Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المنظمة الفرنكوفونية "الغائبة" تحاول إثبات وجودها

المعارضة التونسية تعتبر عقد قمتها في بلدها يخدم الرئيس سعيد ودول أفريقية تعبر عن استيائها لعدم التضامن مع القارة

تسعى المنظمة الفرنكوفونية الدولية التي تعقد قمتها الـ18 في تونس إلى تعزيز دورها الدولي. يأتي ذلك فيما تستمر الانتقادات إليها، لا سيما في أفريقيا. فبعد 50 سنة من تأسيس هذه المنظمة يرى البعض أنها غائبة عن المسرح الدولي خصوصاً خلال الأزمات.

وإذ أكدت الأمينة العامة للمنظمة الرواندية لويز موشيكيوابو، خلال كلمتها في افتتاح القمة، السبت 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن في إمكان مؤسستها "التأثير في عالم ممزق" بأزمات متعددة، كان لافتاً عدم تطرقها لمسألة أساسية في عالم اليوم، هي الحرب في أوكرانيا، على رغم أن هذا الملف حاضر في جدول أعمال القمة، وكان محور محادثات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورؤساء آخرين خلال القمة، وفق ما أفادت مصادر مقربة.

وقالت الأمينة العامة "يجب أن تظل الفرنكوفونية حلقة وصل للحد من تحول التوترات إلى نزاعات".

وذكرت بعديد من "العواصف" التي اجتاحت العالم وخصوصاً وباء "كوفيد-19" الذي تسبب في تأجيل قمة 2020.

ويشارك في القمة نحو 90 وفداً و31 من كبار القادة. ومن أبرز عناوين جدول الأعمال "المجال الرقمي كمحرك للتنمية" فضلاً عن ملفات دولية تتعلق بالحرب في أوكرانيا.

انتقادات وأمنيات

وتعبر دول أفريقية عدة عن استيائها لعدم تضامن الدول الغربية مع القارة التي تواجه أزمات متعددة ومتواصلة بينما كان اهتمامها مركزاً على مساعدة أوكرانيا.

ورداً على تصاعد الانتقادات الموجهة إليها ومن بينها ما كتبه الكاتب السنغالي أمادو لمين صال في مقال، أن الفرنكوفونية "لا تُرى" و"لا تُسمع" على النطاق الدولي، أكدت الأمينة العامة في مقابلة سابقة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن المنظمة "أكثر أهمية من أي وقت مضى".

وعبر الرئيس التونسي قيس سعيد عن أمله في أن تخلص القمة إلى "نتائج ملموسة وحقيقية" لمواجهة "التقلبات التي يشهدها العالم".

وشدد الرئيس الفرنسي خلال لقائه مجموعة من الشباب على هامش القمة على ضرورة "استرداد" اللغة الفرنسية مكانتها في بعض الدول الفرنكوفونية بعد أن سجلت "تراجعا حقيقياً".

ودعا ماكرون إلى أن تكون الفرنكوفونية "فضاء حياً وفضاء للصمود... وليس فضاء مؤسساتياً".

وبحسب مسؤول كبير في كندا، فإن المنظمة "يمكن أن تكون قوة إيجابية" في القضايا العالمية مثل "تعزيز السلام والازدهار الاقتصادي وترسيخ الديمقراطية".

مخاوف واعتراف

ويبدي مسؤولون كنديون "مخاوف" حول "المشاركة الديمقراطية" في تونس منذ أن قرر سعيد في 25 يوليو (تموز) الفائت احتكار السلطات في البلاد، مشددين على أن كندا ستثير هذا الموضوع خلال اجتماعات القمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتستضيف تونس القمة بعد تأجيلها مرتين، الأولى في عام 2020 بسبب "كوفيد-19"، ثم في خريف 2021، بعد الإجراءات التي اتخذها سعيد ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تنهي تجربة ديمقراطية رائدة في العالم العربي.

من جهتها، اعتبرت المعارضة التونسية أن تنظيم القمة "استغلال من قبل سلطات الانقلاب للتسويق للانقلاب".

وقالت سميرة الشواشي العضو في "جبهة الخلاص"، وهي تكتل أحزاب معارضة في مقدمها "حركة النهضة"، في مؤتمر صحافي، السبت، بالعاصمة تونس "نتمنى أن يكون حضور الوفود في قمة الفرنكوفونية في تونس دعماً لمسارها الديمقراطي".

رأى الباحث السياسي الفرنسي فينسان جيسار أن انعقاد القمة يعد "نجاحاً" لسعيد لأنه "سيخرجه من عزلته مؤقتاً على الأقل".

أضاف "أنه نوع من التقاط أنفاس وتهدئة في علاقاته مع شركائه الغربيين الرئيسيين... سيوظّف هذا الحدث لإضفاء الشرعية على تحول سلطوي يُنتقد بشدة" من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية والأحزاب السياسية المعارضة.

وقال المنسق العام للقمة محمد الطرابلسي، إن هذه الاجتماعات تمثل "اعترافاً بدور تونس في العالم الناطق بالفرنسية وبدبلوماسيتها على المستويين الإقليمي والدولي"، وهي فرصة "لتعزيز التعاون الاقتصادي".

تعزيز مهارات اللغة الفرنسية

تحتفل المنظمة الفرنكوفونية التي تضم 88 عضواً بالذكرى الـ50 لتأسيسها. وكانت تونس من الدول المؤسسة للمنظمة في عام 1972 إلى جانب السنغال ونيجيريا وكمبوديا.

وتشارك دول غير منضوية في الفرنكوفونية في أعمال القمة على غرار مولدافيا والإمارات العربية المتحدة وصربيا.

ومن المتوقع إعادة انتخاب الأمينة العامة على رأس المنظمة لأربع سنوات جديدة، وهي المرشحة الوحيدة لهذا المنصب.

يشمل الفضاء الفرنكوفوني 321 مليون ناطق باللغة الفرنسية يتوقع أن يتضاعف عددهم بنهاية عام 2050 بفضل انتشار اللغة الفرنسية في القارة الأفريقية.

ومنحت فرنسا، السبت، قرضاً بقيمة 200 مليون يورو لتونس لمواجهة أزمتها الاقتصادية كما وقع الرئيسان التونسي والفرنسي على "مخطط طموح لتعزيز مهارات اللغة الفرنسية للمعلمين والطلاب في التعليم"، وفقاً لبيان أصدره الإليزيه.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات