Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يخبئ 2023 حربا بين الجزائر والمغرب بعد "لم الشمل"؟

القمة فشلت في إنهاء الخلاف و"الأزمات الدولية": أية حادثة على الحدود كفيلة باندلاع الصراع

لم يحضر ملك المغرب قمة "لم الشمل" وخلفه وزيره للخارجية وزالت كل الآمال في طي ملف التوتر (مواقع التواصل)

في خضم التوتر مع المغرب استقبلت الجزائر القمة العربية على أراضيها، وعلى رغم الأحداث المختلفة التي عرفتها الجزائر خلال عام 2022 يبقى تصاعد الخلاف مع الرباط وعقد قمة "لم الشمل" أهم ما أثار الاهتمام وجلب المتابعة.

دوائر التوتر

شهدت العلاقات الجزائرية - المغربية في 2022 توتراً كاد يعصف بأمن واستقرار غرب المتوسط، بعد أن انتقل الأمر من التصريحات والتصريحات المضادة وتبادل الاتهامات إلى حديث السلاح والتهديدات، مما خلق نوعاً من التخوف من اندلاع حرب بين الإخوة لا يزال يعتمل في نفوس الشعبين الشقيقين في ظل استمرار الأسباب والظروف نفسها.

الأزمة بين الجزائر والمغرب تحولت في 2022 إلى حرب استنزاف دبلوماسية تجاوزت آثارها المنطقة وبلغت حد تحذير الملك محمد السادس من أن "ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات"، مطالباً الدول بـ"أن توضح مواقفها بشكل لا يقبل التأويل".

كما اتهمت الجزائر المملكة المغربية بممارسة "إرهاب دولة" والتورط في اغتيال رعايا للجزائر ودول مجاورة على خلفية قصف جديد بطائرات مغربية مسيرة شاحنات جزائرية، وتجمع لسيارات مواطنين صحراويين وموريتانيين في منطقة الصحراء قرب الحدود الموريتانية، واعتبرت الجزائر أن "هذه الممارسات العدائية والمتكررة تعرض مرتكبيها للمساءلة أمام الأجهزة المتخصصة التابعة لمنظومة الأمم المتحدة"، وتوعدت بالرد على استهداف مواطنيها.

الخطر و"لم الشمل"

قال مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية ريكاردو فابياني "إننا نشهد حرباً دبلوماسية يستخدم فيها الطرفان كل الوسائل من دون الوصول إلى نزاع مفتوح"، مشيراً إلى أن اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية أعاد إحياء نزاع كان مجمداً لفترة طويلة.

وتابع أن "خطر نشوب صراع عسكري أمر مستبعد لأن أياً من الطرفين لا يتمنى ذلك، لكن لا ينبغي التقليل من شأن هذا الخطر، فيكفي حصول أية حادثة على الحدود وسوء تقدير لتندلع الحرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه، أوضح عضو المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية أنتوني دووركين، أننا "نشهد ميلاً مقلقاً إلى رؤية كل شيء في المنطقة من منظور التنافس الجزائري - المغربي. إنها فترة حساسة وخطيرة".

وانتظر العرب موعد قمتهم التي تقرر عقدها في الجزائر من أجل إذابة الجليد وإعادة العلاقات إلى طبيعتها، وقد راهنت أطراف عدة على حدوث لقاء بين الرئيس تبون والملك محمد السادس، لا سيما بعد تمسك الجزائر بشعار "قمة لم الشمل"، لكن لم يحضر ملك المغرب وخلفه وزيره للخارجية ناصر بوريطة، وزالت بذلك كل الآمال في تحقيق تقدم وطي ملف التوتر، بل على العكس حدثت بعض المناوشات بين الوفدين المغربي والجزائري كادت تعصف باستقرار الموعد.

كانت القمة العربية واحدة من أهم المحطات التي عرفتها الجزائر في 2022، على رغم أنها لم تصل إلى مستوى "لم الشمل" بسبب "الفشل" في إنهاء الخلافات الثنائية، وتجاوز نقاط وملفات عدة تجنباً لأية "فوضى" أهمها التدخل التركي والإيراني في المنطقة العربية، إضافة إلى غياب زعماء عرب من العيار الثقيل، لتبقى القضية الفلسطينية الوحيدة التي حققت الإجماع في ظل المصالحة بين مختلف الأطياف الفلسطينية التي حضرت إلى الجزائر قبيل القمة، وهو الوضع الذي دفع الرئيس الجزائري إلى توجيه الأنظار إلى ضرورة "بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ المصالح المشتركة".

وتضمن "إعلان الجزائر" 20 بنداً أساسياً، إضافة إلى أربعة أخرى ملحقة، على رأسها ما تعلق بالقضية الفلسطينية والأمن العربي، والأوضاع في دول عربية تعاني غياب الاستقرار وأزمات سياسية واقتصادية حادة، وقضايا تهم علاقة المجموعة العربية بمحيطها الخارجي والإقليمي، كما أدرج بند يخص إصلاح الجامعة العربية بعد إصرار الجزائر.

إلى طاولة الحوار

في السياق، أوضح الباحث المصري المهتم بالشؤون العربية حامد فارس، أن القمة جرت في ظل أحداث دولية وإقليمية وعربية شديدة التعقيد، كما أنها نظمت في ظروف استثنائية نتيجة وجود ملفين يؤثران بشكل كبير في الموعد، الأول هو التوتر الكبير بين الجزائر والمغرب، والثاني الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى عدد من الملفات التقليدية.

ويعتقد فارس أن أخطر الملفات التي تؤثر في وحدة الصف العربي ولا يمكن تجاوزها أو استمرارها لوقت طويل هو تصاعد حدة الخلافات بين الجزائر والرباط، موضحاً أن "على الطرفين تغليب المصلحة العليا من خلال العمل على وضع هذه الخلافات جانباً وعدم افتعال أزمات جديدة من شأنها تفتيت الصف العربي، بخاصة أن الصراع الجزائري - المغربي من الممكن أن يؤدي إلى فتنة عربية". وشدد على أنه "لا يوجد حل لإنهاء هذه النزاعات والتوترات إلا من خلال الجلوس إلى طاولة الحوار".

المزيد من تقارير