Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا مصير اللبنانيين الذين قضوا أو نجوا من زلزال تركيا

من ضمن قائمة المتوفين الروائية دلال زين الدين التي هربت من أوضاع لبنان لكنها قضت مع أبنائها الثلاثة

عدد من ضحايا الزلزال اللبنانيين سيدفن في تركيا (أ ب) 

في #زلزال 6 فبراير (شباط) قضى 33 لبنانياً، فيما كتبت الأقدار النجاة لـ 51 شخصاً آخرين بعد خروجهم من تحت الأنقاض في جنوب تركيا في أكبر #كارثة_طبيعية ضربت #تركيا وسوريا في الزمن الحديث، لترتقي إلى مستوى النكبة.

وفي وقت عادت مجموعة من الناجين إلى لبنان، دفنت جثامين غالبية الضحايا في تركيا، فيما أعيد جثماني الطبيب الجراح وسام الأسعد وابنته ندوى، وتتم معالجة الزوجة تولا والابن محمد 10 سنوات في أحد مستشفيات أضنة. وشهد اليوم العاشر بعد الزلزاال على انتشال الشاب الياس حداد من تحت أنقاض مبنى أوتيل أوزهان، فيما أعلن الثلاثاء 14 فبراير انتشال الطفلة لين قدور من تحت ركام الفندق عينه، ويستمر الفريق اللبناني بالبحث عن محمد المحمد.

 

مأوى الهاربين

أنهى زلزال إسطنبول أحلام العديد من العائلات اللبنانية التي غادرت البلاد تحت وطأة البحث عن مستقبل أفضل. قصدت تلك العائلات تركيا من أجل ظروف معيشية أفضل وحياة علمية وعملية مستقرة نسبياً، وتم توثيق دفن العديد من العائلات هناك وعدم إعادتها إلى لبنان، فيما أصر بعض الأهالي على إعادة أبنائهم كعائلة د. وسام الأسعد من وادي خالد. وبحسب د. وسيم بكراكي (جمعية الصداقة اللبنانية- التركية) كان هناك استعداد لإعادة العائلات إلى لبنان، ولكن العائلات فضلت دفن أبنائها هناك بسبب حالة بعض الجثث، موضحاً "كان هناك تنسيق دائم ومباشر مع رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد الخير، وكانت الهيئة مستعدة لنقل كل الجثامين التي توفيت في حال أراد الأهل إعادتها".

 ففي تركيا أيضاً ووري الثرى أفراد عائلة زكور المنحدرة من الميناء، حيث قضى مازن زكور، وزوجته مها الأعرج، وأولادهم سوملر، ريان، وعبد القادر. كما دفنت في تركيا أسرة إبراهيم خلف من القبة طرابلس، حيث توفي تحت الأنقاض الأب إبراهيم، زوجته عليا الماروق، وأبناءهما محمد، عمر، ودنيز خلف. إضافة إلى عائلة عجاج من بلدة مرياطة زغرتا، حيث رحلت الأم منى جودر عجاج، الابنة ماريا محمد عجاج، والشابين عبد النور ومصطفى. وعاشت العائلة أجواءً من التوتر، حيث تروي أوساطها أنه "بعد إبلاغهم بنجاة العائلة المقيمة في كهرمان مرعش لأربع سنواتٍ مضت، توجه الابن المقيم في إسطنبول للدراسة نحو الجنوب من أجل التحقق من صحة الخبر، إلا أنه اكتشف لاحقاً بأن الخبر غير دقيق، والعائلة قضت تحت أنقاض المبنى المدمر".

كما عرف من ضمن قائمة المتوفين الروائية اللبنانية دلال زين الدين ابنة صفد البطيخ (قضاء صور) التي هربت من أوضاع لبنان، ولكنها قضت مع أبنائها الثلاثة يوسف، محمد، وفجر، وحفيدها في أنطاكيا. كما توفي الشيخ عبد الرحمن أرناؤوط من أبناء وادي خالد.

أما في سوريا، لا تزال الأرقام غير دقيقة، وأعلنت السفارة اللبنانية وفاة 3 لبنانيين جراء الزلزال، وهم الأب عماد ضاهر من بلدة البرامية قرب صيدا، والسيدة سوسن عباس الناصوري وابنتها سيلينا الهضام.

العائدون إلى لبنان

إلى لبنان عادت عائلة ناصر المنحدرة من الضنية، بعد خروج الأب جمعة والأبناء الأربعة رغدة، دلال، حميدة، والياس من تحت أنقاض منزلهم في بلدة "نار اللجى" الواقعة في أنطاكية. وقد أسهمت الوالدة إلهام درويش في نجاة العائلة، تروي العائلة عند حدوث الزلزال ركضت العائلة لتخرج من المنزل، تمكنت الوالدة من الخروج قبل سقوطه على رؤوسهم، إلا أن الزوج والأبناء علقوا تحته. قامت الوالدة بطلب الإغاثة من الناجين في القرية المدمرة، أبلغتهم بأن عائلتها تحت الأنقاض، وبدأ البحث مباشرة لإخراج الأفراد الخمسة، وقد نجحوا في مهمتهم. قبل العودة إلى لبنان، عاشت العائلة ضمن خيمة شيدها الأب وسط الدمار، وكان هناك خليط من المشاعر، فهم من ناحية نجوا من الزلزال، ولكنهم في المقابل خسروا كل شيء، كما أن "صاحب المطعم حيث يعمل جمعة، وجيرانهم قضوا".

عادت عائلة جمعة ناصر إلى لبنان نهار الاثنين حيث كان في استقبالهم الأهل، وبعد تنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة التي تكفلت بتأمين عودتهم إلى لبنان. تأمل العائلة في أن تخط بداية جديدة في لبنان، ولكن هناك صعوبات ستعترضها لأنها فقدت أكثرية مدخراتها وأوراقها الثبوتية تحت الركام. في موازاة استمرار أعمال البحث، تم التأكيد على نجاة محمد شما وابنه سرحان فيما قضت زوجته سوزان الأحمد، إضافة إلى الشاب اللبناني باسل حبقوق، كما نجت الشابة فاطمة زكريا.

 

لائحة اللبنانيين

في أعقاب الزلزال تحركت بعض الجهات اللبنانية الناشطة في إسطنبول على المستوى الاجتماعي والثقافي، ويلفت دكتور وسام بكراكي أنه بعد وقوع الزلزال، بدأت جمعية توليب (جمعية الصداقة والتعليم اللبنانية- التركية) بإعداد لائحة بأسماء اللبنانيين المفقودين والناجين لمتابعة أوضاعهم، وقد اعتمدت من البلاغات الآتية من الأهالي والأقارب. ومن ثم قسمت الأسماء بناء لكل مدينة تم الابلاغ عنها وبصورة مستقلة. ومن ثم نُشرت القائمة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودُعي المتابعون للإبلاغ عن أي أسماء أو تفاصيل إضافية حول القائمة الواردة، كما تم تخصيص أرقام هاتف تركية للتواصل مع ناشطي الجمعية. كما قامت الجمعية بإرسال القائمة إلى الصليب الأحمر اللبناني والهيئة العليا للإغاثة المكلفة بمتابعة ملف اللبنانيين المتضررين من الزلزال. ويضيف بكراكي "قام فريق الجمعية بمهمة الاتصال مع المستشفيات التركية، إضافة إلى التواصل مع اللبنانيين المقيمين في منطقة الزلزال والمحيط، كما قدمت المساعدة لأهالي المفقودين، ممن جاؤوا للبحث عن أبنائهم وكانت هناك متابعة مستمرة معهم لجلاء مصير من هم تحت الانقاض".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قامت الجمعية بمطابقة البيانات لتحديد مصير المبلغ عنهم بين ناجين ومفقودين، وبحسب بكراكي أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي بدور إيجابي حيث تمكنوا من جمع بعض المعلومات حول هؤلاء، والتواصل مع من تربطهم صلات بهم.

يلفت بكراكي إلى تأمين وثائق وبطاقات سفر طارئة لبعض الناجين غير القادرين مادياً للعودة إلى لبنان، كما لعبت "توليب" والمجتمع المدني دور الوسيط مع الجهات الرسمية اللبنانية وتحديداً الهيئة العليا للإغاثة والسفارة في أنقرة التي استجابت بصورة جيدة.

الخارجية تنشر قائمتها

بدورها نشرت وزارة الخارجية اللبنانية إحصائية رسمية من سفارة لبنان في أنقرة حول أعداد اللبنانيين من ضحايا زلزال 6 فبراير في تركيا وسوريا. وأوضح البيان أن أعداد من تم تأمينهم والتأكد من سلامتهم 70 شخصاً، كما أشار إلى أن "أعداد الأشخاص ممن تم التداول على وسائل التواصل الاجتماعي على أنهم لبنانيون، ومن المرجح أن يكون قسم منهم سوريين أو فلسطينيين 40 شخصاً"، وبحسب الإحصاء غير النهائي الوارد في البيان، بلغ عدد المتوفين تسعة أشخاص، نقلت جثامين ثلاث منهم إلى لبنان، والستة الباقين دُفنوا في تركيا.

أما أعداد المفقودين والمرجح أن يكونوا ما زالوا تحت الأنقاض ستة أشخاص بحسب بيان وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية.

من جهته، أعلن اللواء محمد خير في حوار عبر "تلفزيون لبنان"، أن هناك تنسيقاً تاماً بين الحكومتين اللبنانية والتركية، ووكالة أفاد AFAD لمعالجة المصابين اللبنانيين في المستشفيات التركية، مؤكداً أن الهيئة العليا للإغاثة تقوم بواجباتها بناء لتكليف مجلس الوزراء ضمن الإمكانيات المتاحة وبعيداً من السياسة. ويلفت إلى أن الهيئة ممثلة في أعمال الاستجابة في تركيا لتنسيق جهود البحث عن اللبنانيين وإخراجهم بأسرع وقت ممكن، فيما تبقى المعطيات غير واضحة في سوريا.  

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات