Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

1.3 مليار طن طعام مهدور سنويا و811 مليون جائع

يتسبب هدر الغذاء وفقده في انبعاث أكثر من 3 مليارات طن من هذه الغازات كل عام

أكثر لأماكن لتي يلاحظ فيها إهدار الطعام هي البوفيهات المفتوحة في الفنادق والمطاعم (بيكسلز)

ملخص

هل تعلم أنه يتم إنتاج #غذاء لإطعام سبعة مليارات شخص في العالم إلا أن هناك 811 مليون شخص حالياً ينامون كل ليلة وهم #جوعى، فأين يهدر هذا #الطعام وكيف؟

أينما يمم الإنسان وجهه على هذه الأرض سيرى الهدر بأم عينه، فجنون الاستهلاك يواكبه جنون الهدر لدى البشرية اليوم، إذ تهدر الموارد بكل أشكالها وتسمياتها كالطاقية والبشرية والوقت والطعام والمواد الخام والآلات والمكنات والمياه والنفايات وغيرها.

وفي اليوم العالمي للهدر، الذي يصادف في 30 من مارس (آذار) من كل عام، نوضح الكمية المهولة للهدر في إحصاءات صادرة عن الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية والمحلية، ونركز على هدر الطعام كشيء أساسي في حياتنا اليومية إذ نستهلكه بمعدل ثلاث وجبات في اليوم، فما كمية الطعام المهدور وكيف يهدر وهل من طرق لتدويره والاستفادة منه؟

حقائق وأرقام

تنتج البشرية ما يقدر بنحو 2.24 مليار طن من النفايات الصلبة سنوياً على مستوى المحليات، ولا يدار منها في مرافق خاضعة للرقابة سوى 55 في المئة فقط، وكل عام يفقد أو يهدر ما يقرب من 931 مليون طن من الطعام، ويدخل ما يصل إلى 14 مليون طن من النفايات البلاستيكية إلى النظم الإيكولوجية المائية.

وتوجد حقائق وأرقام توضح أنه في كل دقيقة يلقى في المحيط ما يعادل شاحنة قمامة واحدة من البلاستيك، إذ تقول الأمم المتحدة إنه لو كان فقد الأغذية وهدرها بلداً لكان البلد الثالث في إصدار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث لا يدار أكثر من 75 في المئة من جميع النفايات الإلكترونية بأساليب مأمونة.

وتتسبب عملية استخراج الموارد عن نصف انبعاثات الكربون في العالم، وعلى الصعيد العالمي، يمكن أن ترتفع كمية النفايات الصلبة على مستوى المحليات من نحو 2.24 مليار طن إلى 3.88 مليار طن بحلول عام 2050.

حجم الطعام المهدر

علي سبيل المثال هناك مشكلة عالمية في هدر الطعام، إذ بلغ وزن الأكل الذي يرمى في العالم ما يقارب 1.3 مليار طن خلال السنة، والمتوسط العالمي لإهدار الفرد الواحد للأكل وصل إلى 74 كيلوغراماً من الطعام المهدر في العام.

في العالم العربي متوسط إهدار الفرد الواحد للطعام في السنة وصل حد 100 كيلوغرام بأكثر من 40 في المئة من المعدلات العالمية، وتأتي مصر والعراق والسعودية والسودان والجزائر في صدارة الدول المهدرة للطعام بالعالم العربي.

تعد ظاهرة إهدار الغذاء وفقدانه متفشية في العالم، إذ يتم إنتاج غذاء لإطعام سبعة مليارات شخص، لكن هناك 811 مليون شخص حالياً ينامون كل ليلة وهم جوعى، فـ28 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم تنتج الغذاء الذي يتم إهداره، بدلاً من إطعامه للمحتاجين.

 

 

كما أن الغذاء المهدر في دول العالم المتقدم يذهب إلى مدافن النفايات التي تنتج الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ففي الواقع يتسبب هدر الغذاء وفقده في انبعاث أكثر من ثلاثة مليارات طن من هذه الغازات سنوياً. وبذلك يعد هدر الغذاء وفقده ثالث أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري بعد الولايات المتحدة والصين.

هذه الغازات تمثل العامل الرئيس في حدوث المشكلات المناخية، المؤثرة في موارد المياه، وزيادة نسبة التصحر والجفاف، وتفاقم عدم القدرة على التنبؤ وخطورة الظواهر الجوية. كل ذلك يتلف الزراعات، وزيادة ظاهرة الجوع، في عديد من أنحاء العالم.

حلول مبتكرة

إن هدر الطعام موجود في كل القطاعات التي لها علاقة بالطعام، فمصانع الأكل تهدر ما يقارب ستة في المئة، والسوبر ماركت يهدر ثمانية في المئة، بينما تهدر المطاعم نحو 15 في المئة، أما في المنازل فيهدر ما يقارب 25 في المئة من الطعام.

ومن أكثر الأماكن التي يلاحظ فيها إهدار الطعام هي البوفيهات المفتوحة في الفنادق والمطاعم، إذ يلاحظ وضع الشخص لأكثر من حاجته في طبقه مما يستوجب على المطعم رميه في النفايات، لأنه غير صالح للتبرع فيه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهذا دفع عدداً من الشباب إلى التفكير في حلول إبداعية، فتعمل مؤسسة إطعام في السعودية على جمع ما تبقى من الطعام في البوفيهات وتفحصه لتعرف مدى صلاحيته وإمكانية إرساله لمن يحتاج إليه، وتعمل على تعبئته في عبوات وإرساله عبر سيارات مبردة لجمعيات تعنى بإعطاء المحتاجين وجبات طعام قد تتجاوز أحياناً 100 وجبة في البوفيه الواحد.

وفي فلسطين هناك مبادرة "صفر نفايات فلسطين" لفتاة تدعى نجلاء عبداللطيف، إذ تعمل على تقليل استهلاكها اليومي وترشيده من طعام ولباس وشراب، فتدفن بقايا طعامها في حديقة منزلها، معللة ذلك "بأن 60 في المئة من نفايات الفلسطينيين عضوية، وهذا يجب ألا يرمى ويذهب سدى بل استعمال هذه المخلفات، فبدلاً من أن ينبعث منها الكربون وغاز الميثان في مكبات النفايات نستطيع استغلاله كسماد طبيعي للأرض".

هذا بالنسبة إلى الطعام المهدر من قبل المستهلك، لكن هناك طعام يهدر قبل أن يصل إلى المستهلك، ولذلك فقد ساعد برنامج الأغذية العالمي الحكومات في جهودها للحد من الإهدار، من خلال التعليم وتعزيز تقنيات ما بعد الإنتاج. وتشمل أجهزة تجفيف منخفضة الكلفة، وعدادات رطوبة، وأكياس محكمة الغلق تسمح للمزارعين بالتخفيف من هدر الحبوب.

وتعمل وحدة الإمداد ببرنامج الأغذية العالمي على تأكيد التغليف الفعال من أجل حماية الغذاء من التلف الميكانيكي أثناء عملية التحميل والتفريغ ونقله من خلال طرق وعرة أو تنزيله من طائرة. وهذا أيضاً يحفظ جودته في الأحوال الجوية الصعبة ومن درجات الحرارة المرتفعة للغاية ومن الأتربة والتلوث بشكل عام.

إعلان الأمم المتحدة للحد من الهدر

في 14 ديسمبر (كانون الأول) 2022 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً في دورتها الـ77 لإعلان يوم 30 مارس يوماً دولياً للقضاء على الهدر، وللاحتفال بهذا اليوم دعت الجمعية العامة الدول الأعضاء وكيانات منظومة الأمم المتحدة، والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية، والشباب وأصحاب المصلحة الآخرين إلى المشاركة في أنشطة تهدف إلى إذكاء الوعي بالمبادرات الوطنية ودون الوطنية والإقليمية والمحلية الرامية إلى القضاء على الهدر وبمساهماتها في تحقيق التنمية المستدامة.

ويراد من اليوم الدولي للقضاء على الهدر تعزيز أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة، ودعم التحول المجتمعي نحو التدوير وإذكاء الوعي بشأن مساهمة المبادرات المعنية بالقضاء على الهدر في النهوض بخطة التنمية المستدامة لعام 2030.

يستلزم نهج القضاء على الهدر بحسب الأمم المتحدة أن تتم عمليات الإنتاج والاستهلاك والتخلص من النفايات بطريقة مسؤولة وفي نظام دائري مغلق، وهذا يعني إعادة استخدام الموارد أو استردادها قدر الإمكان وتقليل تلوث الهواء والأرض والماء، إذ يتطلب القضاء على الهدر عملاً على جميع المستويات.

 

 

وتقول الأمم المتحدة "يجب تصميم منتجات قوية ومتينة تتطلب مواد أقل وأضرارها أقل كذلك، واختيار أساليب إنتاج ونقل تستهلك موارد أقل، يستطيع من خلالها المصنعون الحد من التلوث والنفايات في الوقت نفسه". وتتابع "يمكننا القضاء على الهدر باعتماد الإعلانات المسؤولة ووسائل إدارة الاستهلاك باقتدار في أثناء دورة استخدام المنتجات".

أما بالنسبة إلى المستهلكين ذكرت أنهم يضطلعون بأهمية محورية في القضاء على الهدر بتغيير عاداتهم الاستهلاكية وإعادة استخدام المنتجات وإصلاحها قدر الإمكان، ومن ثم التخلص منها بشكل صحيح.

كما تثني الأمم المتحدة على زيادة إدراك الحكومات والمجتمعات والصناعات وأصحاب المصلحة الآخرين أهمية المبادرات المتصلة بالقضاء على الهدر، وإتاحة التمويل ووضع السياسات الصحيحة التي من شأنها تعزيز إدارة النفايات وتحسين أنظمة الاسترداد.

وتوجه الاستراتيجية التي وضعتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والدول الأعضاء وأصحاب المصلحة إلى اعتماد غايات ومقاصد الهدف الإنمائي المعني بالاستهلاك والإنتاج المستدامين في جميع القطاعات مع حلول عام 2030.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير