Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مارغريتا ليفييفا تتحدث عن تجربتها في دور البطولة بفيلم عن ليتفيننكو

تتحدث الممثلة الروسية- الأميركية عن أدائها لدور زوجة المنشق المقتول وعن بروباغندا الحرب وكيف كانت لاعبة جمباز "مملوكة للدولة"

مارغريتا ليفييفا تلعب دور مارينا ليتفيننكو في الدراما الجديدة لقناة أي تي في إكس (جوناثان فورد/ أي تي في إكس)

في صبيحة ثلاثاء دافئة في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأن الحكومة الروسية كانت مسؤولة عن مقتل ألكسندر ليتفيننكو عام 2006 الذي كان انقلب من كونه ضابطاً في الأمن الفيدرالي الروسي إلى مبلغ عن انتهاكات وذلك بتسميم كوب شاي أخضر احتساه في أحد فنادق لندن بإضافة مادة البولونيوم المشع إليه. في اليوم نفسه، كانت مارغريتا ليفييفا التي تؤدي دور زوجته مارينا، تشيع ليتفيننكو الذي قام بأداء شخصيته ديفيد تينانت، إلى مثواه الأخير في مقبرة هايغيت. كان ذلك هو المشهد الأخير في المسلسل التلفزيوني القصير الذي عرضته محطة آي تي في البريطانية ITV بعنوان "ليتفيننكو" Litvinenko. "يا له من توقيت بديع"، تقول ليفييفا، وفي فترات الراحة بين التمثيل أرسلت ليفييفا تهانيها إلى مارينا الحقيقية. لقد جاء قرار محكمة الاتحاد الأوروبي نتيجة لحملة دامت 15 عاماً قادتها مارينا للاعتراف علناً بقتلة زوجها.

وكانت ليفييفا البالغة من العمر 42 سنة في ويلز حيث تقوم بتصوير مسلسل حرب النجوم: الملحق Star Wars: Acolyte الذي طال انتظاره (وحول هذا العمل ومشاركتها أخيراً في فيلم استوديو مارفل "ديرديفيل" Daredevil – الذي ربما كان على سبيل المصادفة أحد العروض الوحيدة المنتظرة أكثر من "ملحق حرب النجوم" – لم يكن في وسع ليفييفا سوى الضحك والإشارة إلى اتفاقات عدم الإفصاح الخاصة بها، "أنا لا أود أن أقع في أي مشكلة!") ليتفيننكو مختلف جداً وأكثر جدية. يتتبع المسلسل المكون من أربعة أجزاء ليتفيننكو وهو يقوم بتحقيقاته في حادثة تسميمه من سريره في المشفى، وكذلك زوجته مارينا وهي تسعى إلى تحقيق العدالة لاحقاً وتكافح من أجل الحصول على إقرار رسمي بدور فلاديمير بوتين في مقتل زوجها، وهو الدور الذي لا تزال الحكومة الروسية تنكره. ووصف الكرملين الحكم الذي صدر العام الماضي والذي ذهب إلى أبعد من التحقيق العام في المملكة المتحدة لعام 2015، بأن "لا أساس له".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ليفييفا متوترة، ليس فقط لأنها ممثلة على بعد أيام من بدء عرض عمل بهذا الحجم، ولكن بسبب ما قد يعنيه هذا العمل، سواء للجمهور أو لمارينا أو لها شخصياً. فكرت ليفييفا جيداً قبل قبول الدور، "بوتين ليس شخصاً ممن يتساهل مع الذين يقفون ضده. إنه يتخذ إجراءات جادة رداً على ذلك، لذلك كنت خائفة، ليس بالضرورة على حياتي – مع أن ذلك خطر في بالي – لكنني كنت خائفة مما يعنيه ذلك". نشأت ليفييفا في روسيا ولا تزال لديها عائلة هناك، وكانت تأمل في أن تكون لها حياة مهنية في روسيا ذات يوم. "لكن أدائي لهذا الدور، إلى جانب اﻷحداث اﻷخيرة بالتأكيد [الحرب في أوكرانيا] وضعا حداً لذلك من دون شك، وأنا بالفعل لا أعرف متى سأعود إلى روسيا أو ما إذا كنت سأعود على الإطلاق. في هذه المرحلة، لا أعرف ما إذا كان هذا واقعاً".

في نهاية المطاف قررت ليفييفا أن أهمية هذا الدور تجعل من المستحيل عدم قبول تأديته. فمارينا نفسها أعطت المسلسل دعمها، ومن دون موافقتها، تقول ليفييفا إنها ربما لم تكن لتقبل بأداء هذا الدور. "سيكون من الصعب القيام بذلك من دون مباركتها، إن الذهاب خلافاً لرغبة شخص ما ورواية حكايته، لا سيما حين يكون ذلك الشخص على قيد الحياة، أمر لن أستسيغه من ناحيتي". وتشيد ليفييفا بمارينا باعتبارها "مصدر قوة استثنائية" وهما صديقتان الآن وقد ابتاعتا تذاكر لحضور عرض مسرحية تينانت الجديدة بعنوان "جيّد"  Good معاً. أما في ما يتعلق بردّ روسيا على المسلسل، فتلقت ليفييفا تطمينات من أصدقائها وعائلتها بأن هناك حدوداً لنفوذ بوتين وأنه ليس "على القدر نفسه من الوحشية في شأن" منتقديه في الغرب. تتردد ليفييفا قليلاً، هذه هي المرة الوحيدة في محادثتنا التي تبدو فيها ليفييفا في خشية مما ستقوله، لكنها تتجاهل خوفها – "أشك في أن بوتين سيقرأ مقابلة عني" – وتواصل حديثها، "لا يمكنه ملاحقة [جميع منتقديه] لكنني متأكدة من أنني لو كنت ممثلة روسية تعيش في روسيا وقررت القيام بهذا المشروع، فستكون لذلك عواقب مختلفة جداً بالنسبة لي".

إن الدافع والجاني في مقتل ليتفيننكو معروفان للجميع، ومنذ العام الماضي أصبح الأمر معروفاً رسمياً، ولكن في روسيا لا يزال الأمر مطروحاً للنقاش. تذكر ليفييفا قولها لأحد أصدقائها في وطنها كم كانت متحمسة للعب دور مارينا، وتقول إن صديقها صدمها حين ردد على مسامعها جزءاً من تصريح لبوتين. "قال: ’آه حسناً، كان هذا الرجل مجنوناً، من يدري حتى ما هي الحقيقة في هذه المرحلة؟‘" وتقول بجدية إن أثر الدعاية الرسمية عميق بالفعل.

وفي الآونة الأخيرة تواجه ليفييفا هذا الواقع في ما يتعلق بحرب روسيا على أوكرانيا. "لدي أصدقاء طيبون وأفراد من أسرتي ممن لا يزالون لا يصدقون ما يجري لأن الرواية الرسمية مختلفة تماماً عن الواقع". وتقول ليفييفا إن والدتها قطعت علاقاتها مع أصدقاء طفولتها لأنها لم تستطع تحمل الاستماع إلى أكاذيبهم أكثر من ذلك. "أحاول أن أذكر أمي بكثافة الدعاية السياسية التي يتعرض لها هؤلاء الناس. إنها متجذرة بعمق وكأنها تزرع في الخلايا منذ الولادة". على مستوى ما، بإمكان ليفييفا أن تتفهم ذلك. "لقد نشأت في روسيا، وكنت ذات مرة عضواً في الكشاف الشبابي [منظمة شبابية شيوعية مشابهة للكشافة والمرشدات]، كنت مؤمنة واعتنقت أيضاً لبعض الوقت فكرة أن كل ما تقوله الحكومة صحيح وأنه يجب علينا احترامهم وخدمتهم". هل تتخيلين هذا الجنون؟ تتساءل ليفييفا بعينين مبهورتين وغير مصدقتين لما كانت عليه من السذاجة.

ولدت ليفييفا في سانت بطرسبورغ عندما كان اسم المدينة ليننغراد وكانت روسيا هي الاتحاد السوفياتي. وفي عمر 13 سنة نقلتها والدتها هي وأخاها التوأم إلى الولايات المتحدة حيث استقرا في شيبسهيد Sheepshead بروكلين. "كانت تخشى على ما سيؤول إليه مستقبلنا إذا ربتنا في روسيا، تركت كل شيء، لا أوراق ولا نقود ولا لغة إنجليزية، انتقلت من كونها أستاذة في الرياضيات إلى حزم أكياس البقالة، لقد فعلت ما توجب عليها فعله". أما والد ليفييفا، فاختار البقاء. "أعتقد في حالته بأن الخوف من عدم التحدث باللغة والاضطرار إلى العثور على عمل هما ما دفعاه إلى البقاء. كان يعتقد بأنه سيكون أكثر فائدة لنا إذا بقي في روسيا". إنه أمر مضحك، تقول ليفييفا. دائماً ما تجد النساء في عائلتها الشجاعة للرحيل، فقد تركت جدتها زوجها بعد 30 عاماً من الزواج للانضمام إليهم في الولايات المتحدة، لقد عملت مربية.

عندما كانت طفلة، شاركت ليفييفا في مسابقة الجمباز الإيقاعي – وهي المهارات التي توظفها الآن في الأداء المبهر في عروض تلفزيونية مثل فيلم الجاسوسية المثير "عودة الجاسوسية" In from the Cold الذي عرض العام الماضي على "نتفليكس". "يبدو الأمر متطرفاً، لكنني كنت مملوكة للحكومة بالفعل. كانت البلاد شيوعية لذلك دفعوا ثمن تدريبي ووفرت الحكومة التدريب". كان الأمر مضنياً، كانت تتدرب مرتين في اليوم على مدى سبعة أيام في الأسبوع، وحافظت على العادة نفسها بعد انتقالها إلى الولايات المتحدة، لكن الوضع كان مختلفاً، لسبب واحد في الأقل وهو أن التدريب كان أقل حدة بكثير. تتذكر ليفييفا مشاهدتها مجموعة من الفتيات في سنها يأكلن الشطائر في استراحتهن. "لم تكن مسألة حصولهن على استراحة أو تناولهن للسندويشات لتنقضي على ما يرام في روسيا". وتنتاب لفييفا مشاعر مختلطة حول هذا الموضوع الآن، كان تدريبها قاسياً إلا أنه منحها غاية.

وعلى نحو مماثل، كان الاندماج في الولايات المتحدة صعباً ولكن مثيراً. "قلت لنفسي إذا كنت سأعيش في أميركا يتعين عليّ أن أصبح أميركية". وحتى في تلك السن المبكرة، علمت ليفييفا أنها لا تريد أن تكون مهاجرة منغلقة داخل الفقاعة الروسية في المدينة ولا تأكل سوى الطعام الروسي ولا تتحدث سوى الروسية. "من الصعب دائماً أن تكون الآخر، حتى في روسيا، لم نكن في عداد الروس، كنا يهوداً، جواز سفرنا يذكر أننا يهود وتلك كانت جنسيتنا، ولقد أخفينا جوازات سفرنا لأننا لم نكن نرغب في أن يعلم أصدقاؤنا بذلك. في روسيا، كنت الفتاة اليهودية، ثم صرت الفتاة الروسية في أميركا".

وحصلت ليفييفا على قبول في مدرسة لاغوارديا للفنون الإبداعية الشهيرة في نيويورك لدراسة الرقص التي من بين أبرز المتخرجين فيها جينيفر أنيستون وروبرت دي نيرو وآل باتشينو. إلا أنها رفضت العرض بهدف السعي وراء مهنة أكثر استقراراً، وكان ذلك بفعل تشربها لأفكار والدتها وكل ما ضحت به. تخرجت ليفييفا في جامعة نيويورك قبل سنة بتخصص مزدوج في الاقتصاد والفلسفة – "مع مرتبة الشرف!" تقول ضاحكة. في نهاية المطاف، عادت إلى الفنون، ولعدم رغبتها في أن يرافقها الندم إلى الممات، قررت أن تجرب التمثيل. والتحقت بمعهد تمثيلي وأبلت بلاء حسناً، إذ كانت واحدة من 20 طالباً مدعوين إلى المشاركة في برنامج ماجستير، وأعقبت ذلك تجارب أداء رافقتها عروض أفلام وتلفزيون. ودأبت ليفييفا على التمثيل منذ ذلك الحين، إذ شاركت في البطولة إلى جانب جيسي إيزنبرغ وكريستين ستيوارت في "أرض المغامرة" (2009) Adventureland، ومن ثم إلى جانب ألكسندر سكارسغارد وكريستين ويغ في "يوميات فتاة مراهقة" (2015) The Diary of a Teenage Girl. وكان لها دور رئيس في المسلسل الدرامي الناجح "الانتقام" Revenge وفي مسلسل جيمس فرانكو الشهير "ذا ديوس" The Deuce على شبكة HBO.

وتعتبر ليفييفا نفسها محظوظة لأنها لم تكن ضحية للتصنيفات الضيقة – ليس كروسية في الأقل. "في الواقع، اعتقد الناس بأنني إسبانية بسبب اسمي، لذلك لم يرغبوا في رؤيتي بسبب ذلك"، تقول ضاحكة. "أيضاً عندما كنت أتدرب على الأدوار اليهودية كانوا يقولون لي ’أوه، أنتِ لا تبدين يهودية‘. كذلك أستبعد من الأدوار الروسية لأن الفكرة الأميركية عن المرأة الروسية أنها امرأة شقراء زرقاء العينين طويلة القامة بعظام وجنتين مرتفعتين وأنا لست بهذه الملامح" كما تقول وهي تومئ إلى شعرها البني المجعد وقامتها التي بطول 5 أقدام و5 بوصات (167 سم). تقول ليفييفا إنها بدأت أخيراً فقط بلعب الأدوار الروسية مثل شخصية مارينا في ليتفيننكو.

وتضيف، "أنا بالتأكيد على قناعة بعدم ضرورة أن ينحدر الممثل من موطن الشخص الذي يؤدي شخصيته، ولكن هناك شيئاً مهماً بالنسبة لي في شأن لعب الأدوار الروسية". كان أحد أساتذتها يتحدث كثيراً عن ذاكرة الدم، والفكرة هنا أن تجارب كل جيل تنتقل إلى الجيل التالي من خلال الحمض النووي. وتقول شابكة يديها حول صدرها، "لقد أديت دوراً في مسرحية عن الهولوكوست عام 2010 وكان لها صدى في داخلي"، وتكمل "وعندما أتحدث الروسية على الشاشة فإنني أخاطب ذلك الجزء مني، وهو جانب عميق جداً".

بدأ عرض مسلسل "ليتفيننكو" على شبكة "أي تي في إكس" في 15 ديسمبر

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من فنون