Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العثور على جثة إمام جامع مدفونة على عمق 3 أمتار شمال لبنان

استنفار أمني وقضائي وحال من القلق والخوف تعيشها بلدة القرقف في محافظة عكار

ملخص

دخلت بلدة #القرقف في #عكار شمال لبنان مرحلة الفتنة بعد مقتل الشيخ #أحمد_الرفاعي على يد أقارب له

عثر، فجر اليوم الأحد، على جثة الشيخ أحمد الرفاعي مدفونة على عمق ثلاثة أمتار تحت كومة من التراب بالقرب من مكان ترمى فيه النفايات في منطقة تقع فوق منطقة عيون السمك وقريبة من بلدة القرقف في شمال لبنان.

وسحبت القوى الأمنية الجثة بعد استقدام جرافة للمساعدة في الحفر، وعملت فرق الإسعاف على نقلها إلى أحد مستشفيات المنطقة.

 

وحال من الذهول والاستنفار تعيشها بلدة القرقف في محافظة عكار الشمالية بعد تأكيد مقتل ابنها الشيخ أحمد شعيب الرفاعي على يد أقارب له، بعد عملية خطف غامضة بدأت أحداثها قبل ستة أيام.

البحث مستمر

وفي أعقاب شيوع خبر الاختطاف، وضعت قاضية التحقيق في شمال لبنان سمرندا نصار يدها على الملف "ذي الحساسية العالية"، إذ وجهت أصابع الاتهام إلى أجهزة أمنية بعينها في جريمة الخطف، وأعطي الأمر أبعاداً عديدة من بينها الاستهداف المذهبي لأحد مشايخ دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية.

وأوضحت مصادر مطلعة على التحقيق أن "من الواضح وجود خلافات عائلية ومشكلات سابقة أدت إلى هذه الجريمة".

وكان صدر بيان، مساء السبت، عن قوى الأمن الداخلي أكد "تمكن شعبة المعلومات، خلال الـ48 ساعة الماضية، من العثور على سيارة المخطوف ومصادرة إحدى السيارات المستعملة في عملية الخطف، وتحديد هوية الخاطفين وتوقيف أربعة أشخاص، ثلاثة منهم من أقارب المخطوف"، كما أشار البيان إلى العمل على تحديد مكان جثة المخطوف واستكمال التحقيقات مع الموقوفين بإشراف قضائي، نافياً ما ينقل عن تورط عنصر من "القوة الضاربة" في شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي في هذه القضية.

خيوط الجريمة

وفي العودة إلى، الجمعة الماضي، بدأت خيوط الجريمة تتكشف، من خلال العثور على سيارة الشيخ الرفاعي في منطقة الكورة، شمال لبنان، قرب مستشفى "الهيكلية" (يبعد ثلاثة كيلومترات عن مدينة طرابلس)، كما قامت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بتوقيف أربعة أشخاص من المتورطين بالجريمة، وكشفت التحقيقات عن "إطلاق الرصاص على الشيخ الرفاعي قبل رميه في منطقة عيون السمك حيث يجري النهر البارد" (شمال).

خلاف قديم يتجدد

وتعيش بلدة القرقف حالاً من الصدمة، ويرفض آل الرفاعي تصديق ما يشاع من أن "ابن العمة قتل ابن الخال" إذ يرتبط الشيخ أحمد شعيب الرفاعي بصلة قرابة مباشرة مع رئيس بلدية القرقف يحيى الرفاعي والد المتهم الرئيس بالتحريض على الجريمة. ويؤكد هؤلاء أن الخلاف بين الأقارب قديم، وبدأ منذ سنوات على خلفية اتهامات وجهها الشيخ الرفاعي إلى رئيس البلدية بالتفريط بمشاعات الأراضي، والقيام بكثير من الارتكابات بفعل ترؤسه البلدية.

ومر الخلاف بمحطات مختلفة، تخللها أحياناً استخدام الرصاص، ويتحدث بعض أبناء البلدة، في المقابل، عن محاولات متكررة لتبريد الصراع، وبرزت محاولات صلح عدة دخل على خطها أعيان القرية والبلدات المجاورة في عكار.

ويتحدث طلاب الشيخ أحمد الرفاعي وزملاؤه عن "رجل يتحدث بالمباشر، لا يجامل، ولا يجيد الدبلوماسية".

تفاصيل عملية الخطف

وعصر الإثنين الماضي، فقد الاتصال بالشيخ الرفاعي، وبحسب رواية الأهل، توجه، صباحاً، إلى مستشفى حلبا (شمال) لدفع فاتورة أحد المرضى الفقراء، ومن ثم توجه نحو طرابلس، وقبل وصوله إلى المدينة، أدى الصلاة في مسجد "البركة" في منطقة البداوي (شمال)، بعدها استدرج إلى أحد الشوارع الخلفية في مدينة الميناء (الجزء البحري لمدينة طرابلس)، قبل اقتياده من قبل ملثمين إلى جهة مجهولة. وانقطع التواصل معه، وبدأت التحليلات والتأويلات حول مصير شخصية معروفة بالجرأة في النقد الاجتماعي والسياسي.

أبواب الفتنة

منذ تلك اللحظة، عاش شمال لبنان خصوصاً ولبنان عموماً أجواء من القلق، وارتقت إلى مرتبة الاحتقان المذهبي والطائفي، ووجهت اتهامات إلى بعض الأجهزة الأمنية في عملية الخطف، واستمرت التكهنات إلى أن أصدر جهاز الأمن العام اللبناني بياناً رسمياً، نفى فيه القيام بتوقيف الرفاعي، كما وجهت الاتهامات إلى بعض التنظيمات المسلحة كـ"سرايا المقاومة" (تابعة لحزب الله)، أو السياسية كـ"الحزب القومي السوري الاجتماعي" الموجود تنظيمياً في القرية، وأصدر "الحزب القومي" بياناً أكد فيه أن "الحزب هو من نسيج هذه القرية العكارية وموجود فيها منذ عشرات السنين كما هو في كل القرى العكارية". أضاف أن "محاولات استثمار هذه الحادثة مرفوضة ومدانة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما كان لدار الإفتاء في عكار سلسلة تحركات دعت من خلالها الأجهزة الأمنية إلى التحرك وكشف مصير الشيخ الرفاعي، وحثت على درء الفتنة داخل قرية القرقف.

قلق وخوف

والجمعة الماضي، قامت القوة الضاربة في فرع المعلومات (قوى الأمن الداخلي) بمداهمة منزل رئيس البلدية يحيى الرفاعي، وشهدت البلدة ومحيطها انتشاراً كثيفاً للجيش وسائر القوى المنية.

ردود فعل

وأكد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان أن "خطف الشيخ أحمد شعيب الرفاعي وقتله، حادثة مفجعة ومؤلمة وجريمة مروعة، وهذا أمر محرم شرعاً ولا يمت إلى القيم الأخلاقية والإنسانية". ودعا أجهزة الدولة الأمنية والقضائية إلى "الإسراع في إنهاء التحقيقات وكشف ملابسات مقتله ومعاقبة المجرم وإنزال القصاص العادل في حق الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء. لنا ملء الثقة بالدولة ومؤسساتها المعنية بمعالجة آثار وتداعيات هذه الجريمة، وندعو كل المواطنين إلى التزام القوانين والأنظمة المرعية الإجراء. ونشكر الأجهزة الأمنية التي سارعت إلى كشف الجناة ودرء الفتنة ووضع حد للإشاعات التي رافقت هذا الحدث الجلل".

المزيد من العالم العربي