Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أول صحافي أميركي يعتقل في روسيا بتهمة التجسس منذ الحرب الباردة

محكمة في موسكو تقضي بحبسه احتياطياً لشهرين إثر مزاعم بجمعه معلومات عسكرية والكرملين يحذر من رد انتقامي

ملخص

قال جهاز الأمن الفيدرالي في #روسيا إنه "أحبط النشاط غير القانوني" لإيفان غيرشكوفيتش

أعلنت أجهزة الأمن الروسية اليوم الخميس توقيف مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إيفان غيرشكوفيتش بتهمة التجسس، وأمرت محكمة ليفورتوفو في موسكو بحبسه احتياطياً لمدة شهرين حتى 29 مايو (أيار)، في حادثة غير مسبوقة في التاريخ الحديث للبلاد التي تسودها أجواء قمع منذ الهجوم على أوكرانيا.

وقال جهاز الأمن الفيدرالي في بيان نقلته الوكالات الروسية، إنه "أحبط النشاط غير القانوني للمراسل المعتمد... لمكتب موسكو لصحيفة ’وول ستريت جورنال‘ الأميركية المواطن الأميركي إيفان غيرشكوفيتش".

وأوضح جهاز الأمن أنه يشتبه بـ"تجسس" الصحافي "لحساب واشنطن" ويجمع معلومات عن "شركة تابعة للمجمع العسكري الصناعي" الروسي. وهذه الجريمة عقوبتها السجن بين 10 سنوات و20 سنة بحسب المادة 276 من قانون العقوبات الروسي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تطبيق "تيليغرام" اليوم الخميس، إن أنشطة غيرشكوفيتش الذي اعتقل في مدينة يكاترينبرغ بمنطقة الأورال الروسية، "لا علاقة لها بالصحافة". وأضافت أن المراسل "ليس أول غربي معروف يضبط بالجرم المشهود".

تحذير من رد انتقامي

وحذر الكرملين واشنطن من أي رد انتقامي يستهدف وسائل الإعلام الروسية العاملة في الولايات المتحدة بعد توقيف غيرشكوفيتش، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، "نأمل بألا يحدث ذلك ويجب ألا يحصل ذلك".

وأعربت "وول ستريت جورنال" عن "قلقها البالغ" إزاء توقيف مراسلها، وقالت في بيان إنها "تشعر بقلق بالغ إزاء سلامة السيد غيرشكوفيتش".

ونفت الصحيفة "بشدة" الاتهامات الروسية لمراسلها، وطلبت "الإفراج الفوري" عنه، مؤكدة "التضامن مع إيفان وعائلته".

وقال مصدر دبلوماسي لوكالة "رويترز" إن السفارة الأميركية في موسكو لم تبلغ بالحادثة، وتسعى إلى الحصول على معلومات من السلطات الروسية بشأن القضية.

 

ردود دولية

وأعرب صحافيون آخرون يغطون روسيا عن دعمهم لغيرشكوفيتش على الإنترنت، قائلين إنه مراسل محترف وليس جاسوساً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ردود الفعل الدولية عبرت فرنسا عن قلقها داعية موسكو إلى احترام حرية الصحافة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير ليجيندر، "نحن قلقون جداً وسنحت لنا فرصة إدانة الموقف القمعي لروسيا" في ما يتعلق بالصحافة الروسية والصحافة الأجنبية على حد سواء.

وقالت المنظمة غير الحكومية "مراسلون بلا حدود" إنها "تشعر بالقلق" من "ما يبدو أنه إجراء انتقامي". وأضافت "يجب عدم استهداف الصحافيين".

وأشارت المحللة الروسية المستقلة تاتيانا ستانوفايا التي تترأس مركز "آر.بوليتيك" للتحليل، إلى أن روسيا شددت أخيراً قوانينها ضد التجسس منذ هجومها على أوكرانيا. وكتبت على "فيسبوك"، "المشكلة هي أن التشريع الروسي الجديد... يسمح بسجن أي شخص مهتم بالشؤون العسكرية أو العمليات العسكرية الخاصة (في أوكرانيا)، أو المجموعات العسكرية الخاصة (مثل فاغنر) ووضع الجيش، لمدة 20 عاماً". لكنها رأت أيضاً أن جهاز الأمن الفيدرالي قد يكون أوقف الصحافي ليكون "رهينة" بهدف تبادل محتمل للسجناء.

لكن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قال إنه من السابق لأوانه الحديث عن تبادل محتمل للسجناء يشمل مراسل "وول ستريت جورنال". ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية الرسمية عنه قوله إن مثل هذه العمليات تمت في السابق مع أشخاص مدانين بالفعل، وإنه من الضروري الانتظار لمعرفة تطور تفاصيل قضية غيرشكوفيتش.

أرفع شخصية تعتقل منذ بدء الحرب

قبل بدء عمله في الصحيفة الأميركية اليومية في 2022، كان غيرشكوفيتش مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية في موسكو، وقبل ذلك كان صحافياً في صحيفة "موسكو تايمز" الصادرة بالإنجليزية وعمل أيضاً في "نيويورك تايمز".

والصحافي الروسي الأصل ويتقن اللغة الروسية، يبلغ من العمر 31 سنة ووالداه مقيمان في الولايات المتحدة. ووفقاً لصفحة سيرته الذاتية على موقع "وول ستريت جورنال"، فإنه يغطي الأحداث في روسيا وأوكرانيا وكذلك جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

ويعتبر غيرشكوفيتش أرفع شخصية أميركية اعتقلت من قبل روسيا منذ نجمة كرة السلة بريتني غرينير، التي ألقي القبض عليها عند وصولها إلى موسكو ومعها كمية من زيت القنب قبل أسبوع من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، ليعود ويطلق سراحها في صفقة تبادل أسرى في ديسمبر (كانون الأول).

وجرت عمليات تبادل روسية - أميركية عدة في السنوات الأخيرة. وما زال عدد من الأميركيين محتجزين في روسيا، أحدهم بول ويلان الذي يقضي عقوبة بالسجن 16 سنة بتهمة "التجسس" في قضية تعتبرها واشنطن ملفقة. وكان ويلان أوقف في 2018 والمفاوضات جارية منذ سنوات لإطلاق سراحه.

وثمة أميركي آخر محتجز حالياً في روسيا هو مارك فوغل. وهو دبلوماسي سابق عمل معلماً في مدرسة أميركية في موسكو. وقد حكم عليه في يونيو (حزيران) 2022 بالسجن لمدة 14 سنة بتهمة تهريب القنب "على نطاق واسع". وقالت السلطات الروسية إنها عثرت على الماريجوانا وزيت الحشيش في حقائبه أثناء فحص في مطار شيريميتيفو في موسكو.

تأثير في العلاقات

ويمكن أن يكون لاعتقال غيرشكوفيتش تأثير في العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة وعلى التغطية الدولية لروسيا والحرب.

وتنصح السفارة الأميركية في إرشادات السفر التي تصدرها، التي حدثتها آخر مرة في فبراير (شباط)، المواطنين الأميركيين بعدم السفر إلى روسيا بسبب خطر الاعتقال التعسفي وتقول إن على المواطنين الأميركيين الذين يعيشون أو يسافرون داخل روسيا المغادرة فوراً.

وحظرت موسكو فعلياً جميع وسائل الإعلام الروسية المستقلة منذ بداية الحرب لكنها واصلت اعتماد بعض المراسلين الأجانب. وأصبحت الصحافة مقيدة بشدة بالقوانين التي تفرض عقوبات طويلة على أي شخص ينتقد الحرب علناً.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات