Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل عرقل استهداف مطار حلب وصول طائرات الإغاثة لمتضرري الزلزال؟

توقعات بأن السبب المباشر خلف هذا الهجوم ما لاحظته تل أبيب من نشاط غير معتاد لطهران وأن تكون الطائرات محملة بأسلحة وتكنولوجيا حربية متطورة إلى دمشق

مطار حلب خارج الخدمة عقب تعرضه لقصف جوي (أ ف ب)

ملخص

#النظام_السوري يسارع إلى إصلاح مدرجات #مطار_حلب بعد تعرضه لـ #القصف لاستقبال #طائرات_الإغاثة

تضاربت الأنباء الواردة عن حصيلة القصف الإسرائيلي لمطار حلب فجر يوم الثلاثاء. ففي وقت أعلنت دمشق عن وقوع أضرار مادية انحصرت بمدرجات المطار وخروجه عن الخدمة دونما ذكر أية خسائر بشرية، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط ثلاث ضحايا بينهم ضابط سوري الجنسية واثنان لم يتم تحديد هويتهما.

مطار حلب في شمال سوريا يعد ثاني أكبر المطارات في البلاد (مساحة بنحو 3044 كيلومتراً) بعد مطار العاصمة، عاد إلى الخدمة بعد عام 2017 حين شهد معارك عنيفة على أطرافه، وقد استعاد نشاطه لا سيما في الأيام الأخيرة التي شهدت نشاطاً جوياً لافتاً لطائرات الإغاثة الآتية من الدول العربية والأجنبية دعماً لمتضرري زلزال السادس من فبراير (شباط) الماضي، خصوصاً بعد رفع العقوبات الأميركية عن سوريا لمدة ستة أشهر.

وفجر الثلاثاء، استفاق أهالي حلب على أصوات انفجارات لم يتوقع كل من سمعها بأنها تعود لهجمات جوية على مطار حلب، لا سيما أنهم ما زالوا يعيشون بتوجس من زلازل محتملة، مما دفع جزءاً من العائلات للخروج إلى الطرق والساحات ظناً منهم أن وميض الانفجارات والصوت مصدرهما هزة أرضية.

الإغاثة والضربات الجوية

وفيما قال مصدر عسكري في بيان، إنه "في تمام الساعة 2:07 من فجر اليوم، شنت إسرائيل غارة من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية مستهدفة مطار حلب الدولي"، من دون ذكر حجم الأضرار أو موعد إمكانية عودة تشغيل المطار.

غير أن إسرائيل لم تخرج بأي تصريح حتى الساعة والتزمت وسائل إعلامها الصمت حيال الهجوم، علماً أن مطار حلب كان قد تعرض لقصف في وقت سابق في سبتمبر (أيلول) عام 2022 ألحق أضراراً بمدرجاته. ويعد هذا الهجوم هو الرابع من نوعه خلال العام الحالي والثاني خلال فترة كارثة الزلزال إذ تعرضت دمشق وحي سكني "كفر سوسة" لهجوم عنيف أودى بحياة 15 مدنياً، وتتهم تل أبيب المنظمات العسكرية الإيرانية بنقل تكنولوجيا حربية عبر شحنات نقل البضائع.

ونتيجة خروج مطار حلب عن الخدمة، تحولت الطائرات الإغاثية إلى مطاري دمشق واللاذقية وسط استنكار من قبل وزارة الخارجية السورية التي وصفت العمل بـ "الجريمة المزدوجة"، وفق بيان لها "لاستهداف مطار مدني من جهة، وضرب إحدى القنوات الأساسية لوصول المساعدات الإنسانية من داخل سوريا وخارجها إلى ضحايا الزلزال، من جهة أخرى".

دور إيراني في المنطقة

ومن المرجح بحسب ما أدلى به مراقبون في الشأن السوري، أن يكون الهجوم على مطار حلب بداية لاستهدافات جديدة لمطارات تستقبل طائرات الإغاثة. ويعتقد الناشط السياسي والحقوقي، رضوان العلي، أن "السبب المباشر خلف هذا الهجوم هو ما لاحظته تل أبيب من نشاط غير معتاد لطهران وللفصائل التابعة لها على الأرض السورية"، وأردف "بعد كارثة الزلزال، وكثافة النشاط الإنساني والجوي، تشتبه تل أبيب بإمكانية أن تكون الطائرات محملة بأسلحة وتكنولوجيا حربية متطورة إلى دمشق، وهذا الاعتقاد توصلَت إليه بعد معلومات استخباراتية دقيقة حول مخططات إيرانية تقضي بإنشاء قواعد دفاع جوي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبناء عليه، كثفت إسرائيل منذ أكثر من ثلاث سنوات، هجماتها داخل الأراضي السورية كرد فعل على الوجود والتغلغل الإيراني الذي ازداد عمقاً وتجذراً منذ بداية الحراك الشعبي عام 2013، والدخول بمعترك الصراع الداخلي وبنقل أكثر من عشرة آلاف مقاتل وخبير عسكري من الجيش الإيراني كحضور فاعل يضاف إلى مجموعة الجيوش التي انخرطت في الميدان السوري.

حرب المطارات

في المقابل، تشكك أوساط سياسية محلية بصحة الرواية الإسرائيلية بوجود أسرار ومخططات عسكرية في المطارات ومحيطها، معتبرة أن طهران ساعدت النظام أمنياً واستخباراتياً على استعادة مساحة من الأراضي التي كان قد فقدها.

ويرجح متابعون أن يكون "القصف الإسرائيلي جاء على خلفية نشاط عسكري بنقل معدات عبر الطائرات، وهي فرصة تراها طهران مجدية بعد رفع الحظر الجوي، أو توقعات أن يكون الهدف شخصيات إيرانية أو تتبع لمحور المقاومة رفيعة المستوى كانت وصلت المطار، وهو ما يتطابق مع طريقة استهداف قاسم سليماني في العراق على سبيل المثال".

وبحسب المعلومات، فإن النظام يستعجل العمل على إصلاح مدرجات مطار حلب ليكون جاهزاً بأسرع وقت وربما خلال يومين، مع ارتفاع عدد طائرات الإغاثة الواصلة إلى بقية المطارات السورية إلى ما يزيد على 287 طائرة تتسلمها فروع الهلال الأحمر العربي السوري، بينما دعا المتحدث باسم الخارجية الإيراني، ناصر كنعاني المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات فورية ورادعة لوقف هذه الاعتداءات".

وتتزايد من جهة ثانية المخاوف الأميركية من النفوذ الإيراني شرق البلاد في محافظة دير الزور المدينة الحدودية مع العراق، وهو الأمر الذي سيجعل الطريق بين إيران وسوريا سالكاً عبر العراق بكل انسيابية في حال حدث تأمينه بالشكل الأمثل، علاوة على الاستهدافات بالطائرات الإيرانية المسيرة، في وقت يكثف سلاح الجو الأميركي ضرباته على نقاط ومواقع تابعة للفصائل الإيرانية والتابعة لها في ريف دير الزور.

وبات لافتاً التوتر المتصاعد بين تل أبيب وطهران بعد كسبها الوقت في ما يخص الملف النووي وقطعها شوطاً في مجال تخصيب اليورانيوم إلى امتلاك قنبلة نووية، وتطوير منظومة دفاع جوي وصواريخ بعيدة المدى، والتي قد تشكل تهديداً على الحدود الشمالية لإسرائيل في حال لم تسارع بوأد مشروعها.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات