تجمع مئات الآلاف من أنصار التيار الصدري في بغداد وأغلب الجنوب العراقي باستثناء مدينة البصرة، لأداء صلاة جمعة موحدة في أول ظهور منظم لهم منذ نهاية أغسطس (آب) الماضي، عقب الاشتباكات التي دارت بينهم وبين مسلحي الفصائل المؤيدة للإطار التنسيقي والمقربة من إيران داخل المنطقة الخضراء، وأدت إلى مقتل وإصابة اكثر من 100 شخص، مما دفع الصدر إلى سحب أنصاره من داخل المنطقة والابتعاد عن العمل السياسي بشكل نهائي.
استثناء البصرة
وكان مكتب الصدر دعا إلى إقامة صلاة جمعة موحدة في جميع مدن الجنوب العراقي وبغداد مستثنياً مدينة البصرة كونها تستضيف بطولة خليجي 25 لكرة القدم، بحسب بيانه لعدم مزاحمة ضيوف العراق من دول الخليج العربية.
وتجمع عشرات الآلاف في مدينة الصدر شرق بغداد ومثلهم في مدن النجف وكربلاء وميسان والديوانية والكوت والناصرية وبابل والمثنى تلبية لنداء مكتب زعيم التيار الصدري.
وانتشرت القوات الأمنية العراقية خصوصاً قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية معززة بالآليات الثقيلة لحماية صلاة الجمعة قبل أن تنسحب من محيط أماكن الصلاة بعد انتهائها من دون حوادث تذكر.
الهدنة مستمرة
ولم تتطرق كلمة زعيم التيار، مقتدى الصدر التي تلاها ممثلون عنه في عدد من المدن العراقية إلى الوضع السياسي في البلاد وما تشهده من أزمات اقتصادية تتعلق بارتفاع سعر الدولار أو ما يتعلق بملفات الفساد وخصوصاً "سرقة القرن" التي أطلق سراح أغلب من تورطوا بها، وآخرهم رئيس اللجنة المالية السابق في البرلمان هيثم الجبوري قبل يومين.
التيار مقاوم
لكن الصدر هاجم بشكل غير مباشر كل جهة سياسية تدعي ما يسمى "المقاومة" وتكذب وجود دور للتيار الصدري فيها من دون أن يحدد من هذه الجهات.
ودعا الصدر أنصاره إلى الاستمرار في "صلاة الجمعة الموحدة" حتى لو "توفي" هو، كونها مهمة في نشر "الهداية والايمان" و"تمثل عز الوطن والمذهب والدين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
استمرار صيام الصدر
في المقابل رأى مدير رئيس "مركز كلوذا لقياس الرأي" باسل حسين أن "عدم تطرق الصدر إلى الشأن السياسي يأتي ضمن سياق استمرار صيامه عن الانغماس في السياسة"، مرجحاً أن يعود الأخير مجدداً إلى العمل السياسي.
وقال حسين "إن الدعوة إلى صلاة الجمعة هي رسالة مضمرة مفادها بأن هذا الانعزال لن يستمر طويلاً وسرعان ما سيعود الصدر وتياره إلى مزاولة العمل السياسي، لا سيما أن هناك ثمة استحقاقات سياسية قادمة على نحو لا يتحمل انعزال الصدر".
عدم الاستفزاز
وعن استمرار الهدنة ما بين الصدر والإطار، بين حسين أنه "على رغم أن حكومة (محمد شياع) السوداني اختطت منهجاً يتجنب استفزاز الصدر وعدم الاقتراب من خطوط التماس التي ربما تؤدي إلى الاصطدام معه، سواء تلك التي تتعلق بالمناصب التي يشغلها أنصار التيار الصدري في مؤسسات الدولة المختلفة أو القضايا التي تتقاطع معه على نحو حاد، إلا أن هذا الوئام الهش معرض للانتكاس في أية لحظة".
تعديل قوانين
ومن بين الأمور التي تسرع عملية تخريب هذا الوئام، بحسب باسل حسين، "سعي قوى الإطار إلى تعديل قانون الانتخابات التشريعية وقانون انتخابات مجالس المحافظات وتغيير المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وقانونها على نحو يتجاوز فيها اعتراضات الصدريين مما سيقود في النهاية إلى الاصطدام ما بين الطرفين بمظاهر عدة".
وكان الصدر قرر في يونيو (حزيران) الماضي، سحب نوابه من مجلس النواب العراقي واعتزال العمل السياسي بعد عجزه عن تشكيل حكومة أكثرية سياسية، عقب حيازة "الإطار التنسيقي" للثلث المعطل، وتأكيد القضاء العراقي على أغلبية الثلثين كأساس لانتخاب رئيس الجمهورية.