Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تغلق صحيفة وتعتقل 40 أجنبيا بسبب الاحتجاجات

رصاص الأمن يسقط 13 متظاهرا في 24 ساعة وعطل بخدمة الإنترنت وتجدد الدعوات لإجراء استفتاء ووقف أحكام الإعدام

أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية مسعود ستايشي، الثلاثاء 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن 40 مواطناً أجنبياً اعتقلوا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وفق ما نقل عنه التلفزيون الرسمي.

كما أغلقت السلطات الإيرانية صحيفة "جيهان سانات" (عالم الصناعة) الاقتصادية بعد توجيهها اتهامات إلى قوات الأمن على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما أفاد الثلاثاء موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية.

وذكر "ميزان أونلاين" نقلاً عن بيان صادر عن وزارة الثقافة، أن "صحيفة جيهان سانات اليومية أُغلقت الإثنين بسبب انتهاكها قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي".

ولم يوضح الموقع مضمون القرارات لكنها أشارت إلى أن الإغلاق على ارتباط بـ"مقال نشرته الصحيفة السبت ووجه اتهامات إلى قوات الشرطة والأمن".

وذكرت صحيفة "هام ميهان" الثلاثاء بأن الصحيفة الاقتصادية التي تأسست عام 2004، أغلقت في السابق في عام 2020 لتشكيكها في الأرقام الرسمية للإصابات بفيروس كورونا.

وكانت صحيفة "سازانديجي" الإصلاحية أوردت في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) أن "أكثر من 20 صحافياً لا يزالون قيد الاعتقال" فيما استدعت السلطات عدداً من الصحافيين الآخرين.

13 قتيلاً

اتهمت مجموعات حقوقية قوات الأمن الإيرانية، الإثنين 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، باستخدام الرصاص الحي وأسلحة مختلفة لقمع المحتجين في المناطق التي يقطنها الأكراد غرب إيران، في تكثيف للحملة الأمنية التي أودت بـ13 شخصاً خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وشهدت المحافظات التي يقطنها الأكراد في غرب وشمال غربي إيران احتجاجات واسعة منذ اندلع الحراك الشعبي في أعقاب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) بينما كانت محتجزة لدى شرطة الأخلاق في طهران.

إطلاق الرصاص على المشيعين

وسجلت تظاهرات حاشدة ضد النظام في بلدات عدة خلال الأيام الأخيرة، أشعلتها خصوصاً جنازات أشخاص قيل إنهم قتلوا بأيدي عناصر الأمن خلال تظاهرات سابقة.

وذكرت مجموعة "هنكاو" الحقوقية ومقرها النرويج أن القوات الإيرانية قصفت خلال الليل مدن بيرانشهر ومريوان وجافانرود، إذ نشرت تسجيلات مصورة سمع فيها صوت الأسلحة الثقيلة والرصاص الحي.

وأفادت بأن قوات الأمن قتلت 13 شخصاً خلال الساعات الـ24 الأخيرة، هم سبعة في جافانرود وأربعة في بيرانشهر واثنان في أماكن أخرى.

وذكرت "هنكاو" أن فتى يبلغ من العمر 16 سنة، يدعى كاروان قادر شكري كان من بين ستة أشخاص قتلوا بنيران قوات الأمن الأحد. وأضافت أن شخصاً آخر قتل عندما أطلقت قوات الأمن النار على الحشود التي كانت تحمل جثمان الفتى إلى مسجد.

ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من الحصيلة من مصدر مستقل.

وأكد موقع نتبلوكس لمراقبة الإنترنت يوم الإثنين حدوث تعطل كبير بالخدمة في إيران.

وقال الموقع على "تويتر" إن الإنترنت عبر الهاتف المحمول مقطوعة عن عديد من المستخدمين في إيران، حيث أصبحت الاحتجاجات على مستوى البلاد واحدة من أكبر التحديات التي تواجه حكامها من رجال الدين.

عنف متواصل في مهاباد

وذكرت "هنكاو" أنه في ظل "مواجهات حادة" بين المتظاهرين وقوات الأمن في جافانرود، بات هناك نقص في مخزون الدم الذي يحتاج إليه المصابون في مستشفياتها.

تأتي موجة العنف الأخيرة مع استمرار القلق حيال الوضع في مهاباد، إذ تفيد مجموعات حقوقية بأن قوات الأمن أرسلت تعزيزات في اليوم السابق في إطار حملة أمنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على "تويتر"، "أشعر بقلق بالغ حيال التقارير من جهة أن السلطات الإيرانية تصعد العنف ضد المحتجين، خصوصاً في مدينة مهاباد". وأضاف "نواصل السعي لمحاسبة المتورطين وندعم الشعب الإيراني".

بدورها نشرت منظمة حقوق الإنسان في إيران تسجيلات مصورة قالت إنها تظهر قوات الأمن وهي تطلق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين في بيرانشهر.

كما أظهرت التسجيلات والدة كاروان قادر شكري وهي ترمي نفسها باتجاه جثة ابنها بينما كانت تنقل ليتم دفنها.

وهتف المشيعون باللغة الكردية "أمي لا تبكي سنثأر"، بحسب المنظمة.

ونشر مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران محمود أميري مقدم مقطعاً مصوراً لمتظاهرين اثنين مصابين ملقيين أرضاً في شارع في جافانرود على وقع إطلاق النار.

وكتب مقدم على "تويتر"، "يكثفون أعمال العنف ضد المواطنين العزل".

كما خرج أشخاص إلى شوارع كرمانشاه، عاصمة المحافظة التي يقطنها الأكراد، حيث هتفوا "الموت لخامئني"، بحسب تسجيل آخر نشرته منظمة حقوق الإنسان في إيران.

وقف المحاكمات الجائرة

وفي السياق، أصدر علماء دين ومدرسون في مدينتي سنندج ودهقلان والقرى التابعة لهما بمحافظة كردستان في غرب إيران بياناً طالبوا فيه بإجراء استفتاء بحضور قيادات دينية ووطنية وتحت إشراف مؤسسات دولية للخروج من الأوضاع الحالية.

كما طالبوا بمحاكمة المتورطين في القمع من خلال إقامة محاكم شعبية برئاسة قضاة يختارهم الشعب ووقف المحاكمات الجائرة، وفقاً لموقع "إيران إنترناشيونال".

وأشار البيان إلى أحكام الإعدام ضد المتظاهرين محذراً من أن هذه "الخطوة الفظيعة ستؤدي إلى تأجيج غضب الناس".

العنف يصعد وتيرة التظاهرات

وباتت الاحتجاجات التي أثارتها وفاة مهسا أميني من بين التحديات الأكبر لنظام الجمهورية الإسلامية منذ ثورة عام 1979.

ولفت محللون إلى أن لجوء قوات الأمن إلى العنف أشعل مزيداً من التظاهرات، إذ باتت حشود ضخمة تشارك في الجنازات والأربعينيات.

يشكل الأكراد إحدى أهم الأقليات العرقية غير الفارسية في إيران، علماً أنهم سنة بالمجمل ضمن بلد يهيمن عليه الشيعة.

استهداف الأكراد بالعراق

وفي ظل الحملة الأمنية، نفذت إيران ضربات صاروخية وبالمسيرات ليل الأحد الإثنين في العراق المجاور ضد مجموعات كردية معارضة تتهمها بإثارة الاحتجاجات في إقليم كردستان العراق حيث لجأت منذ عقود، وأسفرت عن مقتل شخص واحد.

يعود وجود المعارضة الكردية في العراق إلى الثمانينيات، غالباً بدعم الرئيس الأسبق صدام حسين ثم في خضم حربه مع الجار الإيراني. لكن الجمهورية الإسلامية تصف هذه الفصائل بأنها "إرهابية" وتتهمها بشن هجمات على أراضيها.

وبعد أن قادت تمرداً مسلحاً لفترة طويلة، أوقفت هذه الجماعات اليسارية اليوم أنشطتها العسكرية تقريباً، كما يؤكد الخبراء.

لكن هذه الأحزاب ما زالت تشجب التمييز الذي تعانيه الأقلية الكردية في إيران التي تعد نحو 10 ملايين من أصل 83 مليون نسمة، يُحظر علهم تعليم لغتهم الأم في المدارس. كما أنها تساند التظاهرات اليومية التي تشهدها طهران منذ وفاة الكردية مهسا أميني في سبتمبر.

من جانبه، أكد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وتنظيم كومله الإثنين استهداف منشآتهما.

وتأتي الضربات الإيرانية الأخيرة بعد يوم على تنفيذ تركيا غارات جوية ضد مجموعات كردية في كردستان العراق وشمال سوريا.

المزيد من دوليات