Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاحتجاجات المناهضة للنظام لا تزال مستعرة في إيران

الاضطرابات مستمرة بعد شهرين تماماً من وفاة مهسا أميني

دراجة نارية تابعة للشرطة تحترق خلال احتجاج على وفاة مهسا أميني وسط طهران (عبر رويترز)

في شيراز، تحول احتجاج مفعم بالحيوية في الشارع قاده شبان راقصون ليلة الثلاثاء إلى مشهد مرير بعد أن أطلقت قوات الأمن النار وفقاً للمزاعم، ما أدى إلى مقتل متظاهر واحد على الأقل وحول أجزاء من مدينة الشعراء التاريخية إلى منطقة حرب. في طهران، اقتحم عناصر أمن النظام محطة قطار أنفاق وأطلقوا النار على المتظاهرين والمسافرين المذعورين وضربوهم، بما في ذلك بعض الذين كانوا داخل عربات القطار.

وتحولت المناطق التجارية المركزية في جميع أنحاء البلاد إلى مدن أشباح خلال النهار حيث التزمت الأعمال التجارية بالدعوات إلى الإضراب العام. وقد اشتعلت النيران واندلعت معارك نارية بين المتظاهرين وقوات الأمن المدعومة من مقاتلي ميليشيات الباسيج الموالية للنظام في الساعات الأولى من يوم الأربعاء تزامناً مع دخول الانتفاضة الجماعية في إيران التي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني البالغة (22) عاماً في الحجز شهرها الثالث.

"لقد انتهى نظام الباسيج القائم على الحصص التموينية! كلوا بسرعة!" هتف المتظاهرون في مدينة راشت الشمالية وهم يرمون الحجارة ويضرمون الحرائق، وذلك وفق ما عرضته مقاطع الفيديو التي نُشرت على الإنترنت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبرغم أن الاحتجاجات اندلعت عقب وفاة أميني بعيد اعتقالها بسبب انتهاكها المزعوم لقواعد اللباس، فإن التحركات الشعبية سرعان ما أصبحت حركة واسعة النطاق تهدف إلى تفكيك الجمهورية الإسلامية بسبب سجلها القاتم في مجال حقوق الإنسان وقمع الحريات السياسية وسوء الإدارة الاقتصادية وتهميش النساء والأقليات.

"أنتم الــعاهـ***، أنتم الحشيش"، قال المتظاهرون في مدينة أفيز الصغيرة، وهي مركز ريفي يضم أقل من 50000 شخص في جنوب غرب إيران وهم يشتمون قادة النظام. "أنا امرأة حرة".

وقد خلفت الاحتجاجات، التي يمكن القول إنها التحدي السياسي الأضخم للجمهورية الإسلامية خلال 44 عاماً من حكمها، بالفعل ما لا يقل عن 344 قتيلاً وأدت إلى اعتقال أكثر من 15000 شخص، وفقاً للمرصد هرانا لحقوق الإنسان ومقره أوسلو.

وقال مسؤولون في طهران إن ثلاثة من أفراد الأمن قتلوا أيضاً يوم الثلاثاء. وقُتِل اثنان من أفراد الحرس الثوري رمياً بالرصاص في حادثتين منفصلتين في المنطقة الكردية المعروفة باضطرابها في إيران، وتوفي أحد أفراد ميليشيات الباسيج الموالية للنظام متأثراً بجراحه بعد ضربه على ما يزعم زجاجة كوكتيل مولوتوف في شيراز.

وتأتي الزيادة المستمرة في الاحتجاجات هذا الأسبوع بعد ثلاث سنوات بالضبط من انتفاضة عام 2019 التي أطلقها الإيرانيون الفقراء ضد ارتفاع الأسعار والتي سرعان ما اتخذت موقفاً معادياً للنظام الذي قمعها بعنف.

ودعا زعماء غير رسميين لحركة الاحتجاج الحالية إلى ثلاثة أيام من الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد احتفالاً بالذكرى الثالثة لاحتجاجات إبان التي سُميت على اسم الشهر التقويمي الفارسي الذي يتزامن تقريباً مع شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، كما دعوا إلى يوم من مسيرات التضامن في مختلف أنحاء العالم، من المقرر أن يكون يوم السبت.

ويقول الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين حميد رضا عزيزي، "من الواضح الآن أن الاحتجاجات لن تخبو في أي وقت قريب". "لقد كان هناك الكثير من المد والجزر، وقد رأينا بعض الأيام من دون أي احتجاجات كبيرة، أو باحتجاجات أكثر محدودية. وتماماً في اللحظة التي يبدأ فيها الناس في التفكير في أنها النهاية، يأتي النداء ويخرج الناس إلى الشوارع بكامل قوتهم".

إن موجة الصعود الحالية في الاحتجاجات التي اندلعت في عشرات المدن وفي حرم الجامعات والمدارس الثانوية هي الأكثر تنوعاً جغرافياً وديموغرافياً من السخط على النظام منذ سنوات، إذ تجتذب الأغنياء والفقراء وسكان المناطق الحضرية والريفية، علماً أن الشباب هم من يقودونها بأغلبية ساحقة.

"اضربوهم"، يمكن سماع رجل يصرخ في أحد مقاطع الفيديو، حيث يلتقط الرجال جنباً إلى جنب مع النساء الحجارة ويقذفون بها مسلحي النظام في مقاطعة إقليد، وهي مقاطعة يبلغ عدد سكانها حوالى 90 ألفاً في جنوب غربي إيران. "اضربوا الأوغاد!"

وفي أحد مقاطع الفيديو المسربة، يحذر أحد عناصر أمن النظام ويُدعى بويان حسينبور مجموعة من بلطجية الباسيج من أن المتظاهرين المشاركين في الانتفاضة الحالية ليسوا أكثر جرأة فحسب، بل أشد بأساً.

ويقول "في الماضي كنا نهاجمهم فيهربون، أو ربما كانوا يرمون أربعة أحجار ونرد بمثلها، ثم نرمي شيئاً آخر وكانوا يذهبون"، بحسب ما ورد في مقطع فيديو مؤرخ قبل حوالى أسبوعين. "هذه المرة يقفون بثبات لمدة ساعة ولا يغادرون. تدخل الشارع، وإذا كان هناك 30 مبنى، فإنها الحجارة تنهمر علينا من المباني الثلاثين. وليس الحجارة فقط، بل أصائص الزهور والمكاوي والمقاعد".

لا يبدو أن النظام ولا المحتجين على استعداد للتراجع، وقد زاد النظام من المخاطر من خلال التهديد بفرض عقوبة الإعدام على المتظاهرين الأسرى الذين لا يزالون يتمسكون بالتحدي بصلابة على رغم المصاعب.

ويتوقع السيد عزيزي مواجهة مطولة، إذ يتحضر كلا الجانبين لمعركة طويلة.

ويقول أحد المحتجين في طهران في أوائل الثلاثينيات من عمره في مقابلة هاتفية "ليس لدي عمل وليس لدي أي أموال تقريباً، ولكن بإمكاني القول إنني لم أكن بهذه السعادة طوال حياتي. الثورة تسير على ما يرام وسوف تستمر".

يصف أحد سكان راشت الذي ينضم أحياناً إلى الاحتجاجات شعوراً متزايداً بالمودة واللطف بين الغرباء الذين يجتمعون معاً في الشوارع. ويقول: "هناك الكثير من الوحدة، وعندما نرى بعضنا البعض فإننا نتبادل العون والدعم. لديك عناصر الباسيج وأولئك الذين يقفون إلى جانب النظام، ولديك الشعب، ونحن جميعاً معاً".

© The Independent

المزيد من دوليات