Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التربية القاسية ترسخ خطر الإصابة بالاكتئاب داخل الحمض النووي

وفقاً للدراسة، يمكن أن تؤدي ممارسات التلاعب النفسي أو معاقبة الأطفال بقسوة إلى تغيير الطريقة التي تقرأ بها أجسادهم حمضهم النووي

العديد من الذين كانوا عرضة للتربية الصارمة أظهروا إشارات أولية كامنة للإصابة بالاكتئاب (يونيسيف.أورغ)

أشارت دراسة جديدة إلى احتمال أن تؤدي التربية الصارمة إلى برمجة الاكتئاب في الحمض النووي للطفل.

 وتقول الدراسة إن ممارسة التلاعب النفسي على الطفل أو معاقبته بقسوة أمور يمكنها أن تغير من طريقة قراءة جسده لحمضه النووي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعتقد الخبراء أن هذه التغييرات قد تترسخ فعلياً في الحمض النووي للأطفال الذين ينظرون إلى أهاليهم على أنهم قساة أو صارمون، مما يزيد من خطر إصابتهم بالاكتئاب في وقت لاحق من حياتهم.

وفي معرض تقديمها لهذه النتائج في مؤتمر الكلية الأوروبية حول علم الأدوية النفسية والعصبية في فيينا، قالت الدكتورة إيفلين فان آشي "اكتشفنا أن ما يمكن اعتباره تربية قاسية، أو تلك التي تتضمن عقاباً جسدياً وتلاعباً نفسياً، يمكنها أن ترسخ في الحمض النووي مجموعة جديدة من التعليمات حول طريقة قراءة الجينات". وأكدت أن "هنالك بعض المؤشرات إلى أن هذه التغييرات نفسها يمكنها أن تخلق استعداداً لدى الطفل الناشئ للإصابة بالاكتئاب لاحقاً"، مشيرة إلى استبعاد حصول ذلك "عندما يحظى الأطفال بتربية تتميز بالتشجيع والدعم".

وأضافت الدكتورة إيفلين "في هذه الدراسة، حللنا دور التربية القاسية، لكننا وجدنا أيضاً أنه من المرجح أن يؤدي أي توتر كبير إلى تغييرات في مثيلة الحمض النووي، بالتالي، فإن التعرض للتوتر خلال الطفولة قد يؤدي إلى ميل عام نحو الإصابة بالاكتئاب في وقت لاحق من حياة الشخص عبر تغيير طريقة قراءة الحمض النووي"، لكنها أيضاً ركزت على "وجوب التأكد من صحة هذه النتائج في نموذج اختبار موسع بشكل أكبر".

ولغرض الدراسة، اختار الباحثون من جامعة لوفن في بلجيكا 21 طفلاً أفادوا بحصولهم على تربية جيدة، حيث يدعمهم الوالدان مثلاً ويعطونهم مساحة للتحرك باستقلالية. ومن ثم أقيمت مقارنة بين هؤلاء الأطفال، و23 طفلاً آخرين أفادوا عن خضوعهم لتربية قاسية تتميز مثلاً بممارسة التلاعب النفسي، والعقاب الجسدي والصرامة الشديدة. تراوحت أعمار جميع الأطفال بين 12 و16 عاماً.

ووجدت الدراسة، التي لم تخضع لمراجعة الأقران بعد "peer-reviewed"، أن عديداً من الذين كانوا عرضة للتربية الصارمة أظهروا إشارات أوّلية كامنة [لا يمكن الكشف عنها بالفحص التقليدي] للإصابة بالاكتئاب.

كما درس الباحثون نسبة المثيلة، وهي عملية طبيعية تحدث حين يضاف جزيء كيماوي إلى الحمض النووي، ويغير بالتالي طريقة قراءة الجسم للتعليمات الموجودة في الحمض النووي، حيث وجدوا أنها تزداد كثيراً لدى الأشخاص الذين أفادوا عن تعرضهم لتربية صارمة.

وقالت الدكتورة فان آشي "استندنا في مقاربتنا على بحث سابق أجري على توائم متطابقين، حيث وجد فريقان مستقلان أن أحد التوأمين المشخص بالإصابة باكتئاب حاد لديه نسبة أعلى من مثيلة الحمض النووي في القسم الأكبر من مئات آلاف نقاط البيانات، مقارنة بتوأمه السليم".

وأضافت الدكتورة فان أشي التي تعمل حالياً في جامعة مونستر في ألمانيا أن "الحمض النووي يبقى على حاله لكن هذه المجموعات الكيماوية الإضافية تؤثر على طريقة قراءة التعليمات الصادرة عنه. فالأفراد الذين أفادوا عن خضوعهم لأساليب تربية أكثر صرامة أظهروا ميلاً نحو الاكتئاب ونعتقد أن هذا الميل أصبح مبرمجاً في حمضهم النووي عبر تغييرات متزايدة في المثيلة".

"وندرس الآن إمكانية قطع الشك باليقين من خلال ربط هذه الحالة بتشخيص الاكتئاب في وقت لاحق من الحياة وربما استخدام هذه الزيادة في تحولات المثيلة باعتبارها مؤشراً يمكن أن يوفر تحذيراً مسبقاً عن الأشخاص الذين قد يكونون عرضة أكبر للإصابة بالاكتئاب نتيجة أسلوب تربيتهم".  

المزيد من صحة