Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يتمكن العراق من زراعة صحاريه؟

قد يشكل استخدام مياه الصرف الصحي بعد معالجتها جزءاً من الحل

بات تأثير الجفاف واضحاً في الأجزاء الغربية من العراق حيث الأراضي الصحراوية الجرداء إذ ينعدم الغطاء النباتي (أ ف ب)

ملخص

يعتزم العراق إحياء صحراء الأنبار باستخدام المياه البديلة

يبدو أن العراق بات يدرك أهمية المناطق الخضراء وضرورة إحياء صحاريه للحد من زحف الصحراء نحو المدن، والتقليل من التغير المناخي الذي باتت آثاره واضحة في أرض الرافدين لاسيما خلال فصل الصيف، فالعواصف الترابية التي باتت مشهداً مألوفاً في "أرض السواد" بات السمة البارزة في أراض كانت خلال عقود مضت خضراء.

غابات حضرية

ولعل تأثير الجفاف بات واضحاً في الأجزاء الغربية من العراق حيث الأراضي الصحراوية الجرداء إذ ينعدم الغطاء النباتي، مما دعا المسؤولين في محافظة الأنبار التي غالبية أراضيها صحراوية إلى التفكير بإنشاء غابات حضرية.
وأعلنت مديرية زراعة الأنبار التحرك لتنفيذ تدابير من شأنها تقليل الأتربة والغبار والحفاظ على البيئة، فيما أشارت إلى التوجه لإنشاء غابات حضرية. وقال مدير زراعة الأنبار سنان محمد علي لوكالة الأنباء العراقية إنه "عقدت اجتماعات عدة مع الهيئة الاستشارية في ديوان محافظة الأنبار بحضور وعضوية مديرية زراعة الأنبار ومديرية بلدية الرمادي ومديرية الماء والمجاري والدوائر المساندة الأخرى حول إنشاء غابات حضرية تمتد من قضاء الرمادي وصولاً إلى قضاءي عنة وحديثة"، مبيناً أن "ذلك يقع ضمن إطار تنفيذ تدابير لتقليل الأتربة والغبار، وكذلك للحفاظ على البيئة وتثبيت التربة وإضافة جمالية للمناطق المشمولة". وأضاف أن "مديرية زراعة الأنبار أسهمت في هذا المشروع بشكل فعال في توفير أراض لإنشاء الغابات ودعم محافظة الأنبار ببرنامج تحسين الواقع البيئي"، موضحاً أن" قرار المباشرة الفعلية بالمشروع يعود لديوان محافظة الأنبار للانطلاق بأعماله وتنفيذه على أرض الواقع".

مشكلة المياه

ولعل أحد أبرز العراقيل التي تقف ضد هذا المشروع، هو توفير المياه الصالحة لري الأراضي الزراعية لاسيما وأن مثل هذا المشروع يتطلب كثيراً من المياه في ظروف صحراوية شديدة الجفاف، لاسيما في فصل الصيف الحار حين تتجاوز درجة الحرارة 50 درجة مئوية.

مياه الصرف الصحي

وأعلن رئيس الهيئة الاستشارية في حكومة الأنبار المحلية مازن أبو ريشة أن "المياه المستخدمة في الزراعة بالأنبار هي مياه الصرف الصحي المعالجة"، وقال أبو ريشة إن "محافظ الأنبار علي فرحان الدليمي وجه بعقد اجتماع موسع لإعداد دراسة مستفيضة للبدء بمشروع إنشاء غابات حضرية، بالقرب من مواقع الصرف الصحي لاستخدامها في عمليات سقي مختلف الأشجار بعد تنقيتها من الشوائب"، مبيناً أن "المشروع يعد الأول من نوعه في المحافظة".

الرمادي أولاً

وأشار أبو ريشة إلى أن "المشروع يبدأ من موقع الصرف الصحي في مدينة الرمادي كتجربة أولى ثم يعمم على بقية الأقضية والنواحي لغرض الاستفادة من مياه الصرف الصحي لسقي الغابات الحضرية للحد من ظاهرة التصحر والاستفادة من مياه الصرف الصحي بدلاً من ضياعها".
وأوضح أن "الحكومة المحلية ستدعم المشروع من خلال تهيئة محطات تنقية مياه الصرف الصحي وتخصيص أراض قريبة من تلك المواقع لإنشاء الغابات، فضلاً عن توفير مستلزمات إنجاح المشروع الذي يعالج ظاهرة التصحر وأزمة شحة المياه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


أزمة الجفاف

ويشهد العراق شحاً في المياه هو الأكبر في تاريخه نتيجة انخفاض الواردات المائية الوافدة من نهري دجلة والفرات، إذ تعتمد البلاد في تغذية أنهارها سنوياً على المياه الآتية من تركيا وإيران، خصوصاً في فصل الربيع، فضلاً عن الأمطار والثلوج، إلا أن المواسم السابقة سجلت انخفاضاً كبيراً وغير مسبوق في المتساقطات، مما بدا واضحاً في انحسار مساحة دجلة والفرات داخل الأراضي العراقية، ودفع الحكومة العراقية إلى اتخاذ سلسلة إجراءات لتقنين استخدامات المياه بغية التخفيف من حدة أزمة الجفاف، تمثلت في دعم الفلاحين الذين يتبعون وسائل الري الحديثة.
وجاءت تجربة محافظة الأنبار بعد تجارب ناجحة لمحافظات عراقية كمحافظة كربلاء التي نجحت في إنشاء مزارع منتجة وسط الصحراء بالاعتماد على المياه الجوفية من خلال زراعة آلاف الدونمات من النخيل ومساحات كبيرة بالمحاصيل الاستراتيجية من الحنطة والشعير سميت باسم "مزارع فدك" استعملت فيها تقنيات السقي الحديثة.

تعميم التجربة

في السياق وصف المستشار السابق عادل المختار زراعة الصحراء بمياه الصرف الصحي المعالجة بأنها "فكرة جيدة"، معرباً عن أمله في تعميم التجربة على بقية المحافظات. وقال المختار إن "إنشاء غابات في الأنبار وسقيها بمياه الصرف الصحي بعد تنقيتها ومعالجتها خطوة جيدة، وهذا هو المطلوب بعد شح المياه بالعراق، ومعمول به في كل دول العالم، إلا أن العراق تأخر في هذا الجانب ووصل إلى مرحلة خطرة من شح المياه والتلوث ونأمل أن تنجح التجربة وتعمم على المحافظات".
وشدد على ضرورة تطبيق هذه التجربة على أرض الواقع وتعميمها على بقية المحافظات "فنحن نحتاج الأشجار المنتجة إلا أن كميات المياه التي تنتج من الصرف الصحي ليست كبيرة لإنشاء غابات، ولذلك من الممكن استخدام المياه الجوفية وتقنيات الري الحديثة من أجل تنمية التجربة".

الزراعة والاستدامة

وأشار المختار إلى أن "التشجير بالطرق الحديثة مهم جداً لأنه ينقي ويحسن الظروف الجوية في البلاد بصورة عامة، والأنبار على وجه الخصوص، ولا مشكلة في ما نزرع لكن المهم زراعة الصحراء، فنحن نسمع عن تجارب في الزراعة لكن من دون استدامة، نأمل في أن يكون الموضوع متكاملاً من حيث الزراعة والاستدامة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي