Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صراع سياسي حاد في الأنبار العراقية يسبق انتخاباتها المحلية

خلافات كثيرة بين علي فرحان الدليمي ومحمد الحلبوسي

رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي (أ ف ب/ غيتي)

يبدو أن الاستعداد للانتخابات المحلية المقبلة في الأنبار التي تعد أكبر محافظة عراقية من حيث المساحة (142 ألف كيلومتر مربع)، دفع خلافات سياسية كثيرة إلى الظهور بشكل علني خصوصاً بين المحافظ والقيادي في حزب "تقدم" علي فرحان الدليمي وزعيم "تقدم" ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

ومنذ شهر تقريباً، امتنع فرحان عن الاجتماع مع الحلبوسي في سلسلة من الاجتماعات التي عقدها تحالف "تقدم" في الأنبار، حيث لوحظ غيابه، على رغم وجود نواب المحافظة وبعض مسؤوليها في هذه الاجتماعات.

الخلاف عميق

وقال الشيخ أركان الطرموز وهو أحد الشيوخ البارزين في المحافظة، إن الخلاف بين محافظ الأنبار علي فرحان ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وصل إلى درجة عميقة، مضيفاً أن "محافظ الأنبار رفض حضور أي اجتماع مع الحلبوسي بسبب الضغوط التي تمارس عليه من قبل فريق الحلبوسي وحزب تقدم"، مبيناً أيضاً أن "المحافظ طلب من شيوخ العشائر مساندته لإيقاف الضغوط، كونه لا يستطيع التحرك والعمل، وهو رجل خدم محافظة الأنبار وغالبية عشائر المحافظة ومضايفها أصبحت تدعم المحافظ".

دعم عشائري

وأعلنت عشائر الأنبار دعمها فرحان الذي يتعرض لضغط بسبب المناكفات والصراعات الحزبية ولكونه يمثل هيبة المحافظة.

وتلا عدد من شيوخ المحافظة بياناً خلال مؤتمر صحافي عقدوه في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، أكدوا فيه رفضهم التدخل بشؤون المحافظة "لأغراض حزبية وشخصية"، محذرين من "أن الاستمرار بهذا النهج الذي قد يعرض المحافظة لمناكفات لا تحمد عقباه"، وطالب شيوخ العشائر أعضاء مجلس النواب العراقي بمتابعة استحقاقات المحافظة لدى الحكومة المركزية وترك إدارتها للمسؤولين عنها، ودعوا الأحزاب السياسية في السلطة وخارجها للابتعاد عن إدارة المحافظة.

علاقة ودية

في الأثناء، نفى النائب عن تحالف "تقدم" عن محافظة الأنبار فهد الراشد تدخل نواب المحافظة بمن فيهم رئيس المجلس بعمل المحافظ، رافضاً زج العشائر في الصراعات السياسية، وأضاف الراشد في تصريحات صحافية "لا توجد تدخلات في عمل محافظ الأنبار، بالعكس، دور النواب عن المحافظة إيجابي وتربطهم علاقات ودية مع فرحان، لكن هناك صراعات داخل المحافظة، وأخرى سياسية للانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات ومجالس النواب". واعتبر أن الوجوه نفسها التي كانت تتآمر على بعضها البعض تآمرت وتوحدت على المحافظة، واستغلت المشاكل بين رئيس مجلس النواب ومحافظ الأنبار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشكل منذ أشهر عدة تحالف "الأنبار أولاً" وهو يضم جميع المنافسين لزعيم "تقدم" في الأنبار، وأبرزهم محافظ الأنبار السابق صهيب الراوي، ووزير التخطيط السابق والقيادي في "الحزب الإسلامي" نور الدليمي، ووزير التخطيط السابق سلمان الجميلي، والأمين العام لـ"حزب الحل" جمال الكربولي، ووزير الكهرباء السابق قاسم الفهداوي، وعدد من شيوخ محافظة الأنبار.

لا تزجوا العشائر

ورفض الراشد زج مجلس شيوخ وعشائر الأنبار في الصراعات السياسية، معرباً عن خشيته من أن يكون المستقبل صادماً ما لم يتم التصالح، وخلص إلى القول إن "محافظ الأنبار خط أحمر، إلا أنني لا أسمح بالتجاوز على السلطة التشريعية، نحن نتدخل في محافظة الأنبار بالشكل الإيجابي، إلا أننا لا نقف حجر عثرة".

صراع نفوذ

ورأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي أن ما يحدث في الأنبار هو صراع على الموارد والنفوذ، مشيراً إلى أن الصراع سيبرز قوى عدة ومزيداً من التشظي، وقال الفيلي "محافظة الأنبار تختلف عن كل محافظات العراق لخصوصيتها العشائرية"، مبيناً أن العشيرة لا يقتصر دورها على الدور الاجتماعي وإنما يتعدى إلى الدور الاقتصادي والسياسي، وبذلك يرى أتباع كل عشيرة أن لهم الريادة في إدارة هذه المنطقة".

بيئة مدنية

أضاف الفيلي أن الحلبوسي يكاد يكون ينتمي إلى بيئة مدنية بحتة سواء في حياته الاجتماعية أو طموحاته، لافتاً إلى أن الأنبار تسمى تاريخياً "لواء الديلم"، وقبيلة "الديلم" هي الأكبر في المحافظة، والمستجد الذي ظهر في الأنبار أن الحلبوسي أراد أن ينتقل بالأنبار من جعلها حاضرة عشائرية إلى مدنية.

أهمية كبيرة

وتمثل المحافظة ثلث مساحة العراق في كل مالها من موارد ومقدرات اقتصادية وحقول غاز وفوسفات إضافة إلى الطريق من بلاد الشام إلى المناطق الأخرى من بلاد الرافدين، وبذلك ترى الأطراف الأخرى ضرورة أن تكون لها الريادة، بحسب الفيلي الذي اعتبر أن النخب السياسية لو كانت تحترف السياسة لكانت استقطبت المناطق الهشة إليها ولم تقصِ الآخرين لا سيما أن بعض العشائر وجدت أن بزوغ نجم الحلبوسي هو تآكل لوجودها.

استشارة الحلبوسي

أضاف أن الحلبوسي يحتاج إلى استشارة سياسية لكون القوى السياسية لا تمتلك غرف صناعة القرار، وبعض القرارات المصيرية تتخذ بطريقة عشوائية أو كرد فعل، مبيناً أن استخدام الأوراق الضاغطة بأوقات الأزمات يقوض الوجود السني أو الكردي أو الشيعي. ورجح الفيلي، أنه وفق هذا الصراع، ستبرز هناك كتل عدة، وقد تبرز قوة كبيرة في الأنبار قد تسهم في مزيد من التشظي، مشيراً إلى أن محافظة الأنبار ستكون تحدياً كبيراً للحلبوسي.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي