Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف استمرت الجريمة المنظمة في أميركا من آل كابوني إلى الآن؟

سيطرت المافيا الإيطالية لعقود قبل أن تحل محلها العصابات اللاتينية

مجلس الشيوخ الأميركي يبحث تفاقم مشاكل الجريمة وتهريب المخدرات عام 1963 (أ ف ب)

ألهبت أعمال فنية وأدبية عدة مثل سلسلة أفلام "الأب الروحي" خيال كثيرين حول العالم حول مدى نفوذ وسيطرة عصابات المافيا الإيطالية الأميركية "كوزا نوسترا" داخل الولايات المتحدة وكيف اكتسب زعماؤها مثل آل كابوني شهرة عالمية واسعة قبل أن تتمكن السلطات الأميركية من تحطيمها بعد عقود عدة. ومع ذلك حلت العصابات اللاتينية محل المافيا الإيطالية خلال الأعوام الأخيرة، لكن أساليب ممارسة الجريمة تطورت واختلفت. فما سبب النفوذ الكبير الذي اكتسبته عصابات الجريمة المنظمة في أميركا على مر العصور؟ وهل ارتبطت نشأتها ونموها بالسياسيين؟ ولماذا استغرق "مكتب التحقيقات الفيدرالي" (أف بي آي) وقتاً طويلاً لمواجهتها؟  

"كوزا نوسترا"

أدت الظروف الاقتصادية الصعبة في أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، إلى فرار آلاف المهاجرين الإيطاليين إلى أميركا حيث استقبلت مدينة نيويورك ربع مليون مهاجر إيطالي بحلول عام 1890، وعام 1910 كان عددهم ارتفع إلى نصف مليون مهاجر. ومع التدفق الكبير للمهاجرين، وصلت بينهم مجموعات من المافيا الصقلية الإيطالية، فشكلوا عصابات لحماية أنفسهم وتحقيق الربح من الأنشطة غير القانونية واستخدموا العنف لإفادة أنفسهم. وسرعان ما تطورت المافيا القديمة إلى "كوزا نوسترا" التي تعني بالإيطالية "الشيء الخاص بنا" وهي عصابات لم تعتمد فقط على الروابط الأسرية بينها، بل انتشرت لتشمل شراكات تجارية حولتها إلى منظمة معقدة بشكل لا يصدق ذات مستويات وسلطات وتخصصات مختلفة، مما يجعل الجريمة المنظمة في أميركا مربحة للغاية.

ووفقاً لسلسة إصدارات الجريمة والعدالة التي تصدرها جامعة شيكاغو، تمكنت "كوزا نوسترا" من السيطرة على النقابات العمالية، مما منحها سلطة تحديد الشركات التي يمكن أن تعمل في مختلف القطاعات ومكنها من إنشاء تجمعات احتكارية من أرباب العمل التي أسهمت في التلاعب بالعطاءات وتحديد الأسعار، فضلاً عن منحها الفرصة لاستغلال صناديق المعاشات والرعاية الاجتماعية. كما استفادت عائلات "كوزا نوسترا" من المقامرة والمخدرات غير المشروعة والمشاركة في عمليات الإقراض والدعارة والمواد الإباحية وابتزت تجار السوق السوداء للحصول على مدفوعات لحمايتهم، ومع ذلك لم تواجه المافيا الإيطالية الأميركية سوى أخطار قليلة من سلطات إنفاذ القانون.

تمدد الخطر

عام 1920، أقر الكونغرس الأميركي التعديل الـ18 من الدستور الذي يحظر بيع الكحول وإنتاجه ونقله، بعدما ظهرت مجتمعات الاعتدال التي تمتنع عن الكحول في جميع أنحاء الولايات المتحدة واشتعلت موجة جديدة من المشاعر المعادية للخمور في أوائل الـ20، على اعتبار أن الكحول سبب الخروج على القانون وتفكك الأسر. لكن مع حظر الكحول أغلقت الحانات والشركات المزدهرة أبوابها وملأت المافيا الفراغ على الفور، إذ استغلت العصابات الإيطالية الأميركية الحظر ودخلت في تجارة غير مشروعة مربحة وتحولت إلى شركات ناجحة للغاية تستخدم الرشاوى وغسيل الأموال والتهريب لزيادة الأرباح. وعلى رغم أن قرار حظر الكحول اتخذ لإبطاء العنف، إلا أنه أصبح حافزاً لازدهار أعمال العصابات.

وسرعان ما بدأ زعماء المافيا بجني ملايين الدولارات من أعمال التهريب، وتم استخدام بعض الأرباح لرشوة السياسيين والشرطة كي يتغاضوا عن الأمر. وبينما كانت الشرطة المحلية فاسدة، نفى مدير "أف بي آي" آنذاك إدغار هوفر وجود تهديد وطني للجريمة المنظمة.

ومع تدفق الأرباح الوفيرة، اضطرت العصابات إلى تبني نموذج عمل وتوظيف محامين ومحاسبين للتعامل مع الأموال، لكن مع ظهور مدافع تومي الخفيفة سريعة الطلقات في عشرينيات القرن الماضي وازدياد التنافس وصراع النفوذ بين العصابات، أصبحت المافيا أكبر وأكثر عنفاً، وشهدت المدن الأميركية الكبرى اغتيالات غير مسبوقة أثارت الذعر واحتلت أخبارها العناوين الرئيسة للصحافة الأميركية وتحولت بعض الشخصيات الرئيسة إلى زعماء سيئي السمعة مثل بول كيلي وجوني توريو وآل كابوني.

آل كابوني

وعلى رغم أنه يشار إلى بول كيلي على أنه الأب الروحي للجريمة المنظمة بسبب تجنيده الفقراء والشباب وتأسيسه عصابة "فايف بوينتس" التي تعد أولى العصابات المهيمنة في نيويورك، إلا أن آلفونس كابوني (آل كابوني) الذي ولد في 17 يناير (كانون الثاني) عام 1899 في بروكلين، نيويورك لأبوين مهاجرين فقيرين، أصبح أكثر رجال العصابات شهرة في التاريخ الأميركي، بعدما تعلم من جوني توريو الذي انفصل عن كيلي وأسس إمبراطوريته في تجارة الأفيون والدعارة والقروض في شيكاغو، كيفية إدارة العصابات من دون صخب بحيث يبدو عمله شرعياً.

وفي حين أن آل كابوني تمسك بالنزاهة والعمل الشرعي في وقت مبكر من حياته في مصنع للذخائر في نيويورك، كما عمل لفترة في مدينة بالتيمور كمحاسب في شركة إنشاءات بعدما تزوج وأنجب وفقاً لموقع "هيستوري" الأميركي، إلا أنه بعد وفاة والده، دعاه صديقه توريو إلى شيكاغو مرة أخرى كي يستفيد من خبراته كمحاسب متمرس في الأرقام، في وقت كانت المافيا تستفيد من جمع أموال هائلة من تهريب الخمور.

لكن في عام 1923، عندما انتخبت شيكاغو عمدة إصلاحياً أعلن أنه يخطط لتخليص المدينة من الفساد، نقل توريو وكابوني قاعدتهما خارج حدود المدينة إلى ضاحية شيشرون، ومع ذلك هددت انتخابات عام 1924 لرئاسة بلدية شيشرون عملياتهما. ولضمان استمرارهما في ممارسة الأعمال التجارية، بدأ توريو وكابوني جهود التخويف في يوم الانتخابات لضمان انتخاب مرشحهما، حتى إن بعض الناخبين قتلوا بالرصاص، وأرسلت مدينة شيكاغو الشرطة للرد، فأطلقوا النار بوحشية على فرانك شقيق كابوني في الشارع وقتلوه.

سمعة كابوني

وبعد محاولة عصابات منافسة اغتيال توريو عام 1925، قرر العودة إلى إيطاليا وسلم العملية برمتها إلى كابوني الذي تجاهل نصيحة معلمه بالابتعاد عن الأضواء، وبدلاً من ذلك، بدأ يعيش حياة فاخرة وينفق المال ببذخ لدرجة أن الصحف تابعت تحركاته بشغف وقدرت في ذلك الوقت أن عمليات كابوني حققت 100 مليون دولار من العائدات سنوياً، ومع ذلك تمكن من كسب تعاطف الجمهور مع شخصيته الاجتماعية السخية، حتى إن بعضهم اعتبره شخصية تشبه روبن هود. لكن في السنوات اللاحقة ومع تزايد ارتباط اسم كابوني بالعنف الوحشي، تضاءلت شعبيته، بخاصة بعدما أمر بقتل خمسة من أعدائه من العصابات المنافسة.

ولهذا ضجت الصحف وضاقت ذرعاً بالفوضى التي تهيمن عليها العصابات في شيكاغو وطالب الجمهور بالعدالة، لكن لم يكن لدى الشرطة أي دليل على جرائم القتل، لذا داهموا بدلاً من ذلك أعمال كابوني، بحيث جمعوا عدداً من الوثائق التي استخدمت لاحقاً لتعزيز التهم الموجهة إليه بالتهرب من ضريبة الدخل.

مذبحة عيد فالنتين

وبحلول أوائل عام 1929، كان كابوني يسيطر على تجارة الخمور غير المشروعة في شيكاغو، لكن آخرين تنافسوا للحصول على جزء من أعمال التهريب المربحة، وكان من بينهم منافس كابوني منذ فترة طويلة باغز موران الذي حاول في السابق اغتيال كل من توريو وكابوني، وهدد في ذلك الوقت الرجل الأكثر شهرة في عصابة آل كابوني، وهو جاك ماكغورن المعروف باسم المدفع الآلي، ونتيجة لذلك قرر كابوني وماكغورن قتل موران، فتنكر عدد من رجالهما في هيئة الشرطة وقتلوا سبعة من رجال موران بدم بارد في مرأب يوم عيد فالنتين 14 فبراير (شباط) عام 1929، ومع ذلك نجا باغز موران من المذبحة.

وعلى رغم أن آل كابوني كان موجوداً وقت المذبحة في منزله بمدينة ميامي، إلا أن الجمهور ووسائل الإعلام حملوه مسؤولية المذبحة على الفور، وأطلقوا عليه لقب "عدو الشعب رقم واحد". ورداً على الاحتجاج العام، أمر الرئيس الأميركي هربرت هوفر الحكومة الفيدرالية بتكثيف جهودها لمحاكمة كابوني بتهمة التهرب من ضريبة الدخل.

نهاية آل كابوني

وفي 5 يونيو (حزيران) 1931، وجهت الحكومة الأميركية أخيراً الاتهام إلى كابوني في 22 تهمة بالتهرب من ضريبة الدخل. وخلال المحاكمة استخدم كابوني أفضل سلاح في ترسانته وهو الرشوة والترهيب، لكن في اللحظة الأخيرة تحولت القضية إلى هيئة محلفين جديدة تماماً قررت أن كابوني مذنب وأودع السجن لمدة 11 عاماً.

وفي سجن "ألكاتراز" سيئ السمعة، أصبح كابوني معزولاً عن العالم الخارجي ولم يعد بإمكانه ممارسة نفوذه الكبير، كما بدأ يعاني اعتلال الصحة وأصيب بمرض الزهري العصبي، مما تسبب في الخرف. وبعد أن قضى ست سنوات ونصف السنة، أطلق سراح كابوني عام 1939 ونقل إلى مستشفى للأمراض العقلية في بالتيمور، حيث مكث هناك لمدة ثلاثة أعوام وتدهورت صحته بسرعة، وعاش كابوني أيامه الأخيرة في ميامي مع زوجته قبل أن يتوفى نتيجة سكتة قلبية في 25 يناير 1947.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كيف تعمل المافيا؟

غير أن نهاية آل كابوني لم توقف أو تؤثر بأي شكل في عائلات الجريمة الإيطالية الأميركية "كوزا نوسترا" التي أثبتت أنها عصابات الجريمة المنظمة الأطول عمراً والأكثر نجاحاً في تاريخ الولايات المتحدة والتي استمر نفوذها لعقود عدة في 24 مدينة في الأقل، وبلغت ذروة قوتها في السبعينيات والثمانينيات، إذ تعمل هذه العائلات بشكل مستقل، لكنها غالباً ما تتعاون، بخاصة في المدن المفتوحة مثل ميامي ولاس فيغاس. ومنذ عام 1950، لم تكن هناك حروب بين العائلات، إذ تم الاعتراف بأن لكل منها ولاية حصرية في مدينتها باستثناء مدينة نيويورك، حيث تبدو العلاقات أكثر تعقيداً بالنسبة إلى العائلات الخمس الموجودة في المدينة.

ويتم تنظيم عائلات مافيا "كوزا نوسترا" بشكل مشابه، فهناك دائماً رئيس أو "الأب الروحي" الذي يهيمن على كل منها ويعين وكيلاً له ومسؤولين أو نقباء، يشرف كل منهم على طاقم من الجنود الذين يعتبرون أعضاء كاملين في العائلة، وهم من يتولون إدارة الجريمة بمساعدة متعاونين ويحق للرئيس الحصول على نسبة مئوية من أرباح كل مرؤوس.

وشارك أعضاء "كوزا نوسترا" في عدد لا يحصى من الشركات وكان ابتزاز الأعمال مهماً بشكل خاص، إذ أتاحت سيطرتهم على النقابات ابتزاز أصحاب العمل والموظفين، وإنشاء تكتلات تتلاعب بالعطاءات وتثبت الأسعار. كما يمتلك أعضاء "كوزا نوسترا" مصالح ملكية في جميع أنواع الشركات وينشطون في الأسواق السوداء في المخدرات والمقامرة والدعارة والمواد الإباحية.

دور الكونغرس

حتى سبعينيات القرن الماضي، لم تكن عائلات "كوزا نوسترا" مهددة بشكل خطر من قبل سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية والمحلية، إذ لم يعتبر "مكتب التحقيقات الفيدرالي" بقيادة إدغار هوفر عائلات المافيا المحلية مشكلة فيدرالية، بينما لم تكن لدى الشرطة المحلية الموارد أو الخبرة لدعم التحقيقات المنهجية ورفع القضايا ضد أفراد هذه العائلات. وإضافة إلى ذلك، تم إفساد عدد من رجال الشرطة في المناطق الحضرية من قبل عائلات الجريمة المنظمة، بالتالي لم يكن للملاحقة القضائية الناجحة سوى تأثير ضئيل في أعمال عائلات "كوزا نوسترا" وعملياتها، إذ يمكن بسهولة تعيين أعضاء جدد ليحلوا محل زملائهم المسجونين.

غير أن نظرة تطبيق القانون الفيدرالي هذه إلى الجريمة المنظمة تغيرت بشكل جذري في الستينيات، فقد جذبت "كوزا نوسترا" انتباه أعضاء الكونغرس الأقوياء الذين حذروا بشكل خاص من دور الجريمة المنظمة في النقابات والاقتصاد المشروع. ونتيجة لذلك أصدر الكونغرس عام 1968، قانون الحد من الجريمة والشوارع الآمنة، بحيث سمح نص القانون بالتنصت الإلكتروني بأمر من المحكمة، الأمر الذي أصبح من أهم أدوات التحقيق في مكافحة الجريمة المنظمة.

وعام 1970، أصدر الكونغرس قانون المنظمات المتأثرة والفاسدة الذي سهل التحقيقات في الجريمة المنظمة وجعل من الممكن مقاضاة أعضاء متعددين من كل عائلة إجرامية، وجعل العضوية في جماعة إجرامية منظمة جريمة، وأجاز فترات سجن طويلة وعقوبات مالية كبيرة. كما أنشأ الكونغرس برنامج أمان الشهود الذي يوفر الحماية وإعادة التوطين بهوية جديدة للمتهمين في "كوزا نوسترا" الذين أصبحوا شهوداً حكوميين متعاونين.

تغير عمل "أف بي آي"

والأهم من ذلك أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" أعاد تطوير نفسه بعد وفاة مديره إدغار هوفر عام 1972. فبعدما حدد هوفر الأولوية القصوى لـ"أف بي آي" على أنها التخريب الداخلي من قبل الشيوعيين والاشتراكيين وغيرهم من اليساريين، جعل خلفاؤه والشعبة الجنائية في وزارة العدل من مكافحة الجريمة المنظمة أولوية قصوى، فأنشأت وزارة العدل عام 1968 عشرات من الفرق المتخصصة من القوات الضاربة للجريمة المنظمة في الولايات القضائية التي كان يعتقد بأن "كوزا نوسترا" هي الأقوى فيها.

وعام 1975 بعد اغتيال "كوزا نوسترا" رئيس أحد الاتحادات العمالية، أصبح ابتزاز العمالة هو المحور الرئيس للجهود الفيدرالية. وبعد محاكمات عدة في السبعينيات، تبعها سيل في الثمانينيات، دين كل رئيس في شركة تتبع "كوزا نوسترا" وسجن مئات أعضاء العائلات الإجرامية، وأخضعت النقابات التي تهيمن عليها الجريمة المنظمة لسلطة المحاكم الفيدرالية. ومع حلول عام 2000، ضعفت "كوزا نوسترا" بشدة في كل مكان وتم القضاء عليها في مدن عدة.

جماعات منافسة

وعلى رغم عدم إنكار هيمنة العائلات الإيطالية - الأميركية على جماعات الجريمة المنظمة، في الأقل منذ أواخر الثلاثينيات وحتى نهاية القرن الماضي، إلا أنه كانت هناك أيضاً عصابات أخرى نشطة ومؤثرة، إذ تعتبر عصابة "وينتر هيل" الإيرلندية - الأميركية في بوسطن التي ازدهرت من الستينيات إلى الثمانينيات، مثالاً جيداً. وخلال الفترة نفسها، دخلت عائلة "ويستز" وهي عصابة إيرلندية - أميركية في مدينة نيويورك في عنف شديد وكانت مجموعات الجريمة المنظمة السوداء نشطة في المقامرة والدعارة في السبعينيات، على سبيل المثال، إذ أنشأت نيكي بارنز نقابة أميركية لذوي الأصول الأفريقية مكونة من سبعة رجال للسيطرة على توزيع الهيروين في هارلم.

وبرزت أيضاً جماعات الجريمة الروسية - الأميركية إلى الصدارة في التسعينيات وقامت بعمليات دولية شملت المخدرات وغسيل الأموال والدعارة وأقامت علاقات مع مجموعات "كوزا نوسترا" وأباطرة المخدرات الكولومبيين في بوسطن ولوس أنجليس وميامي ونيويورك. كما نشطت العصابات الصينية - الأميركية منذ فترة طويلة في الأحياء الصينية في بعض المدن الأميركية.

العصابات اللاتينية

وخلال العقدين المنصرمين، برزت العصابات اللاتينية بقوة في أميركا حيث أوجد تجار المخدرات الكولومبيون وعصابات جامايكا وأميركا الوسطى، جذوراً لهم في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة. وشاركت عصابة "إم إس 13" في وضع قدم لها في الولايات المتحدة والأخرى في أميركا الوسطى، بخاصة في تهريب المخدرات والابتزاز.

ووفقاً لموقع "إيكونيميست"، شهدت مدينة شيكاغو في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إطلاق نار مفاجئ أدى إلى مقتل ثلاثة شبان وإصابة اثنين آخرين، تتراوح أعمارهم بين 15 و21 سنة وينتمون إلى عصابات لاتينية وسط المجتمع المكسيكي في شيكاغو.

وتشير صحف شيكاغو إلى أن عصابات الشباب هذه الأيام أقل تنظيماً بكثير مما كانت عليه في الماضي، وبدلاً من التنظيمات الهرمية المتماسكة بإحكام، فإن معظم العصابات هذه الأيام تعد مجموعات تتألف من عدد قليل من الشباب يتحدون معاً لحماية أنفسهم، في حين أن عصابات المافيا الكبيرة التي تسيطر على مناطق حصرية لها وتتمتع بروابط سياسية ومصالح تجارية واسعة، نادراً ما توجد الآن.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات