Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دول الجنوب ترفع صوتها في "كوب 27" وتطالب الدول الغنية بتعويضات

الولايات المتحدة تجدد التزامها المناخي وغوتيريش يدعو الشركات إلى وقف "التمويه السام" في شأن الحياد الكربوني

تتواصل قمة قادة الدول والحكومات في إطار مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ، الثلاثاء الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، مع تركيز دول الجنوب على مسؤولية الحكومات الغنية وشركات النفط عن الاحتباس الحراري، فيما جددت الولايات المتحدة التزامها قضايا المناخ غداة صرخة مدوية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

مسؤولية الشركات النفطية الكبرى

وتشكل مسؤولية الدول الغنية والملوثة حيال تلك الفقيرة مسألة رئيسة في أعمال "كوب 27" حيث يواصل قادة الدول والحكومات، الثلاثاء، التركيز على هذه القضية.

وأكد رئيس وزراء جزيرة أنتيغوا وباربودا غاستون براون ممثلاً تحالف الدول الجزرية الصغيرة المهددة بارتفاع مستوى مياه البحار "علينا بوضوح إنشاء صندوق للخسائر والأضرار خلال المؤتمر الحالي" وسيشكل ذلك "ضمانة متواضعة في حين أن أعضاء تحالفنا يخسرون يومياً ما يصل إلى 2 في المئة من إجمالي ناتجهم المحلي في يوم واحد بسبب ظاهرة مناخية واحدة".

وطالب براون باسم الدول الجزرية الصغيرة بفرض ضريبة عالمية على أرباح الشركات النفطية والغازية لتمويل التعويض على دول الجنوب التي تضربها كوارث مناخية، وقال "في النصف الأول من هذه السنة حققت ست شركات للطاقة الأحفورية أرباحاً تفوق كلفة تغطية الأضرار المناخية الرئيسة في الدول النامية مع حوالى 70 مليار دولار"، وأكد "حان الوقت لكي تدفع هذه الدول ضريبة كربون عالمية على أرباحها لتمويل الخسائر والأضرار".

وأدرجت مسألة "الخسائر والأضرار" التي تتكبدها دول الجنوب ذات المسؤولية المحدودة جداً في الاحترار المناخي لكنها تتكبد عواقبه المدمرة والقاتلة، للمرة الأولى رسمياً على جدول أعمال مؤتمر "كوب".

وأعلن براون كذلك تشكيل "لجنة" مسجلة لدى الأمم المتحدة ومؤلفة من دول جزرية صغيرة من أجل "البحث في مسؤولية بعض الدول عن الجروح المترتبة على تحركات مناخية والتقاعس في القيام بواجباتها".

معضلة النمو والمناخ

في المقابل قال الرئيس السنغالي ماكي سال إن الدول النامية الفقيرة في أفريقيا بحاجة إلى زيادة التمويل للتكيف مع تغير المناخ الآخذ في التدهور وإنها ستقاوم الدعوات إلى التحول الفوري عن الوقود الأحفوري، إذ من الممكن أن يقوض نموها الاقتصادي، وأضاف "لنكن واضحين، نحن نؤيد الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. لكننا نحن الأفارقة لا يمكننا قبول تجاهل مصالحنا الحيوية".

كما قال شاندريكابيرساد سانتوخي، رئيس سورينام، وهي دولة في أميركا الجنوبية تمتص غاباتها كمية من الكربون أكثر من الانبعاثات التي يسببها سكانها، إن الدول الغنية بحاجة إلى الوفاء بوعدها بتوجيه 100 مليار دولار سنوياً إلى البلدان النامية من أجل التكيف مع تغير المناخ، وأردف "نيابة عن جميع الأطفال والجيل المقبل، ندعو بشكل عاجل مصدري الانبعاثات التاريخيين إلى الاضطلاع بدورهم لحماية عالمنا. يؤدي بلدي دوره بالموارد والقدرات المحدودة".

رئيس سريلانكا رانيل ويكرمسينغ قال بدوره إن الحكومات الغربية سارعت إلى تحويل مليارات الدولارات إلى الحرب في أوكرانيا، لكنها بطيئة في الإنفاق على تغير المناخ، مضيفاً "المعايير المزدوجة غير مقبولة... لا يخفى أن تمويل المناخ لم يحقق الهدف... في حين أن عدداً من الدول المتقدمة تعتبر أنه من المناسب الانتظار في ما يتعلق بإسهاماتها في تمويل المناخ، بدت هذه البلدان أيضاً باختلاف الجانب الذي تؤيده في حرب أوكرانيا لا تتورع في الإنفاق من أجل حرب".

الحياد الكربوني "لا يتماشى" مع الطاقة الأحفورية

وأكد تقرير لمجموعة خبراء من الأمم المتحدة شكلها غوتيريش أن وعود الحياد الكربوني التي تقطعها شركات ومستثمرون "لا تتماشى" مع استثمارات جديدة في مصادر الطاقة الأحفورية، وأوضحت "يسقط قطع أشجار الغابات والنشاطات الأخرى المدمرة للبيئة" هذه الوعود.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ضوء التقرير دعا غوتيريش إلى وقف "التمويه السام" الصادر عن شركات ومستثمرين يقطعون وعوداً "زائفة" في شأن الحياد الكربوني.

وقال مرحباً بتقرير الخبراء "محاولة التمويه هذه قد تسقط العالم في الهاوية المناخية. يجب وقف هذا الاحتيال السام".

وتوصل الخبراء الـ18 في هذه المجموعة في غضون أشهر قليلة إلى "تعريف عالمي للحياد الكربوني" وطريقة لتقييم درجة صدقية الأطراف الأخرى من غير الدول التي قطعت وعوداً في هذا المجال.

وشدد التقرير على أن المدن والمناطق والهيئات المالية والشركات "لا يمكنها القول إنها حققت الحياد الكربوني مع استمرارها بالاستثمار في مصادر جديدة للطاقة الأحفورية".

تعهد واشنطن

أميركياً، قال مبعوث الولايات المتحدة الخاص حول المناخ جون كيري في اليوم الثالث من مؤتمر المناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة "التحدي كبير جداً وهو الأكبر الذي يواجهه البشر. أزمة المناخ لا تهدد البنى التحتية والاقتصاد والأمن فقط بل تهدد كل جانب من جوانب حياتنا اليومية"، وأضاف "اليوم لدينا انتخابات في الولايات المتحدة"، موضحاً أنه حتى لو خسرت الإدارة الديمقراطية الحالية الغالبية في الكونغرس "سيكون (الرئيس جو) بايدن أكثر تصميماً على الاستمرار بما نقوم به. والقسم الأكبر مما نقوم به لا يمكن لأحد تغييره من بعدنا".

وكان الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب سحب بلاده من اتفاق باريس حول المناخ المبرم عام 2015 الذي يشكل أساساً للتحركات في مجال مكافحة التغير المناخي.

وأضاف كيري أن بايدن يؤمن بأن "لدينا مسؤولية خاصة حيال الدول الأقل تطوراً، دول العالم الثالث، دول الجنوب، للتأكد من حصول انتقال عادل" على صعيد المناخ والطاقة.

ولن يحضر الرئيس الأميركي إلى شرم الشيخ قبل 11 نوفمبر لانشغاله في انتخابات منتصف الولاية، الثلاثاء، في الولايات المتحدة.

"تجنب الطريق السريع إلى الجحيم"

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حثت بدورها الدول على تسريع تحركاتها لمواجهة تغير المناخ، وقالت في كلمتها بالمؤتمر "أزمة الوقود الأحفوري العالمية يجب أن تغير قواعد اللعبة. دعونا نتجنب الطريق السريع إلى الجحيم ونأخذ تذكرة (الطاقة) النظيفة إلى الجنة"، في إشارة إلى تصريحات غوتيريش، الإثنين.

وفي بيان منفصل صرح رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل بأن روسيا اختارت أن تجعل من الطاقة "سلاحاً لزعزعة الاستقرار الجماعي".

"الانتحار الجماعي"

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أطلق صرخة مدوية، الإثنين، أمام قادة العالم داعياً إياهم إلى التحرك فوراً وأكد "البشرية أمام خيار التعاون أو الهلاك. فإما يكون عهد على التضامن المناخي أو عهد على الانتحار الجماعي".

ومع تكاثر الكوارث الطبيعية من فيضانات وموجات حر وجفاف وحرائق غابات التي يفاقمها التغير المناخي، تطالب الدول الضعيفة إزاء هذه التداعيات بآلية تمويل خاصة، إلا أن الدول الغنية تتحفظ على ذلك، إذ تخشى أن تحمل المسؤولية رسمياً وتفيد بأن نظام تمويل المناخ معقد كفاية بحالته الراهنة.

وتشكل هذه المسألة المالية أحد أكثر المواضيع الشائكة في "كوب 27".

تعديل النطام المالي العالمي

وتحتاج الدول النامية والناشئة باستثناء الصين إلى استثمارات تتجاوز تريليوني دولار سنوياً بحلول 2030 إذا أراد العالم لجم الاحترار المناخي والتكيف مع تداعياته، وفق ما جاء في تقرير لرئاسة مؤتمر كوب صدر الثلاثاء.

ويفترض أن يأتي تريليون دولار من دول غنية ومستثمرين ومصارف تنمية متعددة الأطراف، بحسب التقرير.

وقال أحد الخبراء الرئيسين الذين أعدوا التقرير نيكولاس ستيرن "ينبغي على الدول الغنية أن تقر بأن من مصلحتها الحيوية، فضلاً عن أنها قضية عدالة نظراً إلى التداعيات القاسية الناجمة عن المستويات العالية للانبعاثات الحالية والسابقة، الاستثمار في التحركات من أجل المناخ في الأسواق الناشئة والدول النامية".

وكان غوتيريش دعا الإثنين أيضاً إلى تعديل النطام المالي العالمي فيما تتعالى أصوات مطالبة بذلك لكي يتمكن من الاستجابة بشكل أفضل للتحديات المناخية.

وأوضح "من المهم مراجعة الطريقة التي يعمل فيها النظام المالي الدولي" ليتمكن من مساعدة دول مثل باكستان ذات الدخل المتوسط المستثنية من تخفيف الديون الذي يطاول الدول الفقيرة، على رغم تعرضها لأضرار هائلة جراء الفيضانات الأخيرة التي غمرت ثلث أراضي البلاد.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات