Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التنديد كبير بالهجرة لكننا لن ننهي العمالة الرخيصة بتقسيم العاملين

يجب أن نكون حازمين في كفاحنا من أجل ما يخشاه أولئك الذين هم في القمة أكثر من أي شيء: الوحدة

جيريمي كوربين في مناسبة "أن تكون أسود في إسلينغتون" (مولي إدلين)

كان من دواعي سروري العظيم أن أحضر مناسبة في دائرتي الانتخابية، بعنوان "أن تكون أسود في إسلينغتون". تعد إسلينغتون منطقة متنوعة عرقياً، أكثر من واحد من كل أربعة مقيمين ينتمون إلى خلفية إثنية سوداء أو آسيوية أو أقلوية.

ويتجلى التنوع الذي تتسم به إسلينغتون في تفاوت هائل، تفاوت عرقي يخفيه أولئك الذين يواصلون البحث عن "نخبة العاصمة في شمال لندن". وسمعت من عديد من الناخبين ذوي الخلفية الإثنية السوداء والأقلية عن الحواجز البنيوية التي لا يزالون يواجهونها في العمالة والإسكان والرعاية الصحية.

كذلك سمعت عن المرونة الجماعية التي يبدونها في مقاومة هذه الحواجز، مرونة جماعية ترجع إلى عقود. كولين آدمز هو مدير مركز بريكوركس المجتمعي في كراوتش هيل، الذي يوفر مساعدة عاجلة إلى من يحتاجون إليها في هذا القسم الإداري. كان والده نيفيل قد وصل إلى لندن عام 1960 آتياً من غويانا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مثله كمثل عديد من الآخرين في جيل ويندراش [نسبة إلى السفينة التي حملت أول دفعة من المهاجرين من منطقة البحر الكاريبي إلى المملكة المتحدة عام 1948]، جاء نيفيل إلى المملكة المتحدة بوعد بالترحيب الحار. وقوبل بدلاً من ذلك بسكن مكتظ وتمييز متفش. وفي مواجهة العداء المنهجي، تخصص نيفيل في الهندسة الكهربائية، وأمن لنفسه وظيفة لدى "ديكا إلكتريكس". وبعد العمل لسنتين، وفر نيفيل ما يكفي من المال ليدفع تكاليف انضمام زوجته دافني إليه هنا.

وكان نيفيل ودافني لبنتين في بناء الاقتصاد البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية. لقد تولى جيل ويندراش تشغيل شبكة السكك الحديدية. وأطلقوا قطاع الشركات البريطاني. وبنوا هيئة الخدمات الصحية الوطنية – وهذا التطور يحيي ذكراه تمثال خارج مستشفى ويتينغتون في دائرتي الانتخابية. لقد جعلوا هذا البلد مكاناً أفضل.

وحتى يومنا هذا، لا تزال أجيال من المهاجرين إلى هنا تحرك عجلة البلاد، ذلك أن هذه البلاد من دون الهجرة لن تسير على ما يرام. ويحزنني أن أرى مساهماتهم المستمرة تعامل كأمر مسلم به. أخيراً يقال كثير من الكلام عن اعتماد بريطانيا على العمالة المهاجرة. يعد قسم كبير من العمالة المهاجرة هذه – وفق الإشارات ذات الصلة – رخيصاً، ما يقوض الأجور ويخفضها للجميع. بيد أننا لن ننهي العمالة الرخيصة من خلال تقسيم العاملين والتقليل من أهمية المساهمات التي لا تحصى التي يقدمها المهاجرون.

يفتت وضع العاملين البريطانيين في مواجهة العاملين المهاجرين طبقة عاملة موحدة وقوية بخلاف ذلك، وذلك لصالح أولئك الذين يستغلونها. ويضفي الفصل بين العاملين المهرة والعاملين "غير المهرة" الشرعية على القيود القاسية – وغير الإنسانية في الغالب – المفروضة على أولئك الذين لا يفون بالمعايير التعسفية التي تضعها الدولة.

لا يوجد ما نستطيع أن نطلق عليه العمالة غير الماهرة – بل فقط العمالة المقومة بأقل من قيمتها، والمقدرة بأقل من قدرها، والحائزة أجوراً أقل مما ينبغي. ليس المهاجرون سلعاً يجري تداولها في تدخلات من قبل الشركات. إنهم بشر يجب احترامهم والاعتراف بهم ومكافأتهم في مناحي الحياة كلها، تماماً مثل أي شخص آخر.

ولا يجوز الأسف على تدني الأجور ما لم نكن مستعدين لمواجهة أسبابه الجذرية: أصحاب العمل الجشعون، وظروف العمل الاستغلالية، والهجمات على النقابات العمالية. وهذا يعني الدفاع عن سياسة اقتصادية مناهضة للعنصرية تعترف بالتفاوت الهائل القائم بين الطبقات والأعراق وتصححه.

ويشكل تطبيق حد أدنى للأجور يبلغ 15 جنيهاً استرلينياً (18 دولاراً) في الساعة وإنهاء البيئة العدائية وجها العملة نفسها. ويمكن قول الشيء نفسه عن إنهاء العمل بعقود العمل التي لا تحدد الحد الأدنى من ساعات العمل وإغلاق مركز احتجاز المهاجرين في يارلز وود. أو عن تعزيز الحقوق النقابية وضمان حقوق التصويت للمهاجرين.

إن العدالة الاجتماعية هي العدالة للمهاجرين. لا يريد أغنى أغنياء مجتمعنا أكثر من أن يفصل العاملون بين هذه النضالات. يجب أن نكون حازمين في كفاحنا من أجل ما يخشاه أولئك الذين هم في القمة أكثر من أي شيء: الوحدة.

يقول كولين عن والديه نيفيل ودافني عندما وصلا إلى المملكة المتحدة من غويانا: "لقد روجت لهما صورة للندن مشرقة ومشمسة. لقد تصورا حقاً أن الشوارع كانت ممهدة بالذهب". لم يكن نيفيل ودافني مخطئين حين تصورا أن لندن كانت موطناً للثروات الضخمة. هي لا تزال كذلك، لكن الثروات الضخمة في أيدي الواحد في المئة. وإذا اتحدنا في مطالبتنا بتغيير تحويلي، يمكننا جميعاً أن نستمتع بذهب هذه البلاد.

© The Independent

المزيد من آراء