لقي 24 شخصاً مصرعهم من بينهم طلاب وأطفال في حادثة انقلاب وغرق حافلة داخل إحدى الترع بدلتا النيل في مركز أجا بمحافظة الدقهلية شمال العاصمة المصرية، صباح اليوم السبت 12 نوفمبر (تشرين الثاني).
ووفق بيان لوزارة الداخلية المصرية، فقد وقعت الحادثة في التاسعة صباحاً على طريق "ميت غمر – المنصورة" السريع، وفور وقوعها تم استدعاء قوات الإنقاذ النهري التي عملت على استخراج عدد من الركاب بين غرقى ومصابين، كما حضرت 18 سيارة إسعاف.
وأشار آخر بيان أصدرته وزارة الصحة المصرية إلى وجود 19 حالة وفاة وستة مصابين في حين أفادت تقارير إعلامية بارتفاع العدد إلى 24 وهي حصيلة غير نهائية، ولم توضح البيانات الرسمية أسباب الحادثة، فيما انتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع سقوط الحافلة وكذلك فريق من الأدلة الجنائية وإدارة مرور الدقهلية لتحديد هذه الأسباب.
كما انتقلت النيابة إلى المستشفى لمناظرة الجثامين وسؤال المصابين، الذين قرروا أنه حال تحدث سائق الحافلة في هاتفه المحمول فوجئ بسيارة لم يستطع تفاديها بسبب السرعة، ما أسفر عن الحادث.
وباستجواب سائق الحافلة فيما نسب إليه من اتهام أنكره، وبإجراء التحليل المبدئي للمتهم تبين تعاطيه مخدراً، وقررت النيابة العامة عرضه على مصلحة الطب الشرعي لإجراء تحليل نهائي له لبيان مدى تعاطيه المواد المخدرة، وصرحت بدفن الجثامين التي تم التعرف عليها، وأخذت عينات من باقي الجثامين المجهولة لحين تحديد هويتها، وجار استكمال التحقيقات.
دعم أسر الضحايا
ورجحت التحريات الأولية أن تكون الحادثة نتيجة السرعة، وقالت تقارير صحافية محلية إنه أثناء محاولة السائق تخطي سيارة أمامه اختلت عجلة القيادة في يديه وسقطت الحافلة في الترعة.
وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن توجيه الوزيرة نيفين القباج لأجهزة الوزارة بسرعة دعم أسر الضحايا وتقرر صرف 50 ألف جنيه (2053.7 دولار) في حال وفاة رب الأسرة، و25 ألفاً (1026.8 دولار) لأحد أفراد الأسرة، وخمسة آلاف (205 دولارات) لكل مصاب وفقاً لمدة بقائه بالمستشفى، كما تقرر صرف مساعدة تكافلية للأسر وتسجيلها على برنامج الدعم النقدي "تكافل وكرامة".
وتابع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي تطورات الحادثة، معرباً عن تعازيه لأسر الضحايا، وفق بيان لرئاسة الحكومة المصرية، كما أجرى اتصالات هاتفية بكل من خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، وأيمن مختار محافظ الدقهلية لمتابعة حال مصابي الحادثة، موجهاً بتوفير جميع سبل الرعاية الطبية اللازمة لهم. كما وجه مدبولي وزيرة التضامن الاجتماعي برفع قيمة التعويضات عن الحادثة لتصبح 100 ألف جنيه.
أقوال شاهد عيان
قال أحد شهود العيان إن الحادثة وقعت على طريق مهمل لا توجد به أية خدمات أو لافتات تحذيرية، موضحاً أن من شاهدوها لا يعرفون السبب على وجه التحديد، لكنه أشار إلى أن السائق من ضمن الأحياء وتم نقله إلى المستشفى بعد أن قفز من الحافلة قبل لحظات من وقوعها في المياه، كما أنها كانت تحمل أكثر من طاقتها الاستيعابية.
وذكرت تقارير صحافية محلية أن المصابين والضحايا طلبة جامعات وسيدات وأطفال، لافتة إلى أن هناك ستة أشخاص من أسرة واحدة ضمن الضحايا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بدوره، أعلن النائب أشرف الشبراوي، عضو مجلس النواب المصري عن تقدمه ببيان عاجل موجه إلى مدبولي للوقوف على أسباب وملابسات الحادثة، مؤكداً أن الواقعة يجب ألا تمر من دون عقاب وحلول جذرية لعدم تكرارها مرة أخرى.
وتودي حوادث السير القاتلة بحياة الآلاف سنوياً في مصر وتقع في الغالب بسبب السرعة أو سوء حال الطرق أو عدم التزام قوانين المرور.
وقبل أيام وقعت حادثة مروعة في محافظة الشرقية جراء اصطدام قطار بحافلة سياحية على متنها عدد من طلاب إحدى الجامعات الخاصة، مما أسفر عن إصابة 19 شخصاً.
وفي يوليو (تموز) الماضي، اصطدمت حافلة ركاب بشاحنة متوقفة على طريق سريع في محافظة المنيا جنوباً، مما أودى بحياة 25 شخصاً وإصابة 35 آخرين.
ووفق آخر إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن الوفيات الناتجة من حوادث السيارات زادت في مصر عام 2021 بنسبة 15.2 في المئة، بحيث بلغت 7101 حالة وفاة ارتفاعاً من 6164 في 2020، وكان العدد 6722 عام 2019، في حين انخفضت نسبة الإصابات بـ9.3 في المئة عام 2021، إذ سجلا 51511 إصابة مقابل 56789 إصابة في العام السابق.
وذكرت الحكومة المصرية سابقاً أن البلاد ارتفعت على مؤشر جودة الطرق إلى المركز 28 عام 2019 بعدما كانت في المركز 118 عام 2014.
