Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

2022 عام مصاصي الدماء لهذه الأسباب

يصادف مرور 175 سنة على كتابة رواية عنهم وقرن وربع القرن على ولادة شخصية دراكولا و100 عام على ابتكار نوسفيراتو

 (غيتي) الممثلة سارة ميتشل غيلر في فيلم "بافي قاتلة مصاص الدماء"

"إنه عام مصاصي الدماء بامتياز!"، وفق رأي كريستوفر فرايلينغ.

وقد أصابت كلماته الحقيقة حتماً لناحية الذكريات السنوية. إذ يصادف هذا العام مرور 175 عاماً على صدور الطبعة الأولى من كتاب "فارني مصاص الدماء" Varney the Vampire الذي وضعه جيمس مالكوم رايمر وتوماس بيكيت بريست، وقد نشر في الأصل كقصة متسلسلة في مجلات الرعب القوطية الطابع. [يقصد بأنها مزيج من السوداوية والرعب، مع نظرة تمييزية حيال المرأة].

وفي هذا العام أيضاً تحل ذكرى مرور 150 عاماً على إصدار عام 1872 من رواية "كارميلا" Carmilla التي تنتمي إلى الأدب ذي الطابع القوطي للكاتب شيريدان لو فانو، و125 عاماً على تحول كبير مصاصي الدماء، "دراكولا" Dracula إلى نسخة مطبوعة على يد مؤلفه برام ستوكر. ويضاف إلى ذلك كله، يمثل العام الحالي ذكرى مضي ثلاثة عقود على إصدار فرانسيس فورد كوبولا نسخته السينمائية الملحمية عن كتاب "دراكولا"، بطولة كيانو ريفز ووينونا رايدر، والذكرى الخامسة والعشرين لأول هجوم نفذته سارة ميشيل غيلير ضد مصاص دماء على وقع موسيقى الروك الجامعية في المسلسل التلفزيوني "بافي قاتلة مصاصي الدماء" Buffy the Vampire Slayer.

في المقابل، تتمثل الذكرى السنوية الأهم بالنسبة إلى فرايلينغ في مئوية أول أفلام مصاصي الدماء في التاريخ، أي فيلم "نوسفيراتو" Nosferatu (1922)، وما تلاه من أشرطة رعب على الشاشتين الصغيرة والكبيرة. فمن هو فرايلينغ أو بالأحرى السير كريستوفر الذي كرم بوسام استحقاق من رتبة فارس لقاء عطاءاته في مجال تعليم الفن والتصميم عام 2001؟ إنه كاتب وروائي متخصص في ثقافة البوب الغامضة. وقد صدر له أخيراً مجلد بعنوان "سينما مصاصي الدماء، الأعوام المئة الأولى" Vampire Cinema: The First 100 Years.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتفصيلاً، صدر هذا المجلد عن دار "ريل آرت بريس" Real Art Press للنشر، على هيئة كتاب راق من النوع الذي يعرض عادة على طاولات القهوة، ويزخر باللقطات وملصقات الأفلام القديمة قدم السينما نفسها.

وشكل "نوسفيراتو" أول فيلم من نوعه عن مصاصي الدماء. وقد اقتبس بصورة غير رسمية عن رواية "دراكولا" التي وضعها برام ستوكر عام 1897، مع تغيير اسم مصاص الدماء إلى الكونت أورلوك الذي أدى دوره بشكل مذهل ومرعب الممثل ماكس شريك.

"لم يكن أول فيلم مصاص دماء فحسب، بل أول فيلم رعب حقيقي كذلك"، يوضح فرايلينغ. ويعني ذلك أن ما سبقه من اقتباسات عن روايات رعب معروفة، كـ"الدكتور جيكل والسيد هايد" Dr Jekyll and Mr Hyde عام 1908 و"فرانكنشتاين" Frankenstein عام 1910، لم تكن سوى مجرد أفلام قصيرة. وقد شكل "نوسفيراتو" العمل الفعلي الذي أطلق صناعة أفلام الرعب.

ويضيف فرايلينغ، "لطالما كانت السينما مناسبة بطريقة ما لخوض غمار الرعب. إنها تشمل مجموعة من الأشخاص يجلسون في غرفة مظلمة ليشاهدوا وميضاً من الضوء ينعكس على هيئة صور متحركة على شاشة كبيرة. ويمتعوا أنفسهم بتجربة شبه هلوسية. ولطالما شكلت السينما مناسبة لطرح مواضيع خرافية عجيبة من نسج الخيال. تجسد السينما انغماساً تاماً في عتمة الظلام ومشاهدة خيالات جماعية.

وبالعودة إلى فيلم "نوسفيراتو"، فقد أخرجه فريدريك مورناو وأنتجته استوديوهات "برانا فيلم" Prana Film للمخرج ألبين غراو في ألمانيا. وبحسب فرايلينغ، فقد جاء أول ظهور لمصاص الدماء في الفيلم مختلفاً تماماً عن الظهورات السينمائية لشخصيات الموتى الأحياء في مراحل لاحقة.

وفي غضون عشر سنوات، أضحى دراكولا تجسيداً لشخصية النبيل الوسيم والجذاب الذي يرتدي معاطف مذيلة وأحذية لامعة، بحسب صورة بيلا لوغوسي. وقد استمرت أوصافه على هذا النحو شبيهة بأوصاف الأوروبي الفاتن والغامض على امتداد أعمال وإصدارات مختلفة ومتعددة. وبحلول تسعينيات القرن العشرين، تحول مصاصو الدماء إلى مخلوقات ليلية مفعمة بالحيوية في فيلم "مقابلة مع مصاص الدماء" Interview with the Vampire (1994) المقتبس عن رواية للكاتبة آن رايس تحمل الاسم نفسه، من بطولة توم كروز وبراد بيت، ثم صاروا مراهقين صاخبين وغاضبين في سلسلة أفلام "الشفق" Twilight المستوحاة من مجموعة روايات لستيفاني ماير.

 

لكن في "نوسفيراتو"، ظهر الكونت أورلوك بوصفه مصاص الدماء المجنون والسيئ والخطير الذي لا تريدونه أن يتسلل عبر نوافذ غرف نومكم في الليل. وبحسب وصف فرايلينغ، "لم يكن جذاباً ولم يكن هناك شيء خاص بشأنه. والحقيقة أنه لم يكن على قدر مصاصي الدماء المثيرين الذين عرفتهم السينما لاحقاً، بل كان مجرد طفيلي. تشبه أسنانه الأمامية الطويلة أسنان القوارض، وتحديداً الفئران التي أحضرها على متن سفينته".

وإلى اليوم، لا يزال "دراكولا" معيارنا الثقافي لمصاصي الدماء ولما نظن أننا نعرفه عن هذه الأسطورة الأكثر إثارة للفضول من بين أساطير الشخصيات الخارقة. والمعروف عن رواية برام ستوكر "دراكولا" الشهيرة أنها تتبع نمط الرسائل وتتكون من مذكرات وخطابات ويوميات وملاحظات دونتها شخصياتها الرئيسة، من بينهم المحامي الشاب جوناثان هاركر الذي أرسل إلى مدينة "ترانسيلفانيا" الحالكة السواد للتصرف بالنيابة عن الكونت دراكولا الغامض الذي يرغب في شراء عقارات في إنجلترا.

امتلك مورناو ومنتجي "نوسفيراتو" وكتابه، تقاليدهم الغامضة إذ  أمنوا بوجود مخلوقات تمتص الدماء

ويأتي الكونت دراكولا بالفعل إلى المملكة المتحدة ويرسو بسفينته المقفرة في بلدة "ويتبي" على ساحل شمال "يوركشاير" بعدما افترس كامل طاقمها وقضى عليه أثناء الرحلة. وهناك في "ويتبي"، يبدأ في تعقب الأشخاص الطيبين ومهاجمتهم، بمن فيهم لوسي ويستنرا، الصديقة المقربة لمينا موراي خطيبة جوناثان هاركر التي كانت، بصراحة تامة، تقضي وقتاً طويلاً في قلعة دراكولا مع محظيات الكونت من مصاصات الدماء .

ويستمر الوضع على هذه الحال حتى يظهر في الصورة أبراهام فان هلسينغ، الطبيب وقاتل مصاصي الدماء، ويتحالف مع كل ممثلي العمل لمحاربة دراكولا ودحره عن لندن قبل أن يحولها إلى مائدة مفتوحة.

وتجدر الملاحظة أن هذا السيناريو البسيط شكل الأساس لمروحة كبيرة من أفلام مصاصي الدماء التي عرفها العالم إبان القرن الماضي، وتراوحت بين ما استوحي مباشرة من قصة "دراكولا" وما جاء متمماً لها، بالإضافة إلى المقتبس بشكل غير رسمي عنها على غرار "نوسفيراتو".

في مسار آخر، صمد مفهوم مصاص الدماء أمام اختبار متغيرات الزمن. وقد اتسق التغير غالباً مع حالات الضعف والمخاوف التي تهجس في النفس البشرية. وفي هذا الصدد، يشرح فرايلينغ أن "الفارق بين "نوسفيراتو" ورواية "دراكولا" هو أن ستوكر في أيامه أراد كتابة رواية تعادل بإثارتها وتشويقها الروايات التي يكتبها مايكل كريشتون اليوم. ولتلك الغاية، جهز نفسه بأحدث التقنيات وآلات كاتبة وتسجيلات فونوغراف وعمليات نقل دم وبنادق من طراز وينشستر. في المقابل، مارس مورناو ومنتجو "نوسفيراتو" وكتابه، تقاليدهم الغامضة، وأعني بذلك أنهم كانوا مشعوذين ومن أشد المؤمنين بوجود مخلوقات مصاصة للدماء، من هنا حرصهم الشديد على تقديم كينونة مصاص الدماء على أنها شيء مرعب وأكثر من وباء.

ويضيف فرايلينغ، "لا تنسوا بأن العالم في 1922 كان لا يزال يتعافى من تبعات الإنفلونزا الإسبانية. ومن الطبيعي والحال كذلك، أن تلقى فكرة منح كينونة مصاص الدماء صفة الآفة، صدى إيجابياً بين معدي الفيلم".

واستطراداً، لن يشكل ذلك المرة الوحيدة التي سيربط فيها بين كينونة مصاص الدماء من جهة والأوبئة أو الآفات من جهة أخرى. إذ سيتكرر هذا الأمر في حقبات زمنية مختلفة عبر التاريخ. ويؤكد لنا فرايلينغ ذلك، "إبان ثمانينيات القرن العشرين، جرى إنتاج أكثر من 150 فيلماً عن مصاصي الدماء. وأنا عن نفسي لم أشاهد معظم هذه الأفلام ولا أعتقد بأنكم فعلتم ذلك أيضاً، فلماذا كل هذا العدد؟ الأرجح أنه رد فعل إزاء جائحة الأيدز. ويعني ذلك أن إمكانية انتقال أحد الأمراض عن طريق تبادل سوائل الجسم، بدت مخيفة جداً في ثمانينيات القرن العشرين، والخوف منها غذى أساطير مصاصي الدماء في تلك الآونة".

ويضيف، "عند هذا الحد، لا يمكن إلا أن نستذكر أحداث العامين الماضيين ومعمعة جائحة كورونا التي انطلقت من نظرية تناول الخفافيش. أتراها ستضع بصمتها على الفن السابع وسنشاهد عما قريب أول أفلام مصاصي الدماء المستوحاة من سنوات كوفيد؟".

ليست كل أفلام مصاصي الدماء بالضرورة أفلام رعب. إذ تضم صفوفها أشرطة تعالج قضايا اجتماعية وتعزز الخوف من الأيدز مثلاً، فيما يخيم على بعضها أجواء الرومانسية كفيلم "الشفق" Twilight. كذلك يثير بعض تلك الأفلام الضحك ويبعث على الفرح، كفيلم "حب من العضة الأولى" Love At First Bite (1979) الذي يروي قصة مصاص الدماء المبتذل، جورج هاميلتون، في رحلة بحثه عن الحب في مدينة نيويورك الحديثة، والفيلم الهزلي "دراكولا، ميت ومستمتع" Dracula: Dead and Loving It (1995) من إخراج ميل بروكس وبطولة ليزلي نيلسن.

وفي هذا الخصوص، يذكر فرايلينغ أن "كوميديا ​​مصاصي الدماء حققت نهضة كبيرة في أربعينيات القرن الماضي بفضل باقة من الأفلام، من ضمنها أفلام أبوت وكوستيلو". وصحيح أن "أبوت وكوستيلو يقابلان فرانكنشتاين" Abbott and Costello Meet Frankenstein (1948) لم يحقق أعلى الإيرادات، لكن عميد أفلام الرعب العالمية، بيلا لوغوسي، تألق فيه بدور الكونت. ويضيف فرايلينغ، "في تلك الفترة، كان العالم في حالة حرب ولربما أراد الجمهور فيلماً أخف".

وفي تلك الفترة أيضاً، تعرض مصاص الدماء نفسه لكثير من التغيرات والتطورات. وإذا أمعنا التركيز في أهم الأفلام التي تجسد شخصيته، سنقع على فرضيات عدة بشأنه، نذكر من بينها مثلاً أن مصاص الدماء يكره الثوم، ولا يمكن قتل مصاص الدماء إلا بغرز وتد خشبي في قلبه، ويتحول مصاص الدماء إلى كومة من الرماد تحت أشعة الشمس. في المقابل، لم تكن مثل تلك الفرضيات موجودة في رواية برام ستوكر الأصلية التي تصور دراكولا وهو يتنقل في وضح النهار غير آبه بالضوء الذي هو سبب ضعفه، وفيلم "نوسفيراتو" كان أول من تطرق إليها. ومع حلول ستينيات القرن العشرين، انتفت الحاجة إلى سكاكين أبطال الرواية الشجعان للتخلص من دراكولا، وشروره وحل فتح الستائر بدلاً منها. وإلى حين صدور مسلسل "بافي قاتلة مصاصي الدماء" عام 1997، كان الطعن بوتد معين في مكان معين من جسم مصاص الدماء قد أصبح الطريقة المتبعة لتحويله إلى سحابة من الغبار.

وثمة أفلام عن مصاصي الدماء تجمع كل تلك الفرضيات، ولعل الأبرز بينها فيلم "الفتيان الضائعون" Lost Boys الذي صدر عام 1987 وأدى فيه كيفر ساذرلاند دور رئيس عصابة مصاصي دماء يركبون دراجات نارية وينالون جزاءهم المستحق في نهاية الفيلم عبر حمامات من الثوم ورذاذ مياه مقدسة تنبعث من مسدسات لعبة وسياج خشبي مسنن.

وفي سياق مواز، تشهد مناسبة "هالوين" السنوية تنكر كثيرين بأزياء مصاصي الدماء المتنوعة لمجرد أنها معروفة ومتعارف عليها. كذلك تشهد صناعة الأفلام تهافتاً كبيراً على شخصية مصاص الدماء من دون الحاجة إلى ذكر الاسم أو حتى الاستئذان. لنأخذ مثلاً الفيلم الكلاسيكي "ذا روكي هورور بيكتشور شو" The Rocky Horror Picture Show (1975) الذي أدى فيه الممثل تيم كاري دور فرانك أن فورتر وارتدى مشداً وحذاء كعب عال فكأنه كائن فضائي من مجرة ​​ترانسيلفانيا البعيدة، تكريماً للعلماء الذين خطوا بجنونهم معالم العصر الذهبي لسينما الرعب.

والمثير للاهتمام، أن عشاق "روكي هورور" ينتظمون على مشاهدة الأفلام السينمائية والعروض المسرحية بملابسهم التنكرية. وليس ذلك بالشيء الجديد. وفي العرض الأول لفيلم "نوسفيراتو" في مارس (آذار) 1922، طلب من جمهور المشاهدين ارتداء أزياء مصاصي الدماء.

 

تذكر تلك الأشياء كلها في كتاب فرايلينغ الذي يغطي سلسلة كاملة من أفلام مصاصي الدماء وملصقاتها. ويأتي في طليعة هذه الأشرطة، فيلم "بلاكولا" Blacula عن ظاهرة الاستغلال الأسود عام 1972 والاقتباس التلفزيوني المتميز الذي يعيد إحياء رواية "أرض سالم" Salem’s Lot الصادرة عن ستيفن كينغ عام 1974 من خلال وضعها في إطار مدينة "ماين" الحديثة.

في ذلك الصدد، يجزم فرايلينغ، "من وحش يستوجب قتله إلى شخصية رئيسة، مصاص الدماء في تغير مستمر. فبعد تهميشه في رواية "دراكولا" التي تتكون بشكل أساسي من رسائل ومداخلات يومية بين جميع شخصياتها باستثناء الكونت، أصبح في كتاب "مقابلة مع مصاص الدماء" لآن رايس، ولاحقاً في الفيلم، هو بذاته محور القصة. والأمر سيان بالنسبة إلى مسلسل "دراكولا" الذي عرض على قناة "بي بي سي" وحاول مارك غاتيس من خلاله منح شخصية مصاص الدماء مزيداً من التركيز والحوار".

ويردف فرايلينغ، "على مر السنين، رأينا مصاص الدماء يتطور من مخلوق كافر في "دراكولا" و"نوسفيراتو" إلى منبوذ ضائع في "مقابلة مع مصاص الدماء"، فإلى توأم روح وحبيب في "الشفق" و"بافي"".

وبالإضافة إلى ما تقدم ذكره، يتناول كتاب فرايلينغ سنوات العز التي عرفتها شركة "هامر فيلم" Hammer Film بالطبع. ويقصد بذلك سنوات هيمنة شركة الإنتاج البريطانية على فئة أفلام مصاصي الدماء مع الممثل كريستوفر لي بصفته الكونت الشرير صاحب العينين الحمراوين، وبيتر كوشينغ في دور عدوه اللدود فان هيلسينغ.

ويولي فرايلينغ في كتابه احتراماً متساوياً لكل أفلام مصاصي الدماء على اختلافها وصولاً إلى إنتاجات "مارفيل كوميكس" Marvel Comics على غرار "بليد" Blade من بطولة ويزلي سنايبس و"موربيس" Morbius غير المحبوب الصادر هذا العام.

وربما يكون "موربيس" أجدد إصدارات أفلام مصاصي الدماء، لكنه يذكر بأقدمها ويعود بالمشاهدين، لا سيما أقوياء الملاحظة بينهم، مئة عام إلى الوراء، أي إلى حيث بدأ كل شيء. ويجري ذلك من خلال إطلاق اسم مورناو على السفينة التي يأخذها موربيس إلى عرض البحر لإجراء تجاربه بأمان. ولنلاحظ أن مورناو اسم مخرج "نوسفيراتو" (1922)، أول فيلم مصاص دماء على الإطلاق، و"موربيس" الذي يمثل أحدث تلك الأفلام، لكنه لن يكون الأخير.

"لقد سميت كتابي "سينما مصاصي الدماء، الأعوام المئة الأولى" لأنني مقتنع اقتناعاً تاماً بأنها ستستمر 100 عام أخرى. ووفق رأيي، تشكل [أفلام مصاصي الدماء] تقليداً سينمائياً دائماً"، يختم فرايلينغ.

للأسف لا أحد ممن يقرأ هذا المقال اليوم سيكون موجوداً كي يطلع على أي تتمة للكتاب في عام 2122. بالطبع، لن يحصل ذلك إلا إذا وجدنا أنفسنا في طريق ريفي ضبابي ناءٍ ضمن احتفاء  [حين صدور تلك التتمة مستقبلاً] يحمل طابع الهالوين، ثم يبرز أمامنا في الأفق شبح متشح بعباءة سوداء.

صدر كتاب "سينما مصاصي الدماء، الأعوام المئة الأولى" من تأليف كريستوفر فرايلينغ، عن دار "ريل آرت بريس" للنشر. وبات الآن متاحاً في الأسواق.

© The Independent

المزيد من سينما