يرقد المسعف الفلسطيني حمزة أبو حجر (27 سنة) في قسم العناية المركزة بعد إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي خلال محاولته إسعاف مصاب أثناء مواجهات عنيفة شهدتها البلدة القديمة في مدينة نابلس، الجمعة 30 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تخللها تبادل لإطلاق النار وإلقاء عبوات ناسفة محلية الصنع.
وقالت جمعية الإغاثة الطبية في محافظة نابلس، حيث يتطوع أبو حجر منذ عامين، إنه في أثناء العملية أطلقت القوات الإسرائيلية "الرصاص المتفجر بشكل متعمد ومباشر" على أبو حجر خلال محاولته إنقاذ جريح.
وأضافت في بيان، "تسببت إصابة المسعف حمزة بتهتك داخلي للكبد والكلى والحجاب الحاجز وكسر في أربع ريش من القفص الصدري، وأدخل العناية المكثفة بعد إجراء عملية جراحية له استمرت لساعات وهو في حالة الخطر".
وقال شاهد لـ"رويترز" طلب عدم ذكر اسمه، إن العملية العسكرية بدأت الساعة الثامنة والربع صباحاً، ورأى أفراداً من القوات الخاصة الإسرائيلية قرب منزل الشاب أحمد المصري الذي أعلنت إسرائيل أن العملية كانت تهدف إلى اعتقاله.
ويحتاج الوصول إلى منزل المصري داخل البلدة القديمة الصعود على درج حجري ضيق.
والمصري الملقب في نابلس بـ"فرعون" على رغم أن عمره لم يتجاوز 19 سنة، تتهمه إسرائيل بالوقوف وراء عديد من عمليات إطلاق النار على جنودها.
وداخل غرفة صغيرة كانت توجد أسرّة وخزانة ملابس، وكانت واجهتها مليئة بصور شباب مسلحين، ومنهم المصري، الذي ظهر في صورة بارزة وهو يحمل بندقية.
وقالت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إن "قوات الأمن قامت، صباح اليوم، بأعمال عسكرية داخل البلدة القديمة بمدينة نابلس لاعتقال المطلوب الأمني المدعو أحمد المصري البالغ من العمر 19 سنة والناشط في مجموعة (عرين الأسود) الإرهابية، وكان من مرافقي المدعو إبراهيم النابلسي الذي قتل خلال اشتباك مع قوات الأمن".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقتلت القوات الإسرائيلية النابلسي (19 سنة) أحد الأسماء البارزة في مجموعة (عرين الأسود) المسلحة، في أغسطس (آب) الماضي في اشتباكات بعد محاصرة منزل تحصن فيه بالبلدة القديمة في نابلس.
وذكرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في بيان أن المصري "ضالع بأعمال إرهابية في هذه الفترة". وقالت، "مع وصول قوات الوحدة الشرطية الخاصة وجهاز (الشاباك) إلى المبنى الذي يوجد بداخله حاول المطلوب الهرب والتحصن داخل مبنى آخر مع عدد من المدنيين، حيث اقتحمت القوات المبنى واعتقلته"، مضيفة أنه تم "ضبط سلاح وذخيرة كانت بحوزته".
وذكرت أنه في أثناء ذلك "ألقى بعض المشتبه فيهم الحجارة والزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة صوب القوات التي ردت بإطلاق نار نحو المخربين المسلحين، ورصدت بعض الإصابات".
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن حصيلة مواجهات اقتحام البلدة القديمة في نابلس اليوم هي 35 إصابة، من بينها اثنتان بالرصاص الحي.
وشوهد عدد من المسلحين يطلقون النار من بنادق آلية باتجاه المركبات العسكرية المصفحة التي كانت تقف في محيط البلدة القديمة، كما ألقى عدد من الشبان الحجارة صوب المركبات.
وتأتي العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس بعد يوم من تأدية الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة بنيامين نتنياهو اليمين الدستورية، بعد حصولها على الثقة من "الكنيست" بغالبية 63 صوتاً من أصل 120.
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الحكومة الإسرائيلية الجديدة بأنها "الأكثر تطرفاً".
وشكلت مدينتا نابلس وجنين مركزاً للمواجهات بين مجموعات فلسطينية مسلحة والقوات الإسرائيلية على مدار الأشهر الثمانية الماضية.
وتشير إحصاءات فلسطينية إلى أن العام الحالي كان الأكثر دموية منذ عام 2015، حيث سقط 223 قتيلاً في الضفة الغربية وقطاع غزة، منهم مهاجمون وأفراد من مجموعات مسلحة ومدنيون، بينما تقول إسرائيل إن 23 إسرائيلياً قتلوا خلال هذه الفترة، منهم أفراد في قوات الأمن ومدنيون.