المستهلكون في بريطانيا يلجأون للأطعمة المجمدة هربا من التضخم

أظهر بحث أن المتسوقين في بريطانيا يختارون اللحوم والوجبات المجمدة مثل البيتزا ورقائق البطاطس إذ يستمر التضخم في إضافة مئات الجنيهات إلى فواتير البقالة المنزلية.

ارتفعت مبيعات المواد الغذائية المجمدة في الأشهر الثلاثة حتى منتصف آذار (مارس)، وفقاً لأرقام محللي التجزئة كانتر Kantar، حتى مع انخفاض إجمالي مبيعات البقالة خلال الفترة نفسها.

يأتي ذلك في الوقت الذي بلغ فيه التضخم في أسعار بضائع السوبر ماركت 17.5 في المئة في فترة الشهر السابقة لـ19 آذار (مارس)، مسجلاً مستوى قياسياً آخر. هذا يعني أنه يمكن إضافة أكثر من 800 جنيه استرليني (1004 دولارات) إلى الفواتير السنوية للأسرة المتوسطة بشرط ألا يغيروا عادات الإنفاق لديهم.

وقال بحث كانتر إن الدواجن المجمدة مثل الدجاج ولحوم الطرائد شهدت أكبر الارتفاعات، إضافة إلى الأطعمة الجاهزة المجمدة بما في ذلك الوجبات الجاهزة والبيتزا ورقائق البطاطس والفطائر.

وبدأ المستهلكون باتخاذ إجراءات من خلال التسوق حول عديد من المتاجر الكبرى للبحث عن عروض جيدة، إذ ذهبت الأسر إلى المتاجر أكثر من أربع مرات في الأسبوع في مارس (آذار) - أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الوباء، باستثناء عيد الميلاد.

اقترح الخبراء أيضاً أن الناس يختارون الأطعمة المجمدة على الأطعمة الطازجة لأنها تدوم لفترة أطول وأقل احتمالاً بأن تؤول للهدر.

قال مايرون جوبسون، كبير محللي التمويل الشخصي في [منصة للاستثمار المالي] انتراكتيف انفيستور Interactive Investor: "يختار المتسوقون بشكل متزايد شراء [أطعمة] مجمدة بدلاً من طازجة كجزء من الجهود المبذولة لتهدئة التأثير المدمر للتضخم الحاد الشديد في مواردهم المالية".

وأضاف "يتيح لك اختيار المنتجات المجمدة أيضاً استخدام كثير أو قليل من الطعام من دون أن تتجاوز بقية العبوة أفضل حالاتها، مما يقلل من الهدر ويوفر المال".

وأكمل "أصبحت السلل أصغر حجماً ويتخلى كثير منا عن العلامات التجارية المميزة بحثاً عن بدائل أرخص، في حين أن عديداً من الأشخاص يقللون من الإنفاق على المنتجات التي من الجميل الحصول عليها".

في غضون ذلك قال الرئيس التنفيذي لسوبر ماركت "أيسلندا فودز" Iceland Foods للأطعمة المجمدة ريتشارد ووكر، إنه "ليس من المستغرب" أن يتجه المستهلكون إلى الخيارات المجمدة التي تحقق قيمة أكبر في مقابل المال. وأشار "مزيد من المتسوقين يتيقظون على هذا الخيار الأكثر ملاءمة للموازنة خلال هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة".

في غضون ذلك، اتبعت كل من محال آلدي Aldi وليدل Lidl متاجر السوبر ماركت المنافسة ساينزبيري Sainsbury’s وتيسكو Tesco في خفض أسعار الحليب. محال السوبرماركت (آلدي وليديل)، التي توفر بضائع ملائمة لذوي الموازنة المحدودة، أعلنت يوم الجمعة خفض سعر علبة حليب العلامة التجارية الخاصة بهم ذات أربعة باينت (حوالى 2.2 لتر) بمقدار 10 بنسات من 1.65 جنيه استرليني إلى 1.55 جنيه استرليني (1.95 دولار).

ويأتي التغيير في أعقاب إعلان مماثل من قبل سوبر ماركت سينسبري يوم الخميس، مع كون تيسكو أول من خفض أسعاره يوم الأربعاء.

قال متحدث باسم ليدل إن الخفض الأخير في الأسعار لن يؤثر في المزارعين. وسرعان ما تبع القرار إعلان محال "اسدا" Asda خفض سعرها في وقت لاحق يوم الجمعة.

لكن المجموعة المعنية بالمستهلكين "ويتش" Which قالت إن محال السوبر ماركت يجب أن تفعل "مزيداً لضمان توفر طعام صحي ومغذي على نطاق واسع". قالت رئيسة السياسة الغذائية سو ديفيز: "أي خفض في الأسعار يعد خبراً جيداً للمستهلكين، ولكن خمسة بنسات من نصف لتر من الحليب لن تحدث فرقاً كبيراً عندما يتعلق الأمر بتضخم أسعار الغذاء على أساس سنوي، الذي يبلغ 25 في المئة تقريباً في بعض محال السوبر ماركت، وفقاً لبحثنا".

وأضافت "تظهر هذه الخطوة أن الضغوط تتراجع، لكن ينبغي على المتاجر الكبرى بذل مزيد من الجهد لضمان توفير طعام صحي ومغذي على نطاق أوسع، لا سيما في المناطق الأكثر احتياجاً والتأكد من أن الأسعار أكثر وضوحاً وشفافية واتساقاً، بالتالي يمكن بسهولة مقارنة الأسعار في المتجر ومحال السوبر ماركت الأخرى".