Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخارجية البريطانية: إيران "تريق الدماء" من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا

الشرطة البريطانية اتخذت تدابير أمنية امام مكتب قناة "إيران إنترناشيونال" في لندن بعد تلقي تهديدات إيرانية

 قالت قناة "إيران إنترناشيونال" على حسابها في "تويتر" إن قوات الشرطة البريطانية انتشرت أمام مكاتبها في لندن بعد تلقي تهديدات إيرانية. وتسعى إيران إلى خطف أو قتل أشخاص يقيمون في المملكة المتحدة تعتبرهم "أعداء النظام"، وفق ما أعلن مدير جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (إم آي 5) في 16 نوفمبر الحالي، مشيراً إلى الكشف عن 10 خطط على الأقل من هذا النوع خلال العام الحالي. وحذر كين ماكالوم في خطاب بمقر الوكالة من أن إيران "تمثل تهديداً مباشراً للمملكة المتحدة من خلال أجهزة استخباراتها العدائية". وأضاف، "يشمل أكثرها شدة طموحات بخطف أو حتى قتل أفراد بريطانيين أو مقرهم المملكة المتحدة يعتبرون أعداء للنظام".

استدعاء أرفع دبلوماسي إيراني

واستدعى وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي الأسبوع الماضي أرفع دبلوماسي إيراني في لندن متهماً طهران بتهديد حياة صحافيين يقيمون في المملكة المتحدة.

وتزامن ذلك مع حصول بطلة المصارعة المولودة في إيران مليكة بلالي (22 عاماً) والمقيمة حالياً في اسكتلندا على حماية من الشرطة عقب الإعلان عن أنها تلقت هي أيضاً تهديدات بالقتل.

وحذر وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب بريطانيا من أنها ستدفع ثمن محاولات "زعزعة الأمن" في إيران، وذلك على خلفية دعمها للاحتجاجات التي تلت وفاة مهسا أميني.

وانعكس خبر التهديد الذي يتعرض له صحافيو "إيران إنترناشيونال" على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية، بما في ذلك "بي بي سي وورد" و"سي أن أن" و"ديلي تلغراف" ووسائل الإعلام الناطقة بالفارسية.

في غضون ذلك، وصفت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للصحافيين في بريطانيا العظمى وإيرلندا، ميشيل ستانيستريت، تهديدات الحرس الثوري الإيراني بقتل صحافيي "إيران إنترناشيونال"، بأنها "صادمة وقاسية".

وقالت ستانيستريت، "الضغط على الصحافيين وعائلاتهم بغيض ومن الواضح أنه يأتي لبث الخوف والرعب وله تأثير رهيب في حرية الإعلام".

وقال الأمين العام للنقابة الوطنية لصحافيي بريطانيا العظمى وإيرلندا، "ليس من المستغرب أنه مع انتشار الاحتجاجات ضد النظام في إيران، يكثف إرهابه وترهيبه لوقف الإبلاغ عما يحدث".

وكانت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية قد أعلنت عن اكتشاف "فريق اغتيال إيراني" بهذا الشأن وكتبت في تقريرها أن هذا الفريق هدد حياة صحافيين اثنين يعملان لصالح "إيران إنترناشيونال" في لندن.

ووفقاً لصحيفة "ديلي تلغراف"، بعد أن شوهد "فريق مراقبة إيراني معاد" خارج منزل ومكتب هذين الصحافيين الأسبوع الماضي، ارتفع مستوى التهديد وأصبح هذان الصحافيان الآن يتمتعان بحماية على مدار 24 ساعة.

يذكر أن "إيران إنترناشيونال" هي قناة إخبارية مستقلة باللغة الفارسية مقرها في المملكة المتحدة وبدأت عملياتها منذ خمس سنوات.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تثار فيها تهديدات إيران ضد الإعلام الناطق باللغة الفارسية في بريطانيا، فقبل ثلاث سنوات في أعقاب احتجاجات نوفمبر 2019، طالب اتحاد الصحافيين البريطانيين في بيان يدين تهديد موظفي "إيران إنترناشيونال" والقسم الفارسي في "بي بي سي"، الحكومة الإيرانية بوقف حملة المضايقات بحق الصحافيين الإيرانيين.

"الأسلحة الإيرانية تهدد المنطقة"

من جانب آخر، تعهّد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي اليوم السبت بالعمل مع الحلفاء "لمواجهة التهديد الإيراني"، متهماً إيران بـ"إراقة الدماء" من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا.
وكانت إيران أقرّت بأنّها أرسلت طائرات مسيرة إلى روسيا، لكنّها أصرّت على أنها زوّدت حليفتها بها قبل غزو موسكو لأوكرانيا.
وقال كليفرلي في مؤتمر حوار المنامة السنوي في البحرين إن "الأسلحة الإيرانية تهدّد المنطقة بأسرها"، مشيراً إلى أن "البرنامج النووي الإيراني اليوم أكثر تقدماً من أي وقت مضى والنظام لجأ إلى بيع روسيا الطائرات المسيرة المسلحة التي تقتل المدنيين في أوكرانيا".
وتابع وزير الخارجية البريطاني "بينما يتظاهر شعبهم ضد عقود من القمع، يريق حكام إيران الدماء والدمار عبر المنطقة (الشرق الاوسط) وفي مناطق بعيدة مثل كييف".
وأكد أن بريطانيا عازمة على العمل "جنباً إلى جنب مع أصدقائنا لمواجهة التهديد الإيراني، ومنع تهريب الأسلحة التقليدية، ومنع النظام من امتلاك قدرة أسلحة نووية".
وكان يتحدث بعد يوم من تحذير رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في البحرين من أن "انتشار الأسلحة" الإيرانية يشكل تهديداً لأوروبا، ملمحة إلى مزيد من العقوبات ضد النظام الإيراني.
وفرض الاتحاد الأوروبي الاثنين الماضي عقوبات على أكثر من 30 من كبار المسؤولين والمنظمات الإيرانية بسبب الحملة المستمرة لقمع المتظاهرين في الجمهورية الإسلامية وتزويد روسيا بطائرات مسيرة.
وحذرت طهران من رد "متناسب وحازم" على الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات الموسعة.
وقال كليفرلي عن روسيا "لا يوجد بلد محصن من الاضطرابات التي يحدثها في الأسواق أو الأضرار التي يسببها للأمن الغذائي العالمي".
وتابع "تتسبب حرب (فلاديمير) بوتين في المزيد من المعاناة للسوريين واليمنيين الذين كانوا يعانون بالفعل من الحرمان بسبب حالة الطوارئ الإنسانية، واللبنانيين العاديين المحاصرين في أزمة اقتصادية".

كندا أيضاً

من جهة أخرى، أعلن جهاز الاستخبارات الكندية أمس الجمعة أنه يحقق في تهديدات بالقتل بناء على معلومات ذات مصداقية، أطلقتها إيران ضد أشخاص في كندا، بعد أسبوع من اتهامات مماثلة أطلقتها المملكة المتحدة.
وقال المتحدث باسم الجهاز ايريك بالسام  إن "جهازالاستخبارات الكندي يحقق بجد في عدة تهديدات بالقتل صدرت من جمهورية ايران الاسلامية، بناء على معلومات ذات مصداقية".
واضاف أن "هذه الأنشطة العدائية والتدخل الأجنبي يقوض في نهاية المطاف أمن كندا والكنديين، فضلاً عن قيمنا الديموقراطية وسيادتنا".
وتتم هذه التحقيقات التي لم يقدم بالسام أي تفاصيل عنها، بمساعدة شركاء دوليين.
وأشار إلى أن جهازالاستخبارات الكندي يعلم أن إيران تراقب وترهب الناس في كندا، بمن فيهم أبناء المغتربين الإيرانيين من أجل "إسكات أولئك الذين ينددون علانية" بالنظام.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار