Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسواق حلب القديمة تنفض غبار الحرب فهل تستعيد أمجادها؟

تعرضت أجزاء كبيرة من المدينة لدمار هائل لا سيما المنطقة التجارية منها

ملخص

تحفة أثرية تتفرد بها حلب عن سواها من المدن تتمثل في "أسواق المدينة" وهي أطول الأسواق المسقوفة بالعالم

تحفة أثرية تتفرد بها حلب، شمال سوريا، عن سواها من المدن التراثية، تتمثل في "أسواق المدينة" وهي أطول الأسواق المسقوفة بالعالم، وتحاول المحال التجارية فيها التعافي مجدداً ونفض غبار الحرب عنها بإعادة رونقها وجمالها التراثي.

وتعرضت أجزاء كبيرة من المدينة القديمة لدمار هائل، زمن الحرب، لا سيما المنطقة التجارية منها حيث كانت تعبق روائح الصابون والزعتر التي خنقتها نيران الحرب وحلت محلها رائحة البارود والموت.

 

في غضون ذلك، يسعى الباحثون وعلماء الآثار بالتعاون مع المجتمع الأهلي لإعادة أطول الأسواق المسقوفة في العالم إلى الحياة مجدداً.

وحماية لما تبقى من هذه الأسواق، أدرج صندوق الرعاية الألمانية أسواق حلب ضمن المواقع المهددة بالانهيار، كما دقت، في السنة ذاتها، منظمة "اليونيسكو" ناقوس الخطر وأدرجت الأسواق أيضاً ضمن المواقع المعرضة للخطر، وقدرت المنظمة الخسائر أن 60 في المئة من المدينة القديمة تضرر بنسبة كبيرة في حين دمر 30 في المئة بشكل كامل، إلى جانب أجزاء من الجامع الأموي الملاصق للأسواق.

التجارة العالمية

وشغلت أسواق حلب القديمة مركزاً مهماً للتجارة العالمية، لأكثر من 1000 عام، وتحدث الباحث الأثري والرئيس السابق لـ"جمعية العاديات" في حلب محمد قجة عما تتميز به أسواق المدينة القديمة وقال "يبلغ عددها 39 سوقاً تحمل أسماء متخصصة، مبنية بشكل رقعة شطرنج، عمرها يزيد على 2000 عام، وتم تدميرها بشكل شبه كامل خلال سنوات الحرب الظالمة". ولفت إلى أن "مسألة إعادة إعمار هذه الأسواق تحتاج إلى تمويل هائل وقرارات إدارية وخبرات علمية ومهنية، وإعادتها، كما كانت، أمر ليس سهلاً، والترميم الذي حصل لبعض الأسواق بداية مقبولة على رغم بعض الملاحظات العمرانية التراثية".

 

ولعل ما يميز أسواق حلب بعددها الكبير هو تخصص كل سوق، وكلها متصلة ببعضها البعض، وبالإمكان الانتقال من سوق إلى أخرى بسلاسة وعلى امتداد يبلغ 16 كيلومتراً، وكلها أسواق مسقوفة بشكل مميز وتحوي كل متطلبات الزائرين، فهناك أسواق للصوف والقطن والعطارة والأقمشة ولكل الحرف والمهن، تلبي كل الحاجات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الأسواق المرممة

وتعمل جهات متخصصة بعلوم الهندسة المعمارية والتراث والترميم بالشراكة مع مجتمعات محلية لترميم الأماكن الأثرية والتراثية التي طالتها الحرب ومنها الأسواق القديمة.

ويتواصل العمل على ترميم ما يطلق عليه "محور الشارع المستقيم" سعياً لتلبية حاجات التجار والحرفيين، وبعد الانتهاء من ترميم "سوق الحبال"، ما زال العمل مستمراً لترميم سوق "السقطية"، وتترافق أعمال الترميم في موازاة إطلاق ما يسمى "منتجاً تمويلياً" هدفه تشجيع التجار وأصحاب الحرف، شاغلي المحال والورش، بمنح قروض على مدى متوسط وطويل الآجل، ومنخفض العمولة بالتعاون مع عدد من المصارف.

 

نبض الحياة

وفي وقت يسابق المهندسون العمال والمتخصصون الزمن لإعادة الحياة لهذه الأسواق، إلا أن الإقبال من قبل المشترين والتجار على هذه الأسواق يبدو بطيئاً، ربما بسبب الهجرة خارج البلاد بسبب الحرب، فضلاً عن سوء الأحوال الاقتصادية وتدني المقدرة الشرائية لدى الزائرين.

ويؤكد الحرفي في "سوق الحبال" جمال حبال أن الحركة التجارية في هذه الأسواق ضعيفة جداً إذ لم نقل معدومة "عملت في سوق (الحبال) مدة 42 عاماً، وعدت إليها بعد انتهاء الحرب وافتتحت متجري وسط الدمار الذي أصاب السوق، وننتظر عودة الحياة إليها".

أما الشاب محمد شامل وهو حرفي في "سوق الحبال" فقد أعاد افتتاح محله التجاري واصفاً الأمر بالخطوة المهمة "تحمل ذاكرتي، وأنا طفل صغير، كثيراً من الذكريات، وهذا المحل عدنا إليه بعد 12 عاماً من مغادرته".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي