Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عبدالله الغذامي يستثير "شرف جدة" عبر عبدالمقصود خوجة

حكى الناقد السعودي قصة بناء النادي الأدبي في المدينة الساحلية والصعوبات التي مر بها

استضاف معرض الكتاب جلسة عن عبدالمقصود خوجة (اندبندنت عربية)

لم يغب "وجيه الثقافة" عبدالمقصود خوجة عن أول أيام المناسبة الثقافية الأهم في السعودية، معرض الرياض الدولي للكتاب، على رغم وفاته في أغسطس (آب) الماضي.

إذ حظي جدول برامج المعرض بجلسة دسمة نجحت في جمع محمد رضا نصرالله، وعبدالمحسن القحطاني، ومحمد سعيد عبدالمقصود خوجة، ومحمد الحسن، ومحمد المشوح، وأيضاً الناقد عبدالله الغذامي الذي افتتح الجلسة بمناداة "أهل النهى" وذممهم.

المحبرة

عند تقديم الغذامي من قبل ميسون أبوبكر، التي أدارت الجلسة، قالت إنه ينوي استعراض سيرة خوجة بموقفين، لكنه ما إن تسلم دفة الحديث حتى قرر أن يركز على موقف واحد، وهو حكاية بناء مبنى النادي الأدبي في مدينة جدة، حيث عاش عبدالمقصود ومارس نشاطه الثقافي.

 

وقص الغذامي تفاصيل خاصة في رحلة المبنى الأيقوني الذي توارى في السنوات الأخيرة، قائلاً "عندما تم تدشين مبنى النادي الأدبي بمدينة الرياض (1975م) بأموال رجال الأعمال، أتى عدد من أهالي جدة إلى محمد سعيد فارسي (أمين المدينة) وطلبوا شيئاً مشابهاً في مدينتهم"، استعان فارسي بتبرعات رجال الأعمال لإنشاء مقر للأنشطة الثقافية والفنية في المدينة التي كانت تستخدم بيتاً في حي سكني مقراً لها، وتستأجر قاعات من الفنادق لإقامة عروضها وأنشطتها.

استعان الأمين بمقاول إيطالي صمم المبنى على شكل محبرة كما أريد له أن يكون أيقونياً، تحيط به مساحات عامة تكشف المبنى الثقافي، إلا أن المبنى تعطل بناؤه لخلافات مالية دفعت المقاول إلى التوقف عن العمل، ليتحول المبنى إلى أيقونة للتعثر.

شرف جدة

وبعد سنوات من التعطل استدعى خوجة بوصفه أحد وجهاء المدينة عدداً من نخبها التجارية، كان في مقدمتهم محمد فارسي (أمين جدة)، وعبدالفتاح أبومدين (رجل أعمال ومثقف سعودي)، وإسماعيل أبوداوود (رئيس الغرفة التجارية الصناعية في جدة)، إضافة إلى المقاول لمحاولة إيجاد حل للأزمة وتوفير الدفعات المطلوبة.

 

وبحسب الغذامي، فإن النقاش احتدم بسبب عدم امتلاك المقاول أي أوراق تثبت أحقيته بمطالباته الإضافية، "فوقف خوجة، الفارس المغوار، وقال للمقاول أنا سأعطيك المبلغ الفلاني بشرط أن تغادر الغرفة فوراً وتترك المشروع" ويلغى التعاقد معه، وهو ما حصل.

بعد مغادرة المقاول خاطب خوجة "وجوه جدة الحقيقية" بالقول "هذا شرف جدة، تحول هذا المبنى غير المكتمل إلى هجاء على المدينة، كل من مر بجواره قال (هذا النادي الأدبي الذي لم يستطع أحد إكماله)، والفضيحة ستكون في وجوهكم جميعاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقسم بعدها الأدوار كالآتي "بما أن فارسي قد بدأ المشروع بأموال رجال الأعمال فيجمع باقي المبلغ منهم، وبما أن أبوداوود هو رئيس الغرفة فهو يتولى مهمة جمع التبرعات"، وهو ما حدث فعلاً ليكتمل بناء نادي جدة الأدبي الذي بات بعدها أيقونة النشاط الثقافي في المدينة لفترة طويلة.

معارف أهل النهى ذمم

إلا أن المقر خسر كثيراً من حضوره في النشاط العام بالمدينة لأسباب عدة، يفصل الغذامي في واحدة "كانت المحبرة رمز الثقافة في جدة، إلا أنها بعد بنائها بسنوات أحاط بها الأسمنت من كل مكان ولم تعد المحبرة هي البارز الأكبر حين تمر بالموقع على رغم أن الخطة كانت أن يكون المحيط فضاءً مفتوحاً"، مضيفاً "البنتاغون لغوياً يعني المبنى الخماسي إلا أن الاسم اكتسب معناه من نشاطه وبات المبنى معروفاً كمظهر رمز للرعب والقوة الأميركية، والبيت الأبيض البارز بات رمزاً للقوة الدولية الفاعلة على رغم أن اسمه يعني لونه فقط"، وهو ما خسره أدبيو جدة في الجانبين، المظهر والنشاط.

 

خاتماً حديثه بالقول إنه تواصل مع مسؤولين لاستعادة "المحبرة" في التصميم، وعندما يحدث ذلك يجب أن تحفظ أسماء عبدالمقصود خوجة وعبدالفتاح أبومدين ومحمد سعيد فارسي، الذين وقفوا خلف إكماله "حفاظاً على شرف جدة" من الهجاء، مقتبساً من المتنبي "إن المعارف في أهل النهى ذمم".

تضمنت الجلسة إعلان وزارة الثقافة عن تحويل شارع عبدالمقصود خوجة التجاري في حي الروضة بجدة إلى معلم يظهر بثوب ثقافي مستلهم من نشاطه الذي استمر أربعة عقود، متضمناً مسرحيات وأعمالاً فنية وعروضاً حية.

ويعتبر خوجة أحد أبرز أدباء ومثقفي السعودية، إذ جمع في مسيرته بين العمل الثقافي والأدبي والإعلامي وكذلك التجاري، واكتسب صالونه الأدبي الذي عرف باسم "إثنينية عبدالمقصود خوجة" الممتد لأربعة عقود، كرم فيها 502 من رموز الأدب والشعر والفكر من مختلف الجنسيات.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة