Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يقتحم زعماء العالم ملفات المناخ الصعبة في "كوب 27"؟

تقرير كشف 8 قضايا مهمة والأسواق الناشئة تنتظر إشارات واضحة في شأن التمويل وتوصيات بضرورة مشاركة القطاع الخاص

كشف تقرير حديث عن ثماني أزمات وقضايا مهمة يجب متابعتها عن كثب خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 27) المنعقد حالياً في مدينة شرم الشيخ المصرية، والذي بدأت فعالياته، الأحد السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، وتستمر حتى 18 نوفمبر. وأوضح التقرير أنه على رغم مواجهة العالم تهديدات من الحرب وأزمة الطاقة وخطر الركود العالمي، فإن قضية تغير المناخ ما زالت إحدى القضايا الملحة للغاية، بخاصة أن الحوادث الطبيعية الناتجة عن الطقس المتقلب أصابت عديداً من دول العالم خلال الأشهر الماضية، وهو ما يشير إلى ضرورة اتخاذ قادة العالم خطوات فورية خلال قمة شرم الشيخ.

في الوقت نفسه، من غير المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق تاريخي خلال قمة المناخ (COP27)، لكن المؤتمر يهدف بشكل قاطع إلى تحويل الوعود العالمية السابقة إلى واقع. ولفت تقرير حديث لوكالة "بلومبيرغ" إلى 10 أشياء يجب مراقبتها عن كثب خلال قمة المناخ هذا العام.

التقرير أشار إلى أنه من المهم في الوقت الحالي الانتباه إلى قادة الدول الذين سيحضرون أو يتغيبون عن القمة، وأن أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة سيكونون في شرم الشيخ خلال الأسبوع الحالي من أجل المشاركة في فعاليات المؤتمر أبرزهم الرئيس الأميركي جو بايدن والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بجانب عديد من قادة أوروبا مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والألماني أولاف شولتز.

أما على جانب المتغيبين فإن أبرز الأسماء في هذه القائمة هو الرئيس الصيني شي جينبينج، مشيرة إلى أن قرار الناشطة البيئية جريتا ثونبرج لفت الأنظار أيضاً، مضيفة أن هناك كذلك عدداً من قادة قطاع الأعمال والاستثمار سيغيبون عن قمة شرم الشيخ مثل رئيس مجموعة "بلاك روك" الاستثمارية لاري فينك والرؤوساء التنفيذيين لشركات وبنوك كبرى مثل "سيتي غروب" و"ستاندرد شارترد".

الأسواق النامية

وفيما يخص القضية الثانية وهي "الخسارة والضرر"، وهو المصطلح المستخدم لوصف الدمار الاقتصادي والثقافي الناجم عن قرون من الاستخدام غير الخاضع للرقابة للوقود الأحفوري من قبل الدول الصناعية. وكشف التقرير عن أنه من المرجح أن يكون هذا البند على جدول أعمال القمة، لكن السؤال الرئيس هو ما الذي ستغطيه المناقشات في هذا الصدد؟

ووفق البيانات المتاحة فإن البلدان النامية والدول الجزرية الصغيرة تريد إشارة واضحة إلى تمويلات جديدة للمساعدة في تغطية الخسائر والأضرار التي تسببها الأحداث المناخية القاسية بشكل متزايد، لكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يرغبان في دخول دوامة من المطالبات غير المحدودة بالتعويضات، وهي معرقة قد تحدد نتيجتها حجم نجاح قمة المناخ.

بينما تتعلق الأولوية الثالثة بالتمويل المناخي، وقد أشار التقرير إلى أن الدول الغنية أخفقت مراراً وتكراراً في التزام تعهدها تقديم 100 مليار دولار لتمويل قضايا تغير المناخ سنوياً، وهو هدف ينظر إليه بالفعل على أنه غير كافٍ بشكل مؤسف لتغطية حاجات البلدان الفقيرة، لذلك سيكون أحد المقاييس الرئيسة للنجاح تحقيق هذا الهدف، ولكن أيضاً العمل على التمويل المناخي لما بعد عام 2025، والذي يمكن أن يكون بقيمة تريليونات الدولارات، إلا أنه في الوقت نفسه لن يكون حشد تريليونات الدولارات ممكناً من دون دعم القطاع الخاص وبنوك التنمية العالمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتعلق القضية الرابعة بضرورة الانتباه إلى البلدان المتوسطة الدخل المعتمدة على الفحم مثل جنوب أفريقيا التي تم الإعلان عن حزمة دعم لها بقيمة 8.5 مليار دولار خلال قمة المناخ في غلاسكو العام الماضي في محاولة لتقليل اعتمادها على الفحم، وكذلك إندونيسيا التي من المتوقع أن تعلن عن شراكة خاصة بها جنباً إلى جنب مع مانحين مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في اجتماع مجموعة الـ20 في بالي، والذي يبدأ خلال الأسبوع الثاني من قمة المناخ في شرم الشيخ. وأشارت الوكالة إلى صفقات مماثلة مع فيتنام والسنغال قيد الإعداد قبل نهاية العام الحالي، بينما من المقرر عقد صفقة مع الهند في عام 2023.

ويأتي تعهد تقليل انبعاثات غاز الميثان أيضاً على قائمة أبرز القضايا خلال قمة "كوب 27"، وذكر التقرير أنه منذ الكشف عن الاتفاق خلال مؤتمر العام الماضي حصل التعهد العالمي في شأن الميثان الذي يهدف لخفض انبعاثات أحد أقوى الغازات الدفيئة بنسبة 30 في المئة بحلول نهاية العقد الحالي على أكثر من 120 توقيعاً في غياب الصين والهند بشكل رئيس، لكن هناك أملاً أن تعلن بكين عن خطتها الخاصة لخفض غاز الميثان خلال قمة شرم الشيخ في حين استمرار العمل للحصول على توقيع دول رئيسة أخرى في انبعاثات غاز الميثان مثل الجزائر وأذربيجان وتركمانستان.

مشاركة المشاهير

في الوقت نفسه، تتوجه الأنظار أيضاً خلال قمة المناخ الحالية إلى أي مفاجآت في شأن الطموح المناخي لكل دولة، حيث إن كل بلد يمكنها تحديث التزاماتها المناخية في أي وقت بموجب اتفاقية باريس، وقد أقدم عديد من الدول على تحديث تعهداتها خلال قمة غلاسكو العام الماضي، لكن تم الوفاء بعدد قليل جداً من هذه الالتزامات، إلا أن التحديثات الجديد للطموحات المناخية لدول العام تظل مثيرة للاهتمام خلال مؤتمر شرم الشيخ.

وتتعلق القضية السابعة بالمحور العلمي في قمة المناخ كوب 27 التي ستتخد المفاوضات فيها منحى تقني للغاية، حيث من المحتمل أن يقضي ممثلو الدول ساعات في الجدال حول الفواصل الرقمية والصياغة، لكن على الدبلوماسيين أن يضعوا في اعتبارهم أنه على رغم التقدم الأخير الذي تم إحرازه، لا يزال العالم في مساره لرفع درجة حرارة الكوكب فوق درجتين مئويتين، وهي الدرجة التي تم تحديدها كناقوس خطر في اتفاقية باريس 2015.

ويأتي المشاهير وحضور القمة على قائمة الأمور التي يجب متابعتها خلال قمة المناخ، حيث يضم مؤتمر شرم الشيخ أكثر من 45 ألف شخص من دبلوماسيي مجال المناخ، وبعض أشهر الشخصيات العامة في العالم. وذكرت الوكالة أنه خلال العام الماضي في غلاسكو حضر الممثل الأميركي الشهير ليوناردو دي كابريو والممثلة إيما واتسون والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، متوقعة أن يضفي الممثلون والطربون الحيوية على الحالة المزاجية بين الحشود المجتمعة في شرم الشيخ.

الكوارث بدأت

وفي السياق ذاته، كشف تقرير حديث لصندوق النقد الدولي عن أن العالم شهد تزايداً في الآثار المدمرة الناجمة عن تغير المناخ، والتي تمثلت في مآسٍ إنسانية واضطرابات اقتصادية مع الأعاصير في بنغلاديش، وسيول غير مسبوقة في باكستان، وموجات حارة في أوروبا، وحرائق غابات في أميركا الشمالية، وجفاف أنهار في الصين، ونوبات جفاف في أفريقيا، وكل ذلك حدث خلال هذا العام فقط.

وذكر أنه إذا استمر الاحترار العالمي يتنبأ العلماء بمزيد من الكوارث الجسيمة والاضطرابات طويلة الأجل في أنماط الطقس، مما يؤدي إلى خسارة الأرواح وتدمير سبل العيش واضطراب المجتمعات، وقد تعقبه موجات هجرة جماعية، ومن الممكن أن يتسبب عدم الوصول بالانبعاثات إلى المسار الصحيح بحلول عام 2030 في صعود الاحترار العالمي إلى مستوى لا يمكن تداركه يتجاوز الدرجتين المئويتين، والتهديد ببلوغ نقاط تحول كارثية يصبح فيها تغير المناخ مستمراً بالدفع الذاتي.

وأشار إلى أنه بإمكان العالم أيضاً اختيار مستقبل أفضل، وإذا تم ذلك على النحو الصحيح، فسوف يؤدي بنا التحول الأخضر إلى العيش في كوكب أنظف، يتسم بدرجة أقل من التلوث، وباقتصادات أكثر صلابة في مواجهة الصدمات، وشعوب تتمتع بصحة أفضل، ويتطلب الوصول إلى هذا الهدف تحركاً على ثلاث جبهات، تتمثل في سياسات لا تحيد عن مسار الوصول إلى الصفر الصافي بحلول عام 2050، وتدابير قوية للتكيف مع الاحترار العالمي الذي أصبح واقعاً مستقراً بالفعل، ودعم مالي وطيد لمساعدة البلدان المعرضة للمخاطر على سداد كلفة هذه الجهود.

وقال إنه من الضروري أن تنحصر درجات ارتفاع حرارة الجو في حدود 1.5 درجة إلى درجتين، ويتطلب تحقيق ذلك بحلول عام 2050 تخفيض الانبعاثات بمعدل 25 إلى 50 في المئة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات ما قبل عام 2019، كما أن هناك فجوة أكبر من ذلك على صعيد السياسات فالتحليل الجديد الذي أجراه صندوق النقد الدولي لسياسات المناخ العالمية الحالية يشير إلى أنها ستحقق خفضاً للانبعاثات لا يتجاوز 11 في المئة والفجوة بين هذه النسبة وما نحتاج إليه شاسعة، إذ تعادل أكثر من خمسة أضعاف الانبعاثات السنوية الحالية التي يصدرها الاتحاد الأوروبي. وسيتطلب ذلك مزيجاً من الحوافز لدفع الشركات والأسر على إعطاء أولوية للسلع والتكنولوجيات النظيفة في كل قراراتهم.

اقرأ المزيد