Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل بلغت العلاقات السورية - التركية مرحلة "ذوبان الجليد"؟

تغيير صقور "الخارجية" في كلا البلدين ومراقبون: "يصب في مصلحة التقارب الوشيك"

كانت العلاقات بين دمشق وأنقرة شهدت أزهى عصورها قبل الحرب السورية (أ ف ب)

يبدو أن التطبيع بين دمشق وأنقرة أقرب مما تصورته كل التوقعات، لا سيما بعد التعديلات الأخيرة لمسؤولي الملف السوري بوزارة الخارجية التركية، واستبدالهم بشخصيات جديدة تتناغم مع حراك روسي لإذابة الجليد في طريق العلاقات بين البلدين الجارين.

هذه الخطوة يراها مراقبون بمثابة تهيئة الأجواء لعقد اجتماع دبلوماسي رفيع المستوى تمهيداً للقاء وزير الخارجية التركي مع نظيره السوري برعاية موسكو، ولهذا من المرجح تهيئة فريق جديد للتعامل بطريقة أكثر ديناميكية.

شملت التعيينات الجديدة 10 بعثات تركية خارج البلاد بينهم ثلاثة دبلوماسيين، هم سادات أونال نائب الوزير الذي نقل ليتسلم مهماته كسفير دائم لدى الأمم المتحدة، وأردم أوزان الذي انتقل كسفير إلى العاصمة الأردنية، في حين عين سجلوق أونال سفيراً لدى هولندا.

المنصة الجديدة

يعتقد مراقبون أتراك أن إزاحة الفريق يأتي في توقيت غير اعتيادي لتنقلات الدبلوماسيين، مما يعني أن المنصة الجديدة لعقد اللقاء السياسي بين الدولتين أوشكت على الانتهاء، بعد سلسلة اجتماعات بين جهازي استخبارات البلدين ولقاءات أمنية في دمشق.

ويرجح الخبير التركي في الشؤون السياسية فراس رضوان أوغلو أن الأمور تصب لمصلحة التقارب مع العاصمة السورية، والمساعي نحو إجراء لقاء من المتوقع حدوثه قريباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأردف "تلك التعديلات لا تأتي لمصلحة العلاقة مع دمشق فقط، بل هي مواءمة للتغيرات الإقليمية الآن، وتغيير محركات السياسة الخارجية في تركيا، لقد تغير كل شيء بعد الحرب الروسية - الأوكرانية والملف السوري ضمن هذه التغيرات".

ويضيف الباحث التركي "يجب أن تبحث تركيا عن مصالحها بالمنطقة ومحيطها الإقليمي، وفتح العلاقات مع سوريا مهم للطاقة في شرق المتوسط، وفي قراءة المشهد يمكن القول إن التوافق الاستراتيجي بين تركيا وروسيا ضد اليونان يندرج ضمن هذه الترتيبات السياسية الجديدة، في حين أبدى نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف في تصريحات صحافية تفاؤلاً بالاتصالات النشيطة لتوفير لقاء بين وزيري الخارجية".

وجوه دبلوماسية جديدة

لم تكن أنقرة وحدها من استبدلت فريقها الدبلوماسي المسؤول عن الملف السوري، بل تزامن ذلك مع نقل نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري سفيراً إلى موسكو في توقيت متقارب، وبات الأمر يشير إلى تطابق في الاتجاه.

يقول متابعون للشأن الدبلوماسي إن "استبعاد صقور الخارجية في كلا الطرفين خلال هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب تهيئة ظروف مناسبة لنجاح العمل يتطلب في المقابل الزج بوجوه دبلوماسية جديدة تكون قادرة على فتح صفحة جديدة بسلاسة".

وتشي التسريبات من دوائر ضيقة عن شبه تطابق في وجهات النظر، في وقت دارت الملفات الشائكة حول عودة اللاجئين، وطلب أنقرة تأمين حماية أمنية لهم في مقابل انسحاب الجيش التركي من المساحات الواسعة الذي سيطر عليها خلال ثلاث عمليات عسكرية منذ (2016 - 2019) بهدف إنشاء منطقة عازلة في الشمال السوري بمساحة 30 ألف كيلو متر، وتنتظر الأوساط السياسية الرسمية والمعارضة الخطوة التالية في مشوار التطبيع كاللقاء الدبلوماسي بين وزيري الخارجية المزمع عقده عما قريب.

أجواء الانتقال السياسي

في المقابل، تواظب الخارجية الروسية على جمع كل أطراف وأطياف الشارع السوري، عبر عقد اجتماعات مكثفة لتهيئة أجواء الانتقال السياسي، إذ دارت لقاءات بين نائب الوزير الروسي ميخائيل بوغدانوف، ورئيس "منصة موسكو" قدري جميل، وأعضاء من مجلس سوريا الديمقراطية (قسد) وشخصيات سياسية معارضة.

وفي 26 مارس (آذار) عام 2012 أغلقت تركيا أبواب سفارتها ونقلت طاقمها خارج البلاد، وأبقت العمل بقنصلية حلب لفترة وجيزة قبل إغلاقها بشكل نهائي.

 من جهة أخرى، تتوجس المعارضة السورية من هذا التقارب المزمع مع دمشق، بل وتقبله على مضض، بينما أعلن آخر سفير تركي لدى دمشق عمر أونهون في لقاء تلفزيوني "أن هذا التقارب يجب ألا يكون على حساب المعارضة السورية".

وبدت مساعي الساسة الروس أكثر سخونة لتطبيع العلاقة بين البلدين بعد اندلاع الحرب الأوكرانية وترتيب الميدان السوري قبل الخوص في مستنقع معركة العاصمة كييف المدعومة من حلف "الناتو" وأميركا، وأتت اجتماعات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان أكلها في شهر أغسطس (آب) الماضي بحل أزمة العلاقة مع سوريا.

ومن المتوقع إعلان موعد لقاء بين وزيري الخارجية، أو اجتماع دبلوماسي على مستوى أدنى تمهيداً للاجتماع، لكن الأمر يتوقف على نجاح خريطة طريق تصنعها مفاوضات أمنية لفتح المعابر في الشمال السوري، والضغط على الفصائل المسلحة للانسحاب مما تبقى من مساحة إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).

المزيد من تقارير