أسبوع حاسم تعيشه "وول ستريت" مع اقتراب موعد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 31 يناير (كانون الثاني) الحالي والأول من فبراير (شباط)، حيث تتزايد توقعات المستثمرين بأن تبدأ مرحلة جديدة من تخفيف مسار زيادة الفوائد.
وانتعشت "وول ستريت" مع انتشار هذه التوقعات بين المستثمرين، حيث حققت مكاسب قوية في أولى تعاملات الأسبوع. وعادت الأنظار نحو أسهم التكنولوجيا، حيث قفز مؤشر "ناسداك" المركب، الذي يقيس هذه الأسهم، بنسبة اثنين في المئة، في حين صعد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 1.2 في المئة، بينما ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.8 في المئة.
أسهم التكنولوجيا تعود
وقادت أسهم التكنولوجيا حتى الآن اتجاهاً صعودياً منذ بداية العام، حيث ارتفع مؤشر "ناسداك" بأكثر من ثمانية في المئة في يناير (كانون الثاني). ويدخل المستثمرون أيضاً في خضم ما يبدو أنه موسم أرباح غامض، حيث من المقرر أن تعلن عمالقة السوق بما فيها "مايكروسوفت" و"تيسلا" عن النتائج هذا الأسبوع، إلى جانب العشرات من الأسماء الكبيرة الأخرى. وارتفعت أسهم "تيسلا" و"أبل" وسط الآمال في أن تؤدي إعادة الافتتاح في الصين إلى تعزيز أعمالهما، حيث عانت كلتا الشركتين أخيراً من الإغلاق الموقت ومشكلات في الإنتاج في الصين مع ارتفاع حالات "كوفيد-19".
نتائج الشركات
ومن بين ما يقرب من 11 في المئة من الشركات في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" التي أعلنت عن أرباح الربع الرابع حتى الآن، جاءت 67 في المئة فقط أعلى من التقديرات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرى محللون أن تقارير الأرباح ربما تبقي السوق على حافة الهاوية، هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن يصدر نحو 40 في المئة من شركات مؤشر "داو جونز" نتائجها المالية، وستكشف هذه النتائج كيفية تعامل الشركات مع التضخم وأسعار الفائدة، حيث تشمل بعض الأسماء الكبيرة مثل "فيزا" و"ماستركارد".
كما ستكون الأيام المقبلة مليئة أيضاً بالبيانات الاقتصادية، مع قراءة عن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع المقرر صدورها يوم الخميس.
اجتماع الفيدرالي
لكن القصة الأكثر تأثيراً في "وول ستريت" تبقى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات أسعار الفائدة، حيث بدأ المستثمرون في تقييم احتمال استعداد "الفيدرالي" لإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة في مكافحة التضخم بعد أشهر من السياسة النقدية المتشددة. وأثارت تصريحات عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر تفاؤلاً بين المستثمرين، حيث قال إنه يفضل زيادة سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماع المقبل لـ"الفيدرالي". وعزز ذلك الآمال في حدوث تحول هبوطي في وتيرة الفوائد بعد أربع زيادات متتالية بمقدار 75 نقطة أساس وزيادة بنحو 50 نقطة أساس ليصبح نطاق الفوائد بين 4.25 و4.5 في المئة.
بيانات التضخم
وما عزز كل هذه التوقعات هي بيانات التضخم، حيث ارتفع مؤشر التضخم في ديسمبر بنسبة 6.5 في المئة، وهي أدنى نسبة منذ أكثر أكتوبر (تشرين الأول) 2021، حيث تفاءل المستثمرون بأن اتجاه التضخم نزولي، وأن خطة الاحتياطي الفيدرالي في لجم التضخم بدأت تؤتي ثمارها.
رفع أقل بالربع الأول
وكانت "رويترز" قد أجرت استطلاعاً لرأي الاقتصاديين حول توقعاتهم لرفع الفائدة في هذه السنة، وأظهر الاستطلاع أن معظم الاقتصاديين يتوقعون أن تتم زيادة الفائدة بنسبة 0.25 في المئة مرتين في الاجتماعين المقبلين لمجلس "الاحتياطي الفيدرالي"، أي في الربع الأول من هذه السنة، ثم يتم التوقف بعد ذلك عن أي زيادة جديدة حتى نهاية هذه السنة.
واذا تحققت التوقعات برفعتين بنسبة 0.25 في المئة في الاجتماعين المقبلين، فإن معدل الفائدة سيصبح في نطاق 4.75 إلى 5 في المئة. وسيكون هذا المعدل الأعلى في منتصف عام 2007، أي قبيل الأزمة المالية العالمية.
وكان مسؤولو "الاحتياطي الفيدرالي" قد رجحوا أن تصل أسعار الفائدة إلى 5 في المئة على الأقل هذا العام.