Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صدمتان في واشنطن... والسبب هاتف "هواوي" الجديد

ذهول أميركي من التكنولوجيا الصينية ووزارة التجارة تفتح تحقيقاً لاستكشاف أي اختراقات

بكين فرضت قيوداً على استخدام أجهزة "آيفون" من قبل موظفي الحكومة المركزية (أ ف ب)

ملخص

عمليات بيع مكثفة دفعت أسهم "أبل" للتراجع 6.4 في المئة خلال يومين

صدمة جديدة تلقتها الولايات المتحدة بعد أن حظرت الصين استخدام هاتف "آيفون" من شركة "أبل"، عقب أيام من إطلاق هاتف جديد لشركة "هواوي" الصينية يتمتع بقدرات تكنولوجية متقدمة للغاية، رغم الحظر الذي فرضته واشنطن لمنع "هواوي" من الوصول لهذه التكنولوجيا.

أدت هذه الأخبار إلى عمليات بيع مكثفة على أسهم "أبل"، إذ انخفض السهم بنسبة 6.4 في المئة خلال يومين، مما أدى إلى محو 190 مليار دولار من قيمة الشركة السوقية، قبل أن تتماسك الأسهم بجلسة نهاية الأسبوع.

بداية القصة

بدأ التأثير في شركة "أبل" منذ أن أطلقت شركة "هواوي" الهاتف الذكي "ميت برو 60 بلس" قبل أسبوع تقريباً، إذ اعتبر الجهاز الجديد بمثابة تهديد لحصة "أبل" في السوق الصينية التي تشكل نحو 20 في المئة من إيراداتها والمقدرة بـ70 مليار دولار، لكن قصة الهاتف أخذت أبعاداً أكثر من مجرد إطلاق هاتف، فمقاس الشريحة فيه تعادل سبعة نانومترات، وهي شريحة صغيرة جداً من الرقائق الإلكترونية، وتعني وصول الهاتف لمستويات متقدمة من السرعة تمكنه من تشغيل الجيل الخامس من الاتصالات "5 جي"، إضافة إلى كفاءته في استهلاك الطاقة.

عقوبات أميركية

كانت واشنطن قد حظرت شركة "هواوي" وشركة "أس أم أي سي" المنتجة للشريحة عن الوصول لهذه التقنية، إذ كانت تريد منعها من الوصول لمستوى 14 نانومتراً، فكانت الصدمة في تمكن بكين من الوصول لأصغر من ذلك بأشواط، ومع أن أجهزة "أبل" الحديثة لديها تكنولوجيا ثلاثة نانومترات، إلا أن وصول بكين لتكنولوجيا سبعة نانومترات يعني إمكانية التقدم سريعاً ومن دون مساعدة التكنولوجيا الغربية، وهو تحول مهم لصالح الصين في صراعها التكنولوجي مع الولايات المتحدة، وفتحت وزارة التجارة الأميركية تحقيقاً في كيفية وصول "هواوي" لشريحتها الجديدة إذ يتم البحث عن أي انتهاكات تجارية محتملة للعقوبات.

صدمة ثانية لواشنطن

كانت الصدمة الثانية لواشنطن أن بكين فرضت قيوداً على استخدام أجهزة "أيفون" من قبل موظفي الحكومة المركزية، وفسرت الأسواق ذلك الحظر بأن الصين تعتبر وجود هواتف "هواوي" الجديدة بمثابة بدائل لـ"آيفون"، وأنها متجهة نحو صناعات متقدمة، ومن غير الواضح مدى القيود التي فرضتها بكين على استخدام "أبل"، لكن الواضح أن هناك مرحلة جديدة بدأت من الحرب التجارية والتكنولوجية التي دشنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب وامتدت مع الرئيس الحالي جو بايدن.

وتحاول كل من بكين وواشنطن تقليل الاعتماد على تكنولوجيا الطرف الآخر، فبينما تستخدم الولايات المتحدة سلاح العقوبات لمنع وصول الصين إلى التكنولوجيا الأميركية المتطورة، تعمل بكين جاهدة لدعم البدائل المحلية، وعلى سبيل المثال، قد تقدم إعانة تتراوح بين 100 و200 يوان (13 إلى 26 دولاراً) للموظفين للتحول إلى العلامات التجارية المحلية.

صراع "هواوي" و"أبل"

ولعل "هواوي" هي العلامة الصينية الأهم والأكبر في صناعة الهواتف الذكية، إذ تعمل الشركة الصينية على استعادة حصتها السوقية من شركة "أبل"، بعدما تأثرت بالعقوبات الأميركية، وتعد الصين ثالث أكبر سوق لـ"أبل" بعد الأميركتين وأوروبا.

وتعززت مبيعات "أبل" في الصين من خلال صفقات بيع قوية قدمت فيها خصومات تصل إلى 10 في المئة على هاتف "آيفون 14 برو"، ويمكن أن يؤدي الحظر إلى خفض مبيعات "أيفون" بمقدار خمسة إلى 10 ملايين وحدة سنوياً في الصين، وفقاً لـ"بنك أوف أميركا"، كما يمكن أن تزيد مبيعات الهواتف الذكية من "هواوي" بنسبة 65 في المئة هذا العام لتصل إلى 38 مليون وحدة، وفقاً لشركة "تي أف إنترناشيونال سيكوريتيز".

هاتفان من "هواوي"

وكانت "هواوي" أصدرت، الجمعة الماضي، هاتفاً آخر هو "ميت إكس 5" وهو إصدار جديد من هواتفها القابلة للطي، إذ أطلقته مع "ميت برو 60 بلس" الذي يتجاوز سعره 800 دولار وهو سعر مشابه لـ"آيفون 14".

ومن المفارقة أن الإطلاق يأتي قبل أيام من إعلان "أبل" عن هاتفها الجديد "أيفون 15" في الحدث السنوي الضخم الذي تنظمه الشركة، إذ سرقت "هواوي" الأضواء حول العالم لتقدم أجهزتها وقدرتها على سحب البساط تدريجاً من أكبر شركة في العالم "أبل"، ومع أن "هواوي" أطلقت الهاتف من دون ضوضاء، لكن ما كشف عن قدراته هو التحليل الذي أجرته شركة "تيك سايتس" التي وجدت أن لديه شريحة فائقة السرعة.

قدرات جهاز "هواوي"

يتمتع جهاز "هواوي" بقدرة على دعم الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية التي تسمح للمستخدمين بإجراء مكالمات أو إرسال رسائل حتى في المناطق التي لا توجد فيها إشارات للهاتف المحمول أو الإنترنت، مثل الجبال أو البحار. وقال محللون صينيون، إن التخزين والذاكرة في جهاز "هواوي" الجديد تقارب هواتف "آيفون 14"، وهو آخر إصدار من "أبل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت شركة "هواوي" في يوم من الأيام أكبر شركة للهواتف الذكية في العالم من حيث المبيعات، لكنها شهدت انخفاضاً مطرداً في حصتها في السوق بعد أن قطعت الولايات المتحدة وصولها إلى أدوات صنع الرقائق الأساسية لإنتاج نماذج الهواتف الأكثر تقدماً، ولم يتبق للشركة سوى القدرة على بيع مجموعات محدودة من الجيل الخامس باستخدام الرقائق المخزنة لديها.

وانخفضت حصة "هواوي" السوقية في الصين التي تعد أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، إلى 11 في المئة حتى الآن هذا العام مقارنة بـ27 في المئة في عام 2020، أي بعد عام واحد من الحظر الأميركي.

وخلال الفترة نفسها، ارتفعت حصة "أبل" في السوق في الصين إلى 19 في المئة من 11 في المئة، وفقاً لبيانات من شركة الأبحاث "كونتر بوينت".

وكشف تصاعد التوترات الصينية الأميركية أنه حتى الشركات التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الحكومة الصينية مثل شركة "أبل" ليست محصنة.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة