Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"لا يمكننا البقاء هنا": ما الذي يجبر اللاجئين في فرنسا على اجتياز القنال رغم الأخطار؟

"قال لنا كثير من الأشخاص إنهم سيكررون المحاولة في نهاية هذا الأسبوع"، بحسب أحد العاملين في جمعية خيرية فرنسية

 (رويترز) تأتي الحادثة الأخيرة بعد ما يقارب العام على مقتل 27 شخصاً وفقدان خمسة في تحطم قارب حاول اجتياز القنال

حذرت جمعيات خيرية من أن اللاجئين في شمال فرنسا لا يخشون اجتياز القنال الإنجليزي على رغم مأساة القارب الصغير التي أدت إلى غرق أربعة أشخاص ووفاتهم، إذ إن غياب الطرق الآمنة والشرعية وظروف الطقس البارد جداً في المخيمات الفرنسية تستمر في دفعهم إلى القيام بتلك الرحلة المهلكة والخطرة.

وفي هذا السياق، قال أحد العاملين في جمعية خيرية فرنسية لـ"اندبندنت" إن عدداً منهم أفادوا بأنهم ما زالوا يخططون لاجتياز القنال خلال الأيام القليلة المقبلة على رغم حادثة الغرق التي حصلت هذا الأسبوع.

ولقي أربعة أشخاص في الأقل حتفهم، بمن فيهم مراهق، وتم سحب العشرات من المياه المتجمدة بعدما أبحر قارب صغير في الساعات الأولى من فجر الأربعاء.

وكانت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، رفضت الدعوات إلى إرساء طرق آمنة وشرعية لطالبي اللجوء بعد المأساة الأخيرة التي تأتي بعد ما يقارب العام على مقتل 27 شخصاً وفقدان خمسة في تحطم قارب حاول اجتياز القنال.

وبعد يوم من حصول الحادثة المأساوية، صرحت جمعية خيرية تعمل في شمال فرنسا إلى "اندبندنت" بأن المهاجرين يبدون غير خائفين من القيام بتلك الرحلة. وقالت أميلي مويار المنسقة الميدانية لجمعية "يوتوبيا 56" (Utopia 56): "أبلغنا عدد من الأشخاص اليوم بأنهم سيكررون المحاولة مجدداً في نهاية الأسبوع وبأن الطقس سيكون جيداً".

وأضافت: "ليس بوسعهم البقاء في شمال فرنسا في العراء وسط هذا البرد القارس، ولهذا سيقومون بمحاولة الوصول إلى المملكة المتحدة بكل الأحوال".

وفي سياق متصل، قال أحد الرجال الفارين من باكستان إنه كان ينام في العراء وسط هذا البرد القارس مع عائلته. وأشار إلى أنه سيستمر في محاولة اجتياز القنال على رغم المحاولات السابقة الفاشلة والأخطار التي تنطوي عليها.

 

وذكر رب الأسرة الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "عرفت طيلة الأشهر الأربعة التي أمضيتها هنا أنه لا يمكنني البقاء في مخيم كاليه. الظروف مزرية للغاية. زوجتي حامل ولدينا طفل. ننام خارجاً في الوحل. سأستمر في محاولة اجتياز القنال على رغم كل الأخطار".

وقالت كلير موسلي، مديرة مؤسسة "كير فور كاليه" الخيرية (Care4Calais) إن المهاجرين يصابون بأمراض كالجرب خلال الأسابيع الأخيرة لأنهم يعانون نقص الأنظمة الصحية والصرف الصحي في الطقس الماطر والبارد.

وفي غضون ذلك، تستمر الشرطة في إخلاء المخيمات وتأخذ الخيم وأكياس النوم على رغم تدني درجات الحرارة إلى حد كبير.

 

ولكن موسلي لا تعتقد بأن الطقس البارد هو الذي يدفع المهاجرين إلى القيام برحلة الاجتياز الخطرة التي سيقومون بها حتماً بسبب غياب الطرقات الأخرى، ولكن البرد "يجعل حياتهم أكثر سوءاً".

وتحدثت عن الأشخاص الذين يجتازون القنال قائلة: "ليس الأمر أنهم اختاروا المخاطرة بحياتهم، بل إنهم لا يملكون خياراً آخر".

وقالت مويار إن فرقاً من جمعية "يوتوبيا 56" تعمل على طول الساحل الفرنسي لإسداء النصائح للمهاجرين الذين ينوون القيام بتلك الرحلات المهلكة، فضلاً عن لقائها الأشخاص الذين يعودون مبللين ومتجمدين من البرد بعد محاولات فاشلة.

وأضافت: "يشعرون بالخوف... ولكن في الوقت نفسه، ما من حل آخر. ليس بوسعهم البقاء خارجاً في المخيم فيما تبلغ الحرارة درجة مئوية واحدة في فرنسا، ولهذا عليهم المحاولة".

 

وتابعت العاملة في المؤسسة الخيرية: "إن وجود مزيد من عناصر الشرطة في شمال فرنسا يدفع الأشخاص إلى المخاطرة والمجازفة أكثر لأنهم يحاولون أن يقوموا بذلك بشكل سري ويذهبون خلال الليل عندما يكون الطقس أكثر برودة، أو يذهبون للانطلاق من أماكن أكثر خطورة عليهم".

وأفادت مؤسسة "يوتوبيا 56" بأنها تلقت رسالة استغاثة صوتية من أشخاص على متن قارب أبحر في مياه القنال في أولى ساعات يوم الأربعاء، وجاء في الرسالة: "أرجوكم ساعدونا، هناك أطفال معنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان أكثر من 40 ألف مهاجر اجتازوا القنال هذا العام. وتزايدت الأعداد خلال السنوات الأخيرة على رغم الجهود التي تبذلها الحكومة في منع ذلك من خلال تشديد القوانين والأمن على طول الحدود الفرنسية.

وقال مهاجرون في منطقة دانكيرك الفرنسية [شمال شرقي كاليه] لـ"اندبندنت" إنه بعد تحطم القارب العام الماضي الذي يعتبر الحادثة الاسوأ التي تصيب قارباً صغيراً في القنال، إنهم سيستمرون في المحاولة لبلوغ المملكة المتحدة بالطريقة نفسها.

تيم ناور هيلتون من جمعية "ريفيوجي أكشن" Refugee Action ذكر أن "الأشخاص الذين يودون القدوم إلى المملكة المتحدة لطلب اللجوء لن تردعهم المأساة التي وقعت في القنال، يوم الأربعاء". وأضاف: "يجب على الحكومة أن تتقبل فكرة أن الحاجة الإنسانية للانضمام إلى العائلة والمجتمع تدفع أقلية صغيرة من لاجئي العالم إلى الصعود على متن قارب هش في شمال فرنسا للمجيء إلى هنا. وإلى حين إظهار الحكومة بعض الشجاعة والتعاطف والقيام بإرساء طرق آمنة تمكن الأشخاص من السفر إلى المملكة المتحدة طلباً للجوء، سيلقى مزيد من الأشخاص حتفهم على الساحل الجنوبي".

وفي جانب متصل، قالت صوفي ماكان من مؤسسة "أطباء بلا حدود" في المملكة المتحدة Medecins Sand Frontieres: "للأسف، مع استمرار فشل الحكومة في توفير طرق آمنة، سيضطر الأشخاص إلى القيام بتلك الرحلات الخطرة".

بدورها أعلنت وزارة الداخلية أن "المملكة المتحدة تملك تاريخاً عريقاً في تقديم الحماية للأشخاص الذين يحتاجون إلى هذه الحماية حقاً من خلال طرقنا الآمنة والشرعية. منذ عام 2015، قدمنا مأوى لأكثر من 440 ألف رجل وامرأة وطفل يبحثون عن الأمان، بمن فيهم أشخاص من هونغ كونغ وسوريا وأفغانستان وأوكرانيا فضلاً عن أفراد عائلات اللاجئين".

© The Independent

المزيد من تقارير