Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عون يغادر القصر وسط مناصريه ويترك لبنان لـ"المجهول"

وقع مرسوم اعتبار حكومة تصريف الأعمال مستقيلة ودستوريون يقللون من التداعيات

غادر الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الأحد، 30 أكتوبر (تشرين الأول)، القصر الرئاسي وسط دعم وحضور من أنصاره في حزبه (التيار الوطني الحر)، مستبقاً خروجه بتوقيع مرسوم اعتبار حكومة تصريف الأعمال مستقيلة، في خطوة تزيد تعقيدات المشهد السياسي في البلاد.

ومع عدم وجود مرشح قادر حتى اللحظة على حصد الأكثرية المطلوبة في البرلمان، يهدد الفراغ السياسي بتعميق أزمات البلاد في ظل انهيار اقتصادي متسارع منذ ثلاث سنوات ومع تعذر تشكيل حكومة منذ مايو (أيار).

وعلى وقع هتافات مؤيدة أطلقها الآلاف من مناصريه وأعضاء حزبه الذين أمضى بعضهم ليلته في محيط القصر الرئاسي في منطقة بعبدا المشرفة على بيروت، قال عون "اليوم صباحاً وجهت رسالة إلى مجلس النواب ووقعت مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة".


وفي رسالته إلى البرلمان قال عون إن خطوته تأتي بعد أن أعرب رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي "عن عدم حماسته للتأليف لأسباب مختلفة"، ولقطع الطريق أمامه لـ "عقد جلسات لمجلس الوزراء" بما يخالف "مفهوم تصريف الأعمال بالمعنى الضيق".

ومنذ أسابيع يتبادل عون الاتهامات بتعطيل تشكيل حكومة نتيجة شروط وشروط مضادة.

وتعد خطوة عون سابقة في لبنان، إذ يتعين على رئيس الجمهورية إصدار مرسوم قبول استقالة الحكومة في اليوم ذاته الذي يوقع فيه مرسومي تعيين رئيس الحكومة وتشكيل حكومة جديدة، لتصدر المراسيم الثلاثة معاً، إلا أن دستوريين يقللون من تداعياتها ويضعونها في إطار "الصراع السياسي" بين الرجلين.

 

ومنذ ساعات الصباح الأولى توافد مناصرو وأعضاء حزب التيار الوطني الحر الذي أسسه عون إلى محيط القصر الرئاسي، وفق مصوري وكالة الصحافة الفرنسية، وحمل بعضهم رايات التيار البرتقالية وأعلاماً لبنانية وصوراً لعون من مختلف محطات مسيرته العسكرية والسياسية.

وقالت جومانا ناهض وهي مدرسة لوكالة الصحافة الفرنسية، "جئنا لنرافق الرئيس في آخر لحظات العهد ونقول له نحن معك وسنواصل النضال معك وأينما تكون يكون الوطن".

وبعد أن أمضى ليلته في محيط القصر قال جوني مدور، وهو طبيب أسنان، لوكالة الصحافة الفرنسية "جئنا نؤكد للجنرال أننا ما زلنا نحبه وسنبقى نواكبه حتى تنتهي الدنيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

و"الجنرال" لقب يستخدمه مناصرو عون للحديث عنه، وقد التصق باسمه منذ تعيينه قائداً للجيش عام 1984.

وبعد تسوية سياسية أوصلته إلى الرئاسة عام 2016، تعهد عون تحقيق نهضة اقتصادية واستقرار اجتماعي واستئصال للفساد غير أنها وعود لم تتحقق.

واتسم النصف الثاني من عهده بشلل سياسي وانهيار اقتصادي متسارع وتظاهرات غير مسبوقة خلال أكتوبر 2019 استمرت أشهراً، ثم انفجار مروع في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) 2020، ضاعف النقمة الشعبية على أداء الطبقة السياسية.

وإن كان فقد جزءاً كبيراً من شعبيته خصوصاً على الساحة المسيحية، إلا أن عون لا يزال في عيون محازبيه وأنصاره "قائداً شجاعاً نظيف الكف" وزعيماً من خارج سرب العائلات السياسية التقليدية والإقطاعية في بلد ذي تركيبة طائفية بامتياز.

 

وقال نبيل رحباني (59 عاماً) بعد أن أمضى ليلته في محيط القصر "بين 1989 و1990 أمضينا الوقت قرب الرئيس قبل أن يقتلعه الطيران السوري من بعبدا، واليوم جئنا نجدد عهدنا له".

وشكل قصر بعبدا عام 1989 مقصداً للآلاف من مناصري عون الذي تولى حينها حكومة عسكرية ورفض تسليم السلطة إلى رئيس منتخب.

وفي عام 1990 تم إخراجه من القصر إثر عملية عسكرية قادها الجيش السوري ولجأ إلى السفارة الفرنسية، ثم إلى فرنسا حيث أمضى 15 عاماً في المنفى وأسس تياره السياسي.

المزيد من العالم العربي