ملخص
في أول زيارة رسمية بعد قطيعة استمرت 12 عاماً، وصل #وزير_الخارجية_السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى #دمشق، في حراك دبلوماسي يندرج ضمن مساعي إرساء السلام وتهدئة المنطقة الملتهبة بالنزاعات.
في أول زيارة رسمية بعد قطيعة استمرت 12 عاماً، وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم الثلاثاء إلى دمشق بعد نحو خمسة أيام من زيارة نظيرة السوري فيصل المقداد إلى السعودية، في حراك دبلوماسي يندرج ضمن مساعي إرساء السلام وتهدئة المنطقة الملتهبة بالنزاعات.
وبحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس) فإن الزيارة تأتي في إطار ما توليه السعودية من حرص واهتمام للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي تداعايتها كافة، ويحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وهويتها العربية ويعيدها إلى محيها العربي، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق.
وكان في استقبال الوزير السعودي لدى وصوله مطار دمشق الدولي وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام.
علاقات سليمة
وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، فإن الأسد حمّل الأمير فيصل بن فرحان تحياته للملك السعودي ولولي العهد وللشعب السعودي، مؤكداً "أن الأخوّة التي تجمع العرب تبقى الأعمق والأكثر تعبيراً عن الروابط بين الدول العربية، وأن العلاقات السليمة بين سورية والمملكة هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، وهذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضاً، حيث تنطلق من عمق تاريخي يعود إلى عقود طويلة بين البلدين، مشيراً إلى أن السياسات المنفتحة والواقعية التي تنتهجها السعودية تصب في مصلحة الدول العربية والمنطقة".
ونوّه الأسد إلى أن الدور العربي الأخوي ضروري في دعم الشعب السوري لتجاوز كل تداعيات الحرب على سورية، واستقرار الأوضاع وتحرير كامل الأراضي السورية.
واعتبر أن التغيرات التي يشهدها العالم تجعل من التعاون العربي أكثر ضرورة في هذه المرحلة لاستثمار هذه التغيرات لمصلحة الشعب العربي في أقطاره المختلفة.
من جانبه أعرب الوزير فيصل بن فرحان، عن ثقة بلاده بقدرة سورية وشعبها على تجاوز آثار الحرب وتحقيق التنمية المستدامة، وأكد على وقوف الرياض إلى جانب دمشق ودعمها لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وأمنها واستقرارها وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين والمهجرين.
ولفت وزير الخارجية السعودي إلى أن المرحلة القادمة تقتضي أن تعود العلاقة بين سورية وأخوتها من الدول العربية إلى حالتها السليمة، وأن يعود دور سورية عربياً وإقليمياً أفضل مما كان عليه من قبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحركات دبلوماسية
وتتوج الزيارة استئناف العلاقات السعودية - السورية بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدة، وفي وقت تبحث دول عربية إمكان عودة دمشق لجامعة الدول العربية.
ويأتي الانفتاح السعودي على سوريا في خضم تحركات دبلوماسية إقليمية يتغير معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.
وقبل وصول الوزير السعودي دعت وزارة الإعلام السورية الصحافيين إلى تغطية مراسم استقباله فور وصوله إلى مطار دمشق الدولي.
وإثر اندلاع الاحتجاجات في سوريا التي ما لبثت أن تحولت إلى نزاع دام عام 2011، قطعت دول عربية عدة وعلى رأسها السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.
كما قدمت الرياض التي أغلقت سفارتها لدى دمشق في مارس (آذار) 2012 خلال سنوات النزاع الأولى دعماً للمعارضة السورية كما استقبلت شخصيات منها على أراضيها.
انفتاح عربي
لكن خلال السنوات القليلة الماضية برزت مؤشرات انفتاح عربي تجاه سوريا، ويبدو أن الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا المجاورة في فبراير (شباط) الماضي سرع عملية استئناف دمشق علاقتها مع محيطها الإقليمي بعد تلقي رئيس النظام السوري بشار الأسد سيل اتصالات ومساعدات من قادة دول عربية.
وظهر الانفتاح السعودي تجاه دمشق للمرة الأولى بعد الزلزال مع هبوط طائرات مساعدات سعودية في مناطق سيطرة الحكومة كانت الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها مع دمشق، وما هي سوى أسابيع قليلة حتى أعلنت الرياض الشهر الماضي أنها تجري محادثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصلية.
وبحث المقداد خلال زيارته التي تعد الأولى على المستوى الرسمي إلى السعودية في الـ 12 من أبريل (نيسان) الجاري مع نظيره السعودي "الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي تداعياتها كافة وتسهم في عودة سوريا لمحيطها العربي".
وبعد السعودية زار المقداد كلاً من الجزائر، إحدى الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقاتها مع دمشق، كما تونس التي أعلنت الشهر الحالي استئناف علاقاتها مع سوريا.
عضوية سوريا
والجمعة، استضافت السعودية اجتماعاً لدول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن والعراق لبحث عودة دمشق إلى محيطها العربي، ولم يصدر عن المجتمعين قرار يقضي بعودة سوريا للجامعة العربية التي علقت عضويتها فيها عام 2011، لكنهم أكدوا "أهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة في سوريا وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود".
ويتزامن الانفتاح العربي على دمشق مع تغير الخريطة السياسية في المنطقة بعد الاتفاق السعودي -الإيراني الذي تعلق عليه آمال بعودة الاستقرار إلى منطقة هزتها النزاعات بالوكالة.
وفي مقابلته مع روسيا اليوم قال الأسد إن "الساحة السورية لم تعد مكان صراع إيراني - سعودي كما كانت في بعض المراحل"، معتبراً أن "السياسة السعودية اخذت منحى مختلفاً تجاه سوريا منذ سنوات، وهي لم تكن في صدد التدخل في الشؤون الداخلية أو دعم أي فصائل في سوريا".
وأشار إلى أن "الحديث عن علاقة سورية - إيرانية يجب أن تنقطع لم يعد مثاراً مع سوريا منذ سنوات طويلة".
وبعد 12 عاماً من الحرب تتطلع دمشق اليوم إلى أموال إعادة الإعمار بعدما استعادت قواتها غالبية المناطق التي خسرتها بداية النزاع بدعم من حليفيها الأساسيين روسيا وإيران.
وأودى النزاع بحياة أكثر من نصف مليون شخص وشرد أكثر من نصف سكان سوريا داخل البلاد وخارجها، كما أنه حول البلاد إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية. وترك كل ذلك أثره في الاقتصاد المنهك جراء الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وقد لا تغير عودة سوريا للحضن العربي الخريطة السياسية والميدانية على المدى القريب، إذ إن هناك أطرافاً أخرى يجب أخذها في الحسبان من روسيا وإيران إلى الولايات المتحدة التي تنشر قوات في سوريا دعماً للمقاتلين الأكراد وحتى تركيا التي تسيطر على مناطق حدودية وبدأت بدورها محادثات مع سوريا حول استئناف العلاقات.