Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرسائل "الخفية" لغارات مسيرات الدبيبة في الغرب الليبي

ربطت مصادر رسمية بين القصف الجوي الذي تعرضت له مواقع في مدينة ورشفانة وطلب أعيانها تشكيل حكومة جديدة للبلاد

القيادات السياسية والعسكرية تناقش الوضع الأمني في غرب ليبيا (موقع حكومة الوحدة الوطنية)

ملخص

ربطت مصادر رسمية بين القصف الجوي الذي تعرضت له مواقع في مدينة ورشفانة وطلب أعيانها تشكيل حكومة جديدة للبلاد

تقلصت رقعة الصراع العسكري في ليبيا خلال العام الأخير، وتركزت في خط ساحلي طوله 50 كيلومتراً في المنطقة الغربية، يبدأ في طرابلس وينتهي في مدينة ورشفانة غربها، ويحتدم وسطهما في مدينة الزاوية التي تربط بينهما، والتي أصبحت البقعة الأكثر اشتعالاً من الناحية الأمنية في البلاد.

آخر فصول هذا التوتر الأمني بهذه الرقعة الجغرافية كانت عمليات القصف المتواصلة منذ أسبوع بطائرات مسيرة تابعة لحكومة عبد الحميد الدبيبة، على مواقع في مينائي الزاوية وورشفانة، أثارت أسئلة كبيرة عن أهدافها والجهة المستهدفة منها، ومخاوف جمة من نتائجها على الحالة الأمنية في الغرب الليبي.

قصف جديد

في تطور جديد للضربات الجوية التي توجهها طائرات مسيرة تابعة لحكومة عبد الحميد الدبيبة، استهدفت هذه الطائرات مواقع جديدة في مدينة العجيلات قرب طرابلس، تتبع عمار بالكور قائد مجموعة مسلحة في المدينة.

وتابعت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة تمسكها بروايتها السابقة، التي تؤكد أن المواقع المستهدفة من الضربات الجوية هي "عصابات منظمة تمتهن التهريب وتجارة المخدرات"، مؤكدة على "نجاح المرحلة الأولى من عمليتها العسكرية والأمنية ضد أوكار عصابات تهريب الوقود وتجارة المخدرات والإتجار بالبشر في مدينة الزاوية، وأن العملية لن تتوقف إلا بتحقيق جميع أهدافها".

وشددت وزارة الدفاع على "دقة عملياتها واتباعها كل الإجراءات الاحترازية لحماية المدنيين، ومع إطلاقها مرحلة أخرى من العملية، وتجدد دعوتها إلى كل المواطنين بالتعاون التام مع القوات المسلحة والابتعاد عن أي مواقع مشبوهة للعصابات الإجرامية، فسلامة المواطنين وممتلكاتهم هي غايتنا".

تشكيك بالرواية الرسمية

في المقابل، فنّد محللون كثر ومهتمون بالشأن السياسي، الرواية الرسمية لحكومة عبد الحميد الدبيبة، التي تقول إن طائراتها المسيرة تقصف مواقع لعصابات التهريب، وأكدوا أن ما يجري هو تطور عسكري للصراع السياسي غرب ليبيا، وأضلاعه البارزة عبد الحميد الدبيبة ورئيس مجلس الدولة خالد المشري وبعض الأطراف الأخرى.

وربطت مصادر متطابقة بين العمليات العسكرية التي شنتها حكومة عبد الحميد الدبيبة على الزاوية وورشفانة، وتحركات لأعيانهما في الفترة الماضية باتجاه الشرق، وتواصلهم مع البرلمان للتنسيق لتشكيل حكومة جديدة للبلاد.

أصحاب هذه الرواية استشهدوا بالقصف الذي وقع بالقرب من منزل النائب البرلماني علي بوزريبة في منطقة الماية بورشفانة، وهو الذي رتب للقاء الذي تم بين أعيان مدينته ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح قبل أيام لمناقشة ملف الحكومة الجديدة.

وتحدث بوزريبة بنفسه عن هذا الموضوع كاشفاً عن تهديدات تعرض لها من أطراف لم يسمها قبل وقوع القصف على منزله.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال النائب البرلماني، "وُجهت لنا تهديدات قبل القصف بسبب تحركات سياسية ولقاءات بين مشائخ القبائل في المنطقة الغربية والشرقية".

وأضاف "أعتقد بأنه حان الوقت لإعلان الحرب ضد قوات الدبيبة، وما يفعله هو محاولة إنهاء لخصومه السياسيين، ولكنها ستكون نهايته هو سياسياً ومهنياً".

وأشار عضو مجلس النواب إلى تواصله مع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، قائلاً إنه "يعي جيداً أنه لا توجد أية أوكار للتهريب في ميناء الماية، بل هو الذي ساهم في انخفاض معدلات الهجرة بنحو 85 في المئة وتقليل معدلات ناقلات التهريب بنحو 80 في المئة".

المشري يهاجم الدبيبة

الطرف السياسي الثاني الذي يعتقد أنه مستهدف بالرسائل الخفية لغارات الطائرات المسيرة، في غرب ليبيا، رئيس المجلس الدولة، خالد المشري، المنتمي لمدينة الزاوية وتربطه علاقات متينة بقادتها السياسيين والعسكريين.

وفي تعليق له على الغارات التي استهدفت مدينته، رأى المشري أن "استهداف مدينة الزاوية بالطيران المسير رسالة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة للنائب علي بوزريبة وللنواب ولكل من يتحدث عن حكومة أخرى".

وأضاف المشري في لقاء تلفزيوني، أن "الدبيبة يريد أن يقول إن يدي طويلة وتستطيع أن تصل حتى إلى بيوتكم".

وأشار إلى أن "حراك مدينة الزاوية ضد الجريمة في الفترة الماضية، لم يكن له أي طابع سياسي، لكنه حراك شعبي يطالب بتوفير الأمن. وبالتزامن مع هذا الحراك قام النائب علي بوزريبة باصطحاب مجموعة من الأعيان والنواب عن المنطقة الغربية لزيارة رئيس البرلمان عقيلة صالح".

وتابع "النائب علي بوزريبة ومن معه صرحوا في لقائهم بعقيلة بضرورة تشكيل حكومة موحدة لكل ليبيا وهو ما أزعج الدبيبة"، مؤكداً أن "الدبيبة لم يكن ضمن الإطار المكلف بمحاربة الجريمة في الزاوية، فهذا العمل كان مكلفاً به رئيس الأركان محمد الحداد الحداد واللجنة الأمنية".

وبين رئيس مجلس الدولة أن "الدبيبة استلم الملف من دون سابق إنذار وحدد أهدافاً من دون التنسيق مع ضباط الزاوية في المجموعة التي تم تشكيلها في المدينة، ثم استهدف أولاً موقع الماية الذي للنائب علي بوزريبة سيطرة عليه، بالإضافة للمنطقة السكنية للنائب أيضاً".

توتر

من جانبها، هاجمت أطراف مقربة أو موالية لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، رئيس مجلس الدولة خالد المشري بعد هذه التصريحات، واتهمته باستغلال التطورات الأخيرة لحشد المعارضة للدبيبة وحكومته.

المحلل السياسي فيصل الشريف، قال إن "خالد المشري ترك مطالبات حراك أهل الزاوية وانشغل بخصومته السياسية مع عبد الحميد الدبيبة".

وأضاف الشريف "يا مشري لو فعلاً موضوعك مدينة الزاوية التي لها قدرها الكبير عندنا، تترك مطالبات حراك أهلها وتنشغل بخصومتك السياسية مع رئيس الحكومة، لماذا؟ ومن سوف يصدقك؟".

وواصل الشريف قائلاً "صدقني موقفك محرج وأنت تصطف مع عقيلة على خطى باشاغا وبوزريبة، وكم كنا ندافع عن مجلس الدولة وأنت على رأسه قبل أن تقفز لحضن عقيلة ومخططاته".

استهداف المعارضة العسكرية

قائمة المستهدفين من الهجمات الجوية لطائرات حكومة الوحدة في طرابلس، شملت أيضاً أسماء عسكرية كبيرة في غرب ليبيا، عرفت بمعارضتها الشديدة لرئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، من أبرزهم آمر "الكتيبة 55 مشاة" في ورشفانة معمر الضاوي.

وفي رده على الغارات التي استهدفت مواقع تحت أمرته في ميناء الماية، طالب معمر الضاوي بـ"ضرورة فتح تحقيق لمعرفة ملابسات وأسباب القصف الذي استهدف أبناء ورشفانة أثناء قيامهم بعملهم في مكافحة الهجرة غير الشرعية بالمنطقة الغربية".

وأكد الضاوي أنه لا يعترض على "استهداف مواقع الإجرام والتهريب أينما كانت، ولكن ليس في مدينة يشهد جميع الليبيين أنها أصبحت من أكثر المدن أماناً استقراراً وازدهاراً، وعرفت بمحاربة الجريمة والإرهاب والحرابة والقضاء عليها".

تطور متوقع

التوتر الأمني في طرابلس والزاوية كان متوقعاً نتيجة الخلاف السياسي ووجود حكومتين في البلاد، بحسب عضو مجلس الدولة بلقاسم قزيط.

واعتبر قزيط أن "الشرط الأول لإجراء الانتخابات هو وجود حكومة موحدة يمسي رئيسها في طرابلس ويصبح في بنغازي".

وأشار إلى أن "هناك ميليشيات مسلحة تختطف المؤسسات الحكومية وبعض الأجهزة الأمنية أصبحت تعمل بنظام (المافيات) وتمارس القتل والخطف والتهريب، ولا توجد رغبة حقيقية من الأطراف السياسية الكبرى في ليبيا والأطراف الدولية لإجراء الانتخابات واستقرار البلاد".

ورأى أن "الرغبة المتوافرة حالياً لدى الأطراف داخلياً وخارجياً هي فقط تقاسم الغنائم، وبالتالي التوتر السياسي وعدم التوافق من الطبيعي أن ينتج توترات أمنية وصراعات مسلحة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير