Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طرفا النزاع في السودان يتفقان على هدنة جديدة لـ 72 ساعة

مقتل 427 شخصاً على الأقل منذ اندلاع القتال والجيش يوافق على وقف إطلاق النار بوساطة سعودية - أميركية

ملخص

هدوء حذر يخيم على الخرطوم فيما تتواصل عمليات إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الأجانب

وافق طرفا الصراع في السودان على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة اعتباراً من اليوم الثلاثاء في الوقت الذي سابقت فيه دول عربية وغربية وآسيوية الزمن لإجلاء رعاياها من البلاد.

وقال الجيش السوداني إن السعودية والولايات المتحدة توسطتا في الهدنة. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن الاتفاق أولاً وقال إنه جاء بعد يومين من المفاوضات المكثفة. ولم يلتزم الجانبان بعدة اتفاقات سابقة للهدنة المؤقتة.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 أبريل (نيسان) مما أدى لمقتل 427 شخصاً على الأقل وتوقف العمل بالمستشفيات وتعطل خدمات أخرى وحوّل مناطق سكنية إلى ساحات حرب.

وأكدت قوات الدعم السريع في الخرطوم موافقتها على وقف إطلاق النار اعتباراً من منتصف الليل لتسهيل الجهود الإنسانية. وقالت "نؤكد التزامنا خلال فترة الهدنة المعلنة بالوقف الكامل لإطلاق النار".

من جهة أخرى، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن أعمال العنف المتواصلة في السودان بين الطرفين المتحاربين "تنذر بخطر اشتعال كارثي داخل البلاد يمكن أن يمتد إلى المنطقة بالكامل وإلى خارجها"، مضيفاً خلال نقاش في مجلس الأمن الدولي أن الوضع في هذا البلد "يستمر في التدهور".

وأكد غوتيريش أنه "على تواصل مستمر مع طرفي النزاع ودعوتُهما لنزع فتيل التوترات والعودة إلى طاولة التفاوض". وتابع، "علينا جميعاً أن نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد السودان من حافة الهاوية"، مجدداً الدعوة إلى وقف لإطلاق النار.

وجاءت تصريحاته بعد إعلان الأمم المتحدة عن إجلاء عدد من موظفيها من السودان فيما سيبقى رئيس بعثتها فولكر بيرتيس في البلاد. وقال غوتيريش، "سأكون واضحاً: الأمم المتحدة ليست بصدد مغادرة السودان"، مضيفاً أن الهيئة الدولية "تعيد تنظيم وجودنا في السودان كي نتمكن من مواصلة دعمنا للشعب السوداني".

ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان كثيراً من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها وأفراد بعثاتها الدبلوماسية عبر البر والبحر والجو في غياب أي أفق لإنهاء الاشتباكات.

وفيما يشكل المطار الرئيس في الخرطوم مسرحاً لاقتتال عنيف مع سيطرة قوات الدعم السريع عليه، تجري عمليات إجلاء عدة عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر الواقع على بعد 850 كيلومتراً من العاصمة، فيما تشكل جيبوتي محطة أساسية لعمليات الإجلاء الجوي، إذ تحط فيها طائرات عسكرية تنقل المدنيين من السودان.

وحتى الآن أعلنت دول عدة إتمام عمليات إجلاء لمواطنين ودبلوماسيين من السودان، بما فيها الولايات المتحدة وكندا، وفرنسا وإيطاليا وهولندا وألمانيا وإسبانيا واليونان وسويسرا وإيرلندا والسويد وبريطانيا والنرويج وبولندا وتركيا ومصر والسعودية والأردن والعراق ولبنان وليبيا وتونس.

وتستعد دول أجنبية أخرى لعمليات إجلاء من بينها كوريا الجنوبية واليابان والهند وإندونيسيا والصين.


أما ميدانياً ومع استمرار عمليات الإجلاء بضمان الطرفين المتصارعين، أي قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، فتشهد الخرطوم اليوم الإثنين هدوءاً حذراً، فيما أفادت أنباء بانقطاع واسع لخدمة الإنترنت في البلاد.

وعلى صعيد الضحايا قتل في صفوف المدنيين منذ اندلاع الاشتباكات 273 شخصاً وجرح 1579 آخرين وفق آخر حصيلة لنقابة أطباء السودان، لكن هذه الحصيلة أقل من الواقع إذ لم تتمكن حالات كثيرة من الوصول إلى المستشفيات.

ومنذ تسارع عمليات الإجلاء خلال نهاية الأسبوع يثير مسؤولون ومحللون مخاوف متنامية حيال مصير السودانيين وسط خشية احتدام المعارك مجدداً متى انتهى إخراج الرعايا الراغبين في ذلك.

وحذرت الأمم المتحدة من أنه "في حين يفر الأجانب القادرون على ذلك يزداد تأثير العنف على الوضع الإنساني الحرج أساساً في السودان".

تابعوا التطورات السودانية في هذه التغطية المباشرة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي