Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يفتح حفل "ستيفانو ريتشي" شهية مصر لسياحة المؤتمرات؟

البعض اعترض على تنظيم الاحتفالات داخل المناطق الأثرية حرصاً على سلامتها واحتراماً لقدسيتها

حفل دار "ستيفانو ريتشي" الإيطالية بمرور 50 عاماً على تأسيسها داخل معبد حتشبسوت بمدينة الأقصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أثار حفل دار "ستيفانو ريتشي" الإيطالية بمرور 50 عاماً على تأسيسها داخل معبد حتشبسوت بمدينة الأقصر (جنوب مصر) ردود أفعال واسعة محلياً ودولياً.

وتطلعت الحكومة المصرية إلى تنمية سياحة الوفود والمؤتمرات والمعارض الرابحة، فطبقاً لوزارة السياحة فإن 4 ملايين يورو أنفقت خلال الحفل بحضور 500 شخصية عامة وفنية جاؤوا على متن 30 طائرة.

من ناحية أخرى ندد عدد من الأثريين بإقامة الاحتفالات داخل حرم المعابد والمناطق الأثرية حرصاً على سلامتها واحتراماً لقدسيتها.

وبحسب وزارة المالية فإن قطاع السياحة يسهم في الناتج الاقتصادي المصري بنحو 15 في المئة ويعتبر من أهم مصادر النقد الأجنبي، بينما بلغت إيرادات البلاد من السياحة خلال عام 2021 نحو 13 مليار دولار بعد أن كسدت الإيرادات خلال ذروة جائحة كورونا عام 2020 مسجلة 4 مليارات دولار فقط.

كما أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في تصريحات رسمية عن تطلع مصر إلى تحقيق 30 مليار دولار سنوياً من إيرادات القطاع السياحي.

تصدر النشرات السياحية

قال وزير الآثار الأسبق زاهي حواس إن "حفل دار أزياء ستيفانو ريتشي الإيطالية باليوبيل الذهبي داخل معبد حتشبسوت أعاد الاعتبار لمدينة الأقصر الأثرية بعد كساد سياحة المؤتمرات والوفود طيلة ثلاث سنوات عنها"، مشيراً إلى أن الحفل "جذب أنظار الجميع لهذه المدينة العظيمة التي كانت تمثل عاصمة مصر القديمة لما لديها من إمكانات سياحية تنافسية".

وأضاف حواس، أحد المشاركين في استقبال وفود "ستيفانو ريتشي" أن "الحفل شهد حضور 500 شخصية عالمية من مختلف الدول جاؤوا إلى مدينة الأقصر على متن 30 طائرة وبلغت قيمة ما أنفق داخل المدينة خلال يومين 4 ملايين يورو، كما حقق نجاح الحفل دعاية رائعة ومجانية للمدينة بعد أن تصدرت أخباره جميع المجلات والنشرات السياحية العالمية".

 

حول كواليس إقامة الحفل العالمي، أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري "بدأ الإعداد للحفل منذ قرابة عام كامل وكان من المقرر أن ينطلق خلال مارس (آذار) الماضي، لكن بعض الأحداث السياسية العالمية أجلته إلى شهر أكتوبر (تشرين الأول)"، وقال إن "المشاركين في الحفل أنعشوا الإشغال السياحي بمدينة الأقصر، كما شارك 32 صحافياً يمثلون صحفاً دولية في تغطية الحفل، مما كان له عظيم الأثر في الترويج لسياحة المؤتمرات والوفود داخل المدينة المؤهلة لاستقبال مزيد من هذا النمط السياحي المهم".

 

 أهمية سياحة الوفود والمؤتمرات

طبقاً لمنظمة السياحة العالمية فإن حجم سياحة المعارض والمؤتمرات يبلغ 2 تريليون دولار موزعة على 9000 معرض ومؤتمر.

وتشكل سياحة المؤتمرات أكثر من 15 في المئة من السياحة الوافدة إلى إسبانيا، بينما تتصدر الإمارات دول الشرق الأوسط وأفريقيا في هذا النمط بحيث تستحوذ على 45 في المئة من المؤتمرات والمعارض التي يجري تنظيمها بالمنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية محمد عثمان إن "نمط سياحة المؤتمرات والمعارض من أثرى الأنماط السياحية التي تحتاج إلى تنمية داخل المدن السياحية المصرية"، مشيراً إلى أن "مصر لم تنل مكانتها التي تستحقها في هذا اللون من السياحة" ولافتاً إلى أن "حفل دار أزياء ستيفانو ريتشي ربما يضع مصر على خريطة سياحة المؤتمرات والمعارض  لتواكب قمة المناخ المزمع انطلاقها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل".

وأوضح أن "ما يميز سياحة المؤتمرات أنها تضمن ارتفاع نسب الإشغال في أكبر قدر من الفنادق، فأعضاء فريق حفل ستيفانو ريتشي شغلوا أربعة فنادق كبرى كاملة طيلة أيام الحفل، كما أن متوسط إنفاق الفرد في سياحة المؤتمرات عال إذا ما قورن بالسائح العادي طبقاً لجميع الدراسات السياحية ويفتح هذا القطاع آفاقاً استثمارية متعددة على أرض المدن السياحية مما يخلق فرص عمل كثيفة للشباب".

مستشار غرف شركات السياحة في محافظة الأقصر ثروت عجمي طالب وزارة السياحة المصرية بإطلاق بوابة متخصصة في سياحة المؤتمرات والمعارض لجذب أكبر قدر ممكن من هذا النمط الذي لم يحظ باهتمام كاف طيلة الأعوام الماضية وقال إن "مصر تمتلك كل المقومات اللازمة لتكون على رأس مقاصد الدول السياحية الجاذبة للمؤتمرات والمعارض طيلة العام بفضل الطقس المستقر والعمالة المدربة ونعمة الأمن والأمان".

مطالبات بحظرها

من ناحية أخرى ندد عدد من الناشطين في قطاع الآثار والتراث بإقامة الاحتفالات داخل حرم المناطق الأثرية والتراثية احتراماً لقدسيتها وحرصاً على سلامتها.

الناشط في مجال السياحة والآثار أحمد العوضي يرى أن "المعابد المصرية لها قدسيتها التي يجب على وزارة الآثار الحفاظ عليها" وقال "ليس من مهمة الوزارة تحويل المناطق والمعابد والمقابر الأثرية إلى قاعات للاحتفالات والأفراح بهدف تحسين الموارد، لسنا ضد سياحة الوفود والمؤتمرات، لكن نحن ضد تحويل مواقعنا الأثرية إلى مواقع للإيجار مقابل حفنات من الدولارات".

 

وطالب العوضي مجلس النواب المصري بضرورة حظر إقامة الاحتفالات داخل المعابد احتراماً لمكانتها الرفيعة، لافتاً إلى أن معظم الدول المتحضرة تمنع الاحتفالات ذات الموسيقى الصاخبة داخل مناطقها الأثرية والتراثية للحفاظ عليها.

وأجاب مصدر مسؤول من وزارة السياحة والآثار عما أثير لناحية الخطر الذي تشكله إقامة الاحتفالات في المناطق الأثرية قائلاً "جميع كواليس الاحتفالات التي يجري تنظيمها داخل المعابد الأثرية لا تتم إلا عبر لجنة فنية مختصة للتأكد من عدم وجود أي تأثير سلبي في الآثار المصرية".

وأكد المصدر أن "الاحتفالات الفنية والتجارية داخل المناطق الأثرية طالما لم تدع إلى مجون أو تروج لممنوعات لم يصدر قرار من منظمة السياحة العالمية وهيئة يونيسكو بحظرها، تلك الاحتفالات ما هي إلا وسيلة لتحسين موارد ترميم الآثار ودعم خزانة الدولة بالنقد الأجنبي".

المزيد من منوعات