أدت القيود المفروضة على طول الإقامة التي طلبتها المملكة المتحدة عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي إلى تحول المسافرين البريطانيين الساعين لقضاء فصل الشتاء في الخارج إلى بلدان بعيدة من الاتحاد.
توجه زوجان من منطقة كنت يمتلكان منزلاً ثانياً في إسبانيا إلى مصر الآن. أمضى جون وبريندا ستيوارت ديفيس الحد الأقصى المسموح لهما وهو 90 يوماً في الفيلا الخاصة بهما على البحر الأبيض المتوسط قبل فترة أعياد الميلاد، وكان عليهما بعدها بموجب القانون مغادرة إسبانيا والمنطقة المحكومة باتفاقية شنغن برمتها لمدة 90 يوماً أخرى.
قالت السيدة ستيوارت ديفيس: "عادة نكون في إسبانيا في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) ... نحن نعرض الفيلا الخاصة بنا للبيع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لما كانت المملكة المتحدة جزءاً من الاتحاد الأوروبي، كان بإمكان المواطنين البريطانيين قضاء المدة التي يرغبون بها في أي بلد من بلدان الاتحاد.
لكن بموجب اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، تفاوضت حكومة المملكة المتحدة على خضوع حاملي جوازات السفر البريطانية لقواعد الاتحاد الأوروبي القياسية لـ "مواطني البلدان الثالثة" التي تجعل الحد الأقصى للإقامة 90 يوماً خلال فترة مجموعها 180 يوماً داخل منطقة شنغن التي تغطي كل بلدان الاتحاد الأوروبي تقريباً، إضافة إلى سويسرا وإيسلندا والنرويج وليشتنشتاين.
تتابع السيدة ستيوارت ديفيس: "اشترينا فيلا في إسبانيا، لنتمكن ببساطة من الذهاب إليها والاسترخاء حول حمام السباحة الخاص بنا، من دون أي إزعاج". كان الزوجان يمضيان ستة أشهر من أبريل (نيسان) إلى سبتمبر (أيلول) في المملكة المتحدة والأشهر الستة الأخرى في إسبانيا إلى أن دخلت اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ الكامل في بداية عام 2021.
تقول السيدة: "لكن الآن، بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما هو معروف نحن مقيدون بـ 90 يوماً كل 180 يوماً ... يتعلق الأمر بترتيب وقتك. فإما أن تذهب مرة واحدة وتبقى ثلاثة أشهر أو تذهب مرتين، لكن يتعين عليك بعدها البقاء خارج الاتحاد لمدة ثلاثة أشهر".
مضى على إجازة الزوجين في مصر شهر واحد، وتبلغ مدة الإقامة القصوى فيها 60 يوماً لحاملي التأشيرات السياحية. يمكنهما أيضاً زيارة قبرص وبلغاريا ورومانيا من دون تجاوز الحد الأقصى للبقاء في منطقة شنغن لأن كلاً من هذه البلدان تمتلك قاعدة 90 يوماً من أصل 180 يوماً خاصة بها. كما لا توجد قيود على مدة الإقامة في إيرلندا للمواطنين البريطانيين.
تقدم عديد من مالكي العقارات في إسبانيا بطلب للحصول على إقامة أو تأشيرة مستثمر، لكن القواعد معقدة.
كتب تيري هيني في إحدى المجموعات على "فيسبوك" تحمل اسم ’في إسبانيا بعد بريكست’: "منذ انتقلنا إلى الولايات المتحدة لرعاية أحفادنا ومساعدة أبنائنا، نحلم بالعودة في النهاية إلى إسبانيا الحبيبة. لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعل ذلك مستحيلاً ".
كذلك يبيع أصحاب القوارب مراكبهم بسبب القاعدة التي طلبت المملكة المتحدة الخضوع لها. يقول كولين رايت من بلدة أوربينغتون الواقعة في جنوب شرقي لندن لـ اندبندنت: "لقد تخلينا بالفعل عن قاربنا ورحلاتنا الصيفية الأوروبية، يعود جزء كبير من ذلك إلى قيود 90/180 يوماً".
© The Independent