا وخلفها.

لكن في حين أن "الآنسة مارفل"، سابع عمل من مارفل تعرضه "ديزني+"، قد يمثل ضوءاً ساطعاً في ترفيه الأبطال الخارقين، إذ تحدثت علي عن رغبتها في تصوير "عائلة مسلمة واقعية ولكن غير نمطية"، وعلينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان بإمكان المسلسل التألق بما يكفي لإخفاء العيوب الهائلة في الاستراتيجية التي تتبعها "مارفل" في أعمالها التلفزيونية.

بعد ارتكاب شركة الإنتاج الأخطاء واحداً تلو الآخر منذ إطلاق مسلسل "واندافيجن" WandaVision القصير قبل 18 شهراً، أدت العروض التلفزيونية التي تطرح مباشرة للبث التدفقي إلى الإضرار فعلاً بمجهود الاستوديوهات الجيد في السينما.

وحتى وصول أعمالها لمنصة "ديزني+"، كانت "مارفل" تواجه كل تحد يقف في طريقها. لقد تغلبت على الإخفاقات المبكرة لفيلم "هالك الخارق" The Incredible Hulk عام 2008 من بطولة الممثل العبوس بشكل خارق إدوارد نورتون إلى جانب شخصية الشرير ماليكث الملعون التي لعبها بطل سلسلة "دكتور هو" Doctor Who كريستوفر إكليستون في فيلم "ثُور: العالم المظلم" Thor: The Dark World عام 2013، وجعلتنا الشركة ننسى بطريقة ما فيلم "المنتقمون: عصر ألترون" Avengers: Age of Ultron الصادر عام 2015 بحبكته المعقدة وعناصر الإثارة غير المتماسكة فيه، ناهيك عن قصة الحب التي تم إجهاضها بسرعة كبيرة بعدما نسجها المخرج جوس ويدون بين شخصيتي بلاك ويدو وبروس بانر.

بدلاً من ذلك ارتفع رصيد "مارفل" أكثر وأكثر مع مزيد من أفلام "المنتقمون" و "حراس المجرة"، إلى جانب توسعها بامتيازات ذكية وواعية مثل فيلم "ثُور: راغنوك" Thor: Ragnarok للمخرج تايكا ويتيتي.

على كل حال فإن هذا الإحساس بوجود رؤية موحدة يتلاشى تماماً مع المسلسلات الستة التي تم طرحها حتى الآن عبر "ديزني+" والتي تضمنت "لوكي" Loki و "هوك آي" Hawkeye.

الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن أعمال "مارفل" التلفزيونية كانت غير متسقة بشكل كبير من حيث الأسلوب والجودة، وبالتالي كانت قادرة على تلويث الألق الذي تتحلى به علامة "مارفل" ولم تشبه شائبة في السابق.

في المقابل، من الواضح أن بعضهم قد يجادل بأنه كانت هناك أفلام "مارفل" سيئة أيضاً، مثل "هالك" و"عصر ألترون" المذكوران أعلاه، هذا إن لم نتطرق لفيلم "أبديون" Eternals الممل الذي صدر العام الماضي وفيلم " دكتور سترينج في الأكوان المتعددة المجنونة " Doctor Strange in the Multiverse of Madness الأخير للمخرج سام ريمي، والذي حقق تقويمات منخفضة عند مستوى نجمتين وثلاث نجمات.

الفرق هو أنه حتى أفلام "مارفل" المشكوك في جودتها يمكن أن يتقبلها المرء بسهولة، وكانت دائماً متوافقة مع أجواء العالم السينمائي الأوسع، في حين أن "واندافيجن" و"الصقر وجندي الشتاء" The Falcon and the Winter Soldier و"فارس القمر" Moon Knight الذي انتهى عرضه أخيراً غالباً ما كانت أعمالاً متناقضة ومربكة، وبالتالي حطمت السحر الذي عملت "مارفل" بجد لاستحضاره، ولا تلتزم الأعمال بمعايير الجودة الخاصة بـ "مارفل" بقدر ما تضرب بتلك المقاييس عرض الحائط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من الصعب إنكار أن هناك عيوباً كبيرة في جميع مسلسلات "مارفل" التلفزيونية، فعلى سبيل المثال تخلى مسلسل "واندا فيجن" بطريقة كارثية عن أسلوب المسلسلات الهزلية بالأبيض والأسود الذي شاهدناه في البداية ليقدم خاتمة مخيبة للآمال تغص بالصور المنشأة حاسوبياً، وبالمثل نسف مسلسل "لوكي" الممتاز بشكل عام كل جهوده الشاقة مع نهاية فاشلة كشفت عن شرير جديد هو نسخة العمل من شخصية كانغ الفاتح.

لقد اختزل القصص التي سردت خلال الحلقات الخمس السابقة بحدث عظيم يشتت الانتباه، وتحديداً الكشف المهم للغاية عن أن شخصية المحتال التي يؤديها توم هيدلستون كانت ثنائية الميول الجنسية.

كانت بعض القرارات الأخرى في المسلسل فظيعة بشدة، وفي وقت باكر من "واندا فيجن" قام مقاتلو "مارفل" الأشداء بالتلميح إلى أن الجارة الفضولية أغاثا (جسدتها الممثلة كاثرين هان) كانت الساحرة الكونية أغاثا هاركنس، وتمنوا أن يتم في النهاية الكشف عن أن الشرير العظيم ميفيستو هو الشخص الذي يدير اللعبة.

كانت هناك خيبة أمل عندما لم يتحقق ذلك (ربما يجب على عشاق القصص المصورة أن يتعلموا تقبل فكرة أن الشخصيات الشريرة الأنثوية ناجعة مثلها مثل معادلاتها الذكورية).

في "الصقر وجندي الشتاء" أسفرت التلميحات الغزيرة عن شخص "سيئ جداً" يسمى "محطم القوة" عن كشف صاخب وطنان مفاده أن الشرير الخفي كان في الواقع شارون كارتر (الممثلة إميلي فانكامب) من فيلم "كابتن أمريكا: جندي الشتاء" Captain America: The Winter Soldier، ولقد كان ذلك بمثابة خيبة أمل مضاعفة، وتغييراً فاشلاً في مسار الحبكة وخيانة لبطل قصة كان يستحق معاملة أفضل من هذه.

هذه هي العيوب البارزة وحسب. كانت أسوأ عروض "مارفل" مضيعة لوقت جميع المشاهدين، وكل ما قام به "هوك آي" هو تذكيرنا فقط بالسبب الذي أشعرنا بالملل الشديد من مشاهدة الرجل القوي حامل القوس والنشاب الذي يجسده جيرمي رينر (كان من الممكن أن يفشل العمل تماماً لولا الحضور الكاريزمي للنجمة هيلي شتاينفيلد التي تشاركه البطولة). وبعد أسابيع قليلة من الحلقة الأخيرة لـ "فارس القمر" كان الشيء الوحيد الذي يتذكره أي مشاهد هو اللكنة التي تثير الجنون التي تبناها الممثل أوسكار أيزاك المستوحاة من شخصية فرانك سبنسر الكوميدية التي اشتهرت في سبعينيات القرن الماضي، والأمر الصادم هو أن كل هذه الأمور تكشف أمام عيني رئيس استوديوهات "مارفل كيفن فيج". إنه مهندس عالم "مارفل" السينمائي فلماذا تختفي لمسته الذهبية عندما يتعلق الأمر بمسلسلات "ديزني+"؟

تعتبر أفلام "مارفل" دليلاً على قدرتها على القيام بالعجائب باستمرار، ومع فيلم "آيرون مان" Iron Man عام 2008، تمكنت "مارفل" من تحويل بطل من الدرجة الثالثة وممثل خبا بريقه هو روبرت داوني جونيور إلى نجمين عملاقين، وجعلنا فيلم "حراس المجرة" Guardians of the Galaxy نهتم بأبطال سخيفين من بينهم شجيرة متكلمة أداها صوتياً الممثل فين ديزل، وما كان ينبغي لتك الأعمال أن تنجح لكنها فعلت على الرغم من ذلك، ولهذا فمن الغريب أن أساليب الاستوديوهات التي تجترح المعجزات قد تم التخلي عنها تماماً عندما يتعلق الأمر بالتلفزيون.

هناك مشكلة إضافية تتمثل في أن قيام "ديزني+" بحصر شخصية "الآنسة مارفل" في الشاشة الصغيرة تحرمها من فرصة تحقيق المجد في الصالات السينمائية، وكم سيكون الأمر أكثر ثورية لو منحت فرصة التجربة السينمائية الكاملة؟

التلفزيون جيد ومقبول، لكن لا يمتلك جميع الناس اشتراكاً في خدمة "ديزني+"، في حين كان من المحتمل أن يجعل العرض الجماهيري في الصالات عدداً أكبر من المشاهدين يرون خان. تخيلوا كم كانت شهرة فيلم "الفهد الأسود" Black Panther من بطولة تشادويك بوزمان ستكون أقل لو تم حصره ضمن مسلسل مكون من ست حلقات ويعرض لفترة محددة.

مسلسل "الآنسة مارفل" ومسلسل "هالك الفتاة: محامية في القانون" She-Hulk: Attorney at Law اللذان سيعرضان في شهر أغسطس (آب) (يبدو من المقطع الترويجي أن "مارفل" تقدم عملاً من نمط مسلسل "آلي ماكبيل" Ally McBeal الذي اشتهر في نهاية القرن الماضي) ربما يخالفان هذا الاتجاه ويقدمان سبباً حقيقياً يدفع المشاهدين إلى الاشتراك في خدمة "ديزني+"، لكن المخاطرة جسيمة: خيبة أمل تلفزيونية أخرى ستسجل كضربة أخرى ضد "مارفل" برئاسة فيج. تمكنت الاستوديوهات من تحدي الصعاب لسنوات وأظهرت أن الأبطال الخارقين يمكن أن يكونوا محبوبين وممتعين ومليئين بالعمق العاطفي، لكنهم خسروا شيئاً ما عند انتقالهم إلى الشاشة الصغيرة، فالجودة المشكوك فيها لهذه المسلسلات هي نقطة الضعف التي قد تقوض جهود الشركة برمتها.

 بدأ عرض مسلسل "الآنسة مارفل" في الثامن من يونيو (حزيران) عبر منصة "ديزني+".

نشرت اندبندنت هذا المقال في 6 يونيو 2022

© The Independent

المزيد من سينما