Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روافد العراق تبكي سمكا ميتا

متخصصون: التغير المناخي وسياسات دول المنبع وارتفاع الأملاح وانخفاض الأوكسجين أبرز الأسباب

سجلت محافظة ميسان نفوق ملايين الأسماك (أ ف ب)

ملخص

سجلت محافظة ميسان نفوق ملايين الأسماك لتدني نسب الأوكسجين المذاب في الماء، فضلاً عن قلة مستوى الإطلاقات المائية.

لم يتخيل العراقي يوماً أن يغيب عنه طبق السمك الذي كان دائماً سيد المائدة العراقية، سواء لأصحاب الدار أو الضيوف، لكن التغير المناخي بات يهدد الثروة السمكية في البلاد بعد أن سجلت محافظة ميسان نفوق ملايين الأسماك في القناة الرابعة من ناحية الخير ضمن قضاء المجر لتدني نسب الأوكسجين المذاب في الماء، فضلاً عن قلة مستوى الإطلاقات المائية.

وكانت وزارة البيئة والموارد المائية أغلقت في وقت سابق 1800 بحيرة غير مجازة منها 1300 بحيرة لتوفير المياه لسقي البساتين، إذ تتركز مهنة صيد وبيع الأسماك في وسط العراق وجنوبه.

وعزا متخصصون في الشأن البيئي لـ"اندبندنت عربية" ظاهرة نفوق الأسماك إلى انخفاض مستويات الماء مع ارتفاع درجات الحرارة مما يقلل نسبة الأوكسجين الذائب في الماء، مؤكدين أن العراق يعاني ويختنق جراء السياسات المائية لدول المنبع التي أثرت بشكل كبير في جفاف نهري دجلة والفرات وروافدهما.


نتائج التحقيق

أعلنت دائرة البيطرة في وزارة الزراعة اليوم الثلاثاء عن نتائج التحقيق في نفوق الأسماك بقضاء المجر في ميسان، وقال مدير عام الدائرة ثامر حبيب لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن "مدير مستشفى العمارة زار على رأس لجنة تحقيقية المنطقة التي شهدت نفوق الأسماك في قضاء المجر، وتبين من خلال التحقيق أن هناك انخفاضاً في نسبة الأوكسجين مع إطلاقات مائية قليلة وارتفاع نسبة الأملاح بالمياه، مما أدى إلى نفوق الأسماك"، لافتاً إلى أنه "لا توجد أية حال مرضية أو طارئة تسببت بنفوق الأسماك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعزا المتخصص البيئي إبراهيم السوداني ظاهرة نفوق الأسماك إلى انخفاض مستويات الماء مع ارتفاع درجات الحرارة، مما يقلل نسبة الأوكسجين الذائب في الماء وهذا معروف بيئياً، وبالتالي تختنق الأسماك داخل الماء بسبب السياسات المائية الخاطئة لتركيا كدولة جارة التي قطعت 70 في المئة من إمدادات نهري دجلة والفرات.

وأكد السوداني لـ"اندبندنت عربية" أن الأهوار هي المنطقة الهشة رقم واحد بسبب مستويات الماء، فمياهها ضحلة وتتراوح بين متر ومترين، ومع درجات الحرارة المرتفعة يزيد التبخر، مما يركز الملوثات في المياه المتبقية، ومن هنا فتركيز الملوثات وانخفاض مستوى الماء وقلة الأوكسجين وارتفاع درجات حرارة الماء أدت جميعها إلى الكارثة البيئية الحالية.

سدود إيران 

في السياق قالت المتخصصة البيئية إقبال لطيف إن هناك سدوداً إيرانية على كل الوديان في الشريط الحدودي للعراق من الكويت وصولاً إلى العمارة، وهذه السدود تخزن المياه، مؤكدة أن الأسباب الرئيسة لنفوق الأسماك هي الجفاف وانخفاض مناسيب نهر دجلة والروافد من إيران، وكلها عوامل تؤدي إلى ارتفاع تركيز الأملاح والمواد الصلبة الذائبة في الماء والسموم الكيماوية، وبعد تراجع مناسيب المياه يساعد التبخر الحاصل نتيجة صعود درجات الحرارة في تقليل نسب الأوكسجين.

وأضافت أن للأمر علاقة بالتغير المناخي، بحيث يرتبط هذا النفوق بالجفاف الذي يعانيه العراق نتيجة تدني مناسيب نهري دجلة والفرات ونهر المجر الكبير والأهوار، ودول المنبع غير متعاونة مع العراق في إطلاق الحصص المائية.

وعن الحلول، ذكرت لطيف أنه لا بد للحكومة من أن تتخذ إجراءات عاجلة وتضغط على المجتمع الدولي بالطرق الدبلوماسية لوضع سياسة استراتيجية جديدة تحفظ للعراق حقوقه التاريخية في أنهره، ولا بد من الحصول على الإطلاقات الكافية، مؤكدة أن "سدود إيران عشوائية ومخالفة للقانون الدولي".

من جهته قال المتخصص البيئي عمر الشيخلي إن الموت المفاجئ للأسماك له أسباب من الممكن أن تكون طبيعية، وقد يكون أيضاً نتيجة تدخل البشر، مبيناً أن الأسباب الطبيعية هي تغير المناخ الذي يلعب دوراً كبيراً في هذه الظاهرة، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي انخفاض المناسيب بسبب التبخر، إضافة إلى شح المياه الموجود حالياً وتركيز الأملاح وتراجع مستويات الأوكسجين الذائب في الماء.

أزمة الجوار

المتخصص في شؤون البيئة إياد عبدالحسين يؤكد أن الاحتباس الحراري مشكلة عالمية، والعراق واحد من خمس دول تعاني هذه المشكلة بسبب عوامل كثيرة، فهناك أزمة مياه بين العراق وإيران وتركيا و70 في المئة من المياه التي تدخل إلى البلد مقطوعة الآن، كما أن هناك نقصاً كبيراً في كميات المياه المخزنة في الأنهار والبحيرات.

ويوضح "كلما بعدت المسافة باتجاه الجنوب تتأثر المناطق بقلة المياه، فهناك نشاطات بشرية على ضفتي دجلة والفرات تتسبب في نقص وتلوث المياه، وبالتالي سنجد عجزاً مائياً باتجاه جنوب العراق وحتى البصرة".

ويضيف عبدالحسين أن من ضمن الأضرار نفوق الأسماك والكائنات المائية الأخرى وبعض النباتات، ويزداد الضرر أكثر كلما اقترب موسم الصيف، إذ ترتفع درجة الحرارة وينخفض الأوكسجين الذائب، فتتحلل الكائنات الحية.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة