Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قرار إسرائيلي مثير يسمح للغزيين بالسفر عبر مطار رامون

السلطة الفلسطينية والفصائل ترد بالرفض منعاً لتوتر العلاقة مع مصر والأردن

قرار إتاحة السفر الجوي للغزيين عبر إسرائيل جاء بمبادرة من منسق أعمال حكومة تل أبيب بالمناطق الفلسطينية (أ ف ب)

ملخص

إسرائيل تمنح سكان غزة حق السفر عبر مطار رامون الدولي مع وضع آلية لذلك لكن السلطة الفلسطينية والفصائل ترد برفض القرار وتطالب بإعادة إعمار مطار غزة المدمر منذ عام 2001

في العام الماضي، سمحت إسرائيل للمرة الأولى لسكان الضفة الغربية بالسفر عبر مطار رامون الواقع في جنوب أراضيها، واليوم عادت من جديد لتشمل سكان غزة بالقرار، لكن خطوة تل أبيب هذه لقيت معارضة فلسطينية، إذ اعتبرته تهرباً من إعادة إعمار مطار القطاع المدمر منذ عام 2001.

قرار إتاحة السفر الجوي لسكان غزة من الأراضي الإسرائيلية، جاء بمبادرة يعمل عليها منسق أعمال حكومة تل أبيب في المناطق الفلسطينية، بعد أن قيم جهاز الأمن العام "الشاباك" الوضع الأمني بين غزة وإسرائيل بأنه هادئ ومستقر. هذه الخطوة تأتي ضمن حزمة التسهيلات الحياتية للفلسطينيين التي تعمل عليها تل أبيب منذ فترة.

خطوة غير مسبوقة

منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية غسان عليان قال إن "سفر الفلسطينيين عبر مطار رامون أمر تاريخي وغير مسبوق، وكان حلماً وأصبح حقيقة، والهدف من ذلك تسهيل الخدمة المقدمة للفلسطينيين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي المقابل، حذر الجيش الإسرائيلي من أن أي مواجهة عسكرية مع حركة حماس في المستقبل، ستعيد جميع التسهيلات إلى الوراء.

وبحسب القرار الإسرائيلي، فإن الرحلات الجوية التي تنطلق بداية يوليو (تموز) الجاري، ستكون تجريبية ويتم اعتمادها لاحقاً، بعد أن تعمل أجهزة الأمن على فحص المخطط. والاستعداد لتيسير مزيد من سفر سكان غزة عبر مطار رامون، مرهون بموافقة المستوى الأمني والسياسي في إسرائيل على استكمال ذلك.

120 دقيقة

في وقت سابق، أعلنت سلطة الموانئ والمطارات الإسرائيلية أنها ستسمح بتسيير رحلات خاصة لنقل ركاب فلسطينيين من مطار رامون، وستكون هذه السفريات عبارة عن رحلات سياحية فقط.

ويعد مطار رامون الدولي من أبرز المطارات الإسرائيلية، وافتتح عام 2019 في جنوب صحراء النقب، وتبلغ مساحة مدرجه 3600 متر ويمكن أن تهبط به الطائرات الكبيرة.

ويبعد مطار رامون عن قطاع غزة نحو 204 كيلومترات، ويستغرق الوصول إليه في سيارة تسير على سرعة 100 كيلومتر في الساعة نحو 120 دقيقة من دون أي حواجز عسكرية أو عراقيل في الطريق، وقد تمتد إلى أربع ساعات في حال كان هناك ازدحام مروري.

ولا تتعارض فكرة سفر سكان غزة عبر مطار رامون أو أي مطار إسرائيلي مع اتفاقية أوسلو التي تنص أنه "يجب أن يكون الفلسطينيون قادرين على السفر عبر أي مطار إسرائيلي وعبور ما يرغبون فيه".

ترتيبات السفر

وفيما يخص ترتيبات سفر سكان غزة عبر مطار رامون، تقول مراسلة "القناة 12" العبرية سابير ليبكين إن الرحلات ستكون متاحة أمام سكان غزة للأفراد من الذكور والإناث الذين تزيد أعمارهم على 35 سنة، وأيضاً لمن تقل أعمارهم عن 35 سنة في حال كانوا عائلات ولديهم أطفال، بشرط عدم وجود منع أمني لدى الجانب الإسرائيلي.

وتضيف ليبكين "قبل السفر يحصل الفرد على تصريح أمني خاص صادر عن السلطات الإسرائيلية، وبعدها سيصل المسافرون إلى مطار رامون بواسطة سيارة نقل ركاب تنطلق من معبر إيرز الذي يربط إسرائيل مع غزة، ولن تتوقف إلا في المطار، وهناك سيخضعون إلى إجراءات فحص أمنية صارمة قبل الصعود على متن الطائرة".

وبحسب شركات تسيير الرحلات الجوية فإنه سيتم تنفيذ الرحلات كل يوم أربعاء من كل أسبوع، على أن يكون التسجيل قبل 15 يوماً، ليتسنى للجهات الأمنية في تل أبيب إجراء الفحص الأمني وإصدار الموافقة على السفر أو الرفض.

هذه الرحلات، قد تكون بديلاً عن سفر سكان غزة المعتاد، والذي يكون عبر معبر رفح الذي يربط القطاع مع مصر، ويتطلب من المسافرين التسجيل لدى وزارة الداخلية في غزة، لتنسيق مواعيد السفر، ويضطر المسافر إلى انتظار لأكثر من شهر للسفر في رحلة شاقة طولها نحو 500 كيلومتر، وتستغرق 24 ساعة يقطع فيها صحراء سيناء قبل الوصول إلى القاهرة، ومن هناك يتجه إلى دول أخرى.

وهناك أيضاً آلية أخرى يسافر فيها سكان غزة للعالم، وتكون من خلال التسجيل لدى هيئة الشؤون المدنية، لإرسال الأسماء للجانب الإسرائيلي، الذي يصدر تصاريح خاصة لسفر هؤلاء إلى معبر الكرامة مع الأردن، ومن هناك ينتقلون إلى الأراضي الأردنية، ومنها إلى وجهتهم الثانية.

معارضة فلسطينية وإسرائيلية

قوبلت التسهيلات الإسرائيلية في سفر سكان غزة معارضة فلسطينية، حيث يقول عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض، نيابة عن الفصائل الفلسطينية، إن تشغيل مطار رامون للسفر من غزة جاء نتيجة التفاهمات الضارة المباشرة وغير المباشرة التي تعتمد مسار التسهيلات الاقتصادية بديلاً عن الحل السياسي.

ويضيف "إسرائيل تريد أن تثبت أن غزة تقبل الرشى السياسية، هذه الخطوة توتر العلاقة مع مصر والأردن، ومن الضروري أن يرفض سكان غزة السفر عبر مطار رامون باعتباره يوفر دعماً للاقتصاد الإسرائيلي، وأيضاً ينكر الحق الفلسطيني في إعادة إعمار مطار غزة الذي دمرته الآليات العسكرية".

وأيضاً، وجد هذا القرار معارضة إسرائيلية، فيقول عضو الكنيست ألموغ كوهين "أدهشتني نية الحكومة الموافقة على رحلات جوية لسكان غزة عبر مطار رامون، إن الوضع الذي يتمتع فيه القطاع برحلات منخفضة الكلفة عبر إسرائيل غير منطقي وغير أخلاقي".

وفي السياق الرسمي، رفضت السلطة الفلسطينية فكرة سفر الفلسطينيين عبر مطار رامون. ويقول الناطق باسم وزارة النقل والمواصلات في الحكومة الفلسطينية موسى رحال "نريد تشغيل مطار فلسطيني خاص، توجد أولويات واستحقاقات بموجب الاتفاقيات الدولية، منها إعادة إعمار مطار غزة الدولي وإدارته من قبلنا".

المزيد من الشرق الأوسط