Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السياسة في عصر "تيك توك": "مرشحون يلجأون إليه "شاؤوا أم أبوا"

مع تزايد شعبية المنصة أصبح التطبيق أكثر من مجرد منصة لتحديات الرقص المتداولة على نطاق واسع

ليس"تيك توك" الموقع الوحيد الذي انتقد لفشله في إيقاف سيل المعلومات المضللة، إذ يواجه منافسوه "تويتر" و"فيسبوك" و"إنستغرام" و"يوتيوب" تحدياتهم الخاصة في ما يتعلق بخصوصية البيانات أيضاً (غيتي)

لم تعرف وايد هيرينج ذاك الناخب المراهق الذي اقترب منها في مطعم خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنها عرفت هيرينغ وهو ديمقراطي يخوض الانتخابات لعضوية الكونغرس في جورجيا من مقاطع فيديو حملته على "تيك توك".

بالنسبة لهيرينغ وهو محام من سافانا يبلغ من العمر 63 سنة، كان ذلك دليلاً على قدرة "تيك توك" الموجهة بدقة على الوصول إلى الناخبين الشباب - وهو السبب ذاته الذي جعله هو والمرشحين من كلا الحزبين يتبنون المنصة بحماسة قبل الانتخابات النصفية لعام 2022.

وقال هيرينغ عن "تيك توك": "قبل عام ونصف العام، اعتقدت أنه مجرد منصة لمقاطع الفيديو الراقصة". وأضاف أن الناخبين الشباب "لا يشاهدون (سي أن أن CNN)، أو (أم أس أن بي سي MSNBC) أو (فوكس Fox)، بل يحصلون على معلوماتهم من (تيك توك) في السراء والضراء، هذه هي الطريقة للوصول إليهم". والأمر أسوأ بالنسبة لعدد من المسؤولين.

 وقد ازدادت شعبية "تيك توك" على رغم مخاوف صانعي السياسات في واشنطن في شأن تعامل هذه المنصة مع بيانات المستخدمين والمعلومات المضللة، وكذلك علاقاتها بالحكومة الصينية. وقد دفعت هذه المخاوف الجيش الأميركي إلى حظر التطبيق على الأجهزة العسكرية وأطلقت دعوات لحظره على جميع أجهزة الكمبيوتر والهواتف الحكومية أيضاً.

وقال السيناتور روب بورتمان من ر. أوهايو في جلسة استماع هذا الشهر التي ركزت على الآثار الأمنية الوطنية لوسائل التواصل الاجتماعي: "تساورني مخاوف جدية في شأن الفرص التي يتمتع بها الحزب الشيوعي الصيني للوصول إلى بيانات (تيك توك) حول المستخدمين الأميركيين".

ولا يمكن إنكار المدى الذي يصل إليه التطبيق، إذ يستخدم ثلثا المراهقين الأميركيين "تيك توك"، وهو عدد ارتفع مع فقدان المنصات الأخرى لشعبيتها. إنه التطبيق الأكثر تحميلاً في العالم وثاني أكثر موقع ويب من ناحية عدد الزيارات بعد "غوغل". ولم يعد الأمر يتعلق بتحديات الرقص واسعة الانتشار فحسب، بل غداً أيضاً مكاناً للتسوق والتعرف على الجمال أو الموضة أو الرياضة وحتى معرفة كيفية التسجيل للتصويت.

إن فوائد استخدام هذه المنصة هي ببساطة أكبر من أن تفوت حتى مع المخاوف في شأن "تيك توك" كقناة تمرر [تسمع بنشر] المعلومات الكاذبة أو استغلال الخصوصية.

"سيستخدمها الناس، إنها أداة فعالة للغاية" هذا ما جاء على لسان كولتون هيس الذي أنشأ Tok the Vot (توك للتصويت) وهي مبادرة لتسجيل الناخبين وإشراكهم [في الحياة السياسية] لعام 2020 وصلت إلى عشرات الملايين من الناخبين الشباب.و أضاف "طالما أن هذه اللعبة مفعلة فيجب أن تكون في الساحة".

منصة "تيك توك" مملوكة لشركة "بايت دانس" المحدودة وهي شركة صينية انتقلت إلى مقر جديد في سنغافورة عام 2020. وكانت التساؤلات حول علاقات الشركة مع الحكومة الصينية قد طاردت "تيك توك" حتى مع في ذروة شعبيتها.

في جلسة الاستماع التي عقدها مجلس الشيوخ في وقت سابق من هذا الشهر وجه أعضاء من كلا الحزبين تساؤلات لمسؤول تنفيذي في "تيك توك" حول تأثير المسؤولين الحكوميين في الصين وما إذا كان القادة الاستبداديون في ذلك البلد يتحكمون في بيانات المنصة ومحتواها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت رئيسة العمليات في "تيك توك" فانيسا باباس المقيمة في لوس أنجليس إن الشركة تحمي جميع بيانات المستخدمين الأميركيين وأن مسؤولي الحكومة الصينية لا يمكنهم الوصول إليها.

وأضافت قائلة، "لن نشارك البيانات أبداً".

بينما تقول منصة "تيك توك" إنها تعمل على وقف تدفق المعلومات الخاطئة الضارة وأنشأت مركزاً للانتخابات لمساعدة المستخدمين في الوصول إلى معلومات حول الانتخابات الأميركية والتصويت والمرشحين.

ويلاحظ المدافعون عن المنصة أيضاً أن "تيك توك" ليس الموقع الوحيد الذي انتقد لفشله في إيقاف المعلومات المضللة، إذ يواجه منافسوه "تويتر" و"فيسبوك" و"إنستغرام" و"يوتيوب" تحدياتهم الخاصة فيما يتعلق بخصوصية البيانات أيضاً.

ولام تقرير صدر هذا الشهر من جامعة نيويورك جميع هذه المنصات الأربعة إضافة إلى تيك توك لتضخيم أكاذيب الرئيس السابق دونالد ترمب حول انتخابات عام 2020. وأشارت الدراسة إلى وجود قواعد غير متسقة في شأن المعلومات المضللة وضعف الإنفاذ.

وقال الأستاذ والباحث الذي أشرف على الدراسة بول باريت: "في حين أن لدى (تيك توك) سياسات استشعار قوية للغاية، فإن الإنفاذ غير منتظم للغاية".

كما وجدت دراسة أخرى هذا الشهر أجرتها نيوز غارد NewsGuard، وهي شركة تراقب المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت، أن ما يقرب من 1 من كل 5 مقاطع فيديو على منصة تيك توك حول الأحداث الإخبارية الرئيسة تحتوي على معلومات خاطئة. وركزت مقاطع الفيديو على مواضيع مثل "كوفيد-19" وانتخابات 2020 وحرب روسيا في أوكرانيا والهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير (كانون الثاني) 2021.

إن علاقات "تيك توك" بالصين تميزها عن المنصات الأخرى وذلك وفقاً لجيفري كاين أحد كبار الزملاء في شبكة "لينكولن"، وهي مؤسسة فكرية ذات نزعة محافظة تدرس سياسة التكنولوجيا. وقال كاين إن قادة البلاد أظهروا استعدادهم لنشر المعلومات المضللة التي تقوض الغرب وسيكون من الحماقة الاعتقاد أنهم لم يحاولوا تجنيد "تيك توك" في هذا العمل.

وأضاف كاين: "هذه ليست الحرب الباردة، حيث كان لدينا أجهزة وصواريخ موجهة نحو بعضنا بعضاً، لدينا الآن هواتف ذكية".

تيك توك غير متاح في الصين، وعوضاً عن ذلك فإن الشركة الأم للمنصة تقدم منصة مماثلة تحتوي على نفس مقاطع الرقص ولكنها تروج أيضاً للمحتوى التعليمي حول الرياضيات والعلوم كما قال الخبراء للمشرعين في جلسة الاستماع الأخيرة في مجلس الشيوخ. ومن بين الفروق الأخرى أن النسخة الصينية تحد المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 سنة بـ 40 دقيقة في اليوم، بينما لا تحمل النسخة الأميركية قيوداً كهذه لكنها تحظر المستخدمين دون سن 13 سنة.

وخشية من تأثير الصين على "تيك توك"، هددت إدارة ترمب في عام 2020 بحظر التطبيق داخل الولايات المتحدة وضغطت على شركة "بايت دانس ByteDance" الصينية لبيع "تيك توك" إلى شركة أميركية. ويجري المسؤولون الأميركيون والشركة الآن محادثات حول اتفاق محتمل من شأنه أن ينهي المخاوف الأمنية الأميركية.

وساعد السيناتور إدوارد ماركي دي ماس في كتابة قانون الخصوصية والحماية للأطفال عبر الإنترنت عندما خدم في البيت الأبيض، ويدعم اللوائح الجديدة لجمع البيانات والتسويق للأطفال التي يقول إنها ستجعل منصات مثل "تيك توك" أكثر أماناً.

ومع ذلك فهو لا ينتظر حدوث هذه التغييرات قبل استخدام المنصة. وظهر ماركي كشخصية مشهورة على "تيك توك" عام 2020، حيث كان لمقاطع الفيديو التي نشرها الفضل في مساعدته على هزيمة تحد أساسي من النائب السابق جو كينيدي.

وقال ماركي للناخبين الشباب الذين أعربوا عن قلقهم بشكل خاص في شأن تغير المناخ والتحديات البيئية الأخرى: "أشعر أني محظوظ بالانضمام إليهم عبر الإنترنت بحثاً عن مستقبل أفضل وكوكب صالح للعيش".

في حين أن الفيديو المناسب يمكن أن يصل إلى مئات الآلاف أو حتى الملايين من المشاهدين، فإن "تيك توك" يعمل أيضاً في الاتجاه المعاكس، مما يمنح السياسيين وجماعات الدعوة نافذة على مخاوف ملايين الشباب الأميركيين الذين سينمو نفوذهم السياسي فحسب، وفقاً لإلين سياليس، مديرة الاتصالات لحركة شروق الشمس، وهي منظمة يقودها الشباب تعمل على معالجة تغير المناخ.

وقالت سياليس البالغة 25 سنة: "الشباب يتحدثون إلى نظرائهم"، وأضافت أنها " تقابلهم حيث هم".

وأضافت سياليس إن الناخبين الأصغر سناً سيحكمون على المرشحين بناءً على مواقفهم من القضايا بدلاً من كونهم على تيك توك أم لا، مضيفة أن أولئك الذين يبقون خارج المنصة يفتقرون إلى أداة قوية للتنظيم والتواصل مع الناخبين.

إنها مقامرة يقول بعض المشرعين إنهم ليسوا على استعداد للدخول فيها. بينما قال السيناتور الديمقراطي مارك وارنر من فرجينيا في يوليو (تموز): "سأكون على قدر كبير من الحذر في شأن (تيك توك) في هذه المرحلة. إن يكون لديّ (تيك توك) على أي من أجهزتي".

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 30 سبتمبر 2022

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير