Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هندسة المناخ خطورتها قليلة وفق رأي يؤيده "شات جي بي تي"

خشية علمية من أن تلاعب دولة ببيئتها قد يؤثر في العالم بأسره، وربما يوصل إلى حروب وعواقب وخيمة. لكن لا توجد خيارات بديلة بالفعل

خيار التلاعب الكيماوي ببيئتنا مهما تقلبت أموره، سيكون رهينة الذكاء الاصطناعي (غيتي)

ملخص

تعتبر #هندسة_المناخ من الحلول الجذرية للبيئة لكنها ستؤثر في #بيئة_الأرض، ولربما مهد ذلك إلى #حروب وعواقب. في المقابل، سيتحكم #الذكاء_الاصطناعي بمسار ذلك الخيار.

فتح جورج سوروس شرخاً جديداً في معترك المناخ العالمي الشهر الماضي، حينما أخبر زعماء العالم، خلال "مؤتمر ميونيخ للأمن"، بأنه حري بهم أن يدرسوا احتمال رش المياه إلى غيوم القطب الشمالي بغية حرف أشعة الشمس عنها والحفاظ على الجليد الذائب.

ومنذ فترة، يكرس ذلك الملياردير صاحب الأعمال الخيرية الذي التصقت به على مر العقود نظريات المؤامرة في أوساط المحافظين، انتباهه قليلاً لظاهرة الاحترار العالمي. بيد أن تحول اهتمامه أخيراً إلى المعركة الحاصلة والمثيرة للجدال حول موضوع هندسة المناخ، أعاد إلى ذاكرة بعض الأشخاص، صوراً عن مؤامرة ليكس لوثر [الشخصية الشريرة في المجلات المصورة] الرامية إلى تدمير العالم.  

وجاء رد الفعل سريعاً وقوياً في الأوساط العلمية، إذ أقدم خبراء مناخ واختصاصيو فيزياء وعلماء الطبقات الجوية على رسم الحدود التي يجب أن تقف عندها الزيادة في البحوث عن تلاعب الإنسان بالبيئة، أو حتى فرض حظر كامل على إجراء مزيد من تلك الدراسات. ويذكر ذلك الأمر بنقاش آخر استمر عقوداً في شأن الذكاء الاصطناعي، إذ توقع متشائمون أن تستعبد كتيبة روبوتات الجنس البشري برمته. ومع ذلك، لم يوضع أي حد للذكاء الاصطناعي. واستطراداً، فقد صار الذكاء الاصطناعي أكبر مصدر للحماسة في مجال العلوم اليوم. بالتالي، سألتُ برنامج "شات جي بي تي" عن التكنولوجيا التي قد تكون الأكثر خطورة.

"بالمقارنة مع الذكاء الاصطناعي، ليست هندسة المناخ بالخطورة ذاتها. فالذكاء الاصطناعي تكنولوجيا سريعة التطور، وتقدر على تحوير كل جانب من جوانب حياتنا تقريباً. وكذلك فإنه قادر على اتخاذ قرارات ورسم مبادرات قد تحمل تداعيات بعيدة المدى. ولهذا السبب، يخشى كثيرون أن يشكل الذكاء الاصطناعي خطراً أكبر بكثير من هندسة المناخ". [رد "شات جي بي تي" على السؤال عن التكنولوجيا الأكثر خطورة].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من المؤكد أن التلاعب ببيئتنا بواسطة الكيمياء، حتى في أفظع جوانبه، يعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي. وأثبتت صناعات حديثة المنشأ، كصناعة إزالة الكربون وحفظه وتخصيب المحيط والتحكم بإشعاعات الشمس أنها كثيرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. ولهذا السبب، يعتبر دعم سوروس لخطة رش مياه مالحة باتجاه الغيوم، في محاكاة لتكسر الأمواج، عملاً لطيفاً وغير خبيث نسبياً.

في المقابل، يغيب ذلك الطابع الحميد والمنعدم الخطورة تماماً عن النقاش المتنامي حول موضوع هندسة المناخ. ومن خلال التجارب العلمية، تستطيع أي دولة أو شركة، نظرياً، تحوير بيئتنا العالمية لغايتها الخاصة. ويرى العلماء المناهضون لهندسة المناخ أنه في ظل غياب منظومة من القواعد والقوانين الدولية، فإن اختبارات هندسة المناخ ستكون بالغة الخطورة. 

في مسار مغاير، وبالاستناد إلى الجهود الدولية المبذولة حتى اليوم للتحكم بالتغير المناخي، يمكن القول إن تلك الاختبارات لن تحصل. وعلى رغم جهودنا الهادفة إلى تقييد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية والاحترار [المرتبط بظاهرة الاحتباس الحراري]، ضمن الحدود التي وضعت في "اتفاق باريس للمناخ"، إلا أن العالم يتجه بسرعة نحو كارثة مناخية. ولسوف تترافق تلك الكارثة مع فيضانات وحرائق وهجرة جماعية. وقبل أسبوع، صرحت "وكالة الطاقة الدولية" بأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ارتفعت إلى رقم قياسي بلغ 38.6 مليار طن عام 2022.

في ملمح موازٍ، يرى مؤيدو هندسة المناخ أنها ربما تمثل حلاً سريعاً، باعتبار أن مئات ملايين الدولارات استثمرت خلال الأعوام الأخيرة في شركات ناشئة تزعم أنها قادرة على تخليص الجو والبحر من الكربون المؤذي، وتخزينه بطريقة آمنة في باطن الأرض. لكن أياً منها لم يتوصل إلى معرفة كيفية تحقيق ذلك فعلياً على نطاق واسع، وكيفية جعل العملية منخفضة الكلف، كي تستطيع تلك التقنيات أن تصنع الفارق في أزمة المناخ. ومع ذلك، لا تزال التجارب مستمرة.

استطراداً، إن أكثر ما يخشاه العلماء يتمثل في أن تؤدي محاولات دولة التلاعب ببيئتها، إلى تداعيات تطاول بقية دول العالم. والأرجح أن يؤدي ذلك إلى حرب وإلى عواقب وخيمة. لكن ذلك سيحصل، وتكاد أي خيارات أخرى تكون معدومة.

في ذلك الإطار، ستنشب المعركة الأولى في القطب الشمالي الذي يشهد الآن سباقاً دولياً على التسلح، بالنظر إلى أن الحكومات ستملك حرية أكبر في المخاطرة عسكرياً وعلمياً، بعيداً من الأماكن المكتظة بالسكان. وفي حين يريد بعض الناس، من بينهم سوروس، محاولة وضع حد لذوبان الجليد، يفضل بعضهم الآخر ذوبانه بوتيرة أكبر، لأن ذلك سيسمح بفتح قنوات شحن عسكري واقتصادي جديدة. وليست صدفة أن مناورات روسيا والصين في القطب الشمالي في الأعوام الماضية، دفعت الرئيس الأميركي جو بايدن أخيراً إلى تعيين أول سفير أميركي في القطب الشمالي. 

استكمالاً، من المستغرب نسبياً أن يكون سوروس التسعيني قرر تحويل انتباهه إلى تغير المناخ وإلى الجزء المثير للجدال فيه. فلطالما اعتاد سوروس على مدى حقبة طويلة جداً، دعم الديمقراطيات النامية في أوروبا الشرقية ومكافحة الإيدز والسرطان في أفريقيا. بيد أنه تطرق إلى المسألة باقتضاب كبير في خطابه في ميونيخ.

ووفق سوروس، "وسط معاناة العالم العالق بين قوى المجتمعات المنفتحة والمجتمعات المغلقة والاستبدادية، يهدد الاحترار العالمي بالقضاء على حضارتنا برمتها". بالتالي، ربما لا تبدو هندسة المناخ رهاناً سيئاً إلى هذا الحد.

* ديفيد كالاواي، مؤسس ورئيس تحرير موقع "كالاواي كلايمت إنسايتس" ورئيس تحرير سابق لصحيفة "يو إس أي توداي" USA Today.

© The Independent

المزيد من بيئة