Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عبده خال يقطع حبله السري قبل الولادة

أقدم الأديب السعودي على تغيير عنوان روايته الجديدة بعد أيام من إعلانها

اضطر عبده خال إلى تغيير اسم روايته قبل طباعتها بسبب تطابقها مع رواية أخرى للسورية مها حسن (اندبندنت عربية)

"تقفين بين مؤخرة الحنجرة واللهاة، فأي حالة حرجة أردتِ لي أن أحياها؟"... بهذا الاقتباس كشف الروائي السعودي عبده خال عن روايته الجديدة التي سيتم عرضها للمرة الأولى في معرض الرياض الدولي للكتاب نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي، إلا أن اختيار جملة مقتطعة من بين مئات الصفحات كان أسهل من اختيار كلمتين على الغلاف.

إذ اضطر خال إلى التسويق لكتابه مرتين، بعد أن اضطرته الأسباب التسويقية وترصد المتابعين إلى تغيير اسم روايته بعد أن رفع الستار عن غلافها بيومين، إثر ظهور روايات أخرى شهيرة حملت الاسم نفسه.

وكان عبده خال اختار اسم "حبل سري" في بادئ الأمر لروايته، قبل أن يسحبه قبيل الطبع ويحوله إلى "وشائج ماء"، إذ تم إصدارها رسمياً بهذا الاسم.

وستكون الرواية متاحة للاقتناء في معرض الرياض للكتاب الذي سيقام بين 29 سبتمبر (أيلول) والثامن من أكتوبر (تشرين الأول).

النبش في التاريخ

"وصل نبشنا إلى عمق القبر، ثمة عظام متقاربة تبين موضع كل عضو. طلب مني التجرد من ملابسي كلها، وحمل جزء من حبلي السري المحفوظ في أحد البرطمانات والاستلقاء على ظهري... ألقت جدتي غطاء أسود وأمرتني بوضعه على وجهي، وانهالت هي وابنتها على إهالة التراب علي"، عبده خال، رواية وشائج ماء 2022.

وما أن نشر خال غلاف روايته الصادرة عن دار الساقي، موجهاً متابعيه أنها ستكون في معرض الرياض نهاية هذا الشهر، حتى خرجت الروائية السورية مها حسن من تواريها لتعيد نشر غلاف روايتها الصادرة قبل 10 سنوات التي تحمل الاسم نفسه.

وكانت تلك الرواية بلغت القائمة الطويلة لجائزة "بوكر" لعام 2011، وهي السنة التي فازت فيها محمد الأشعري (القوس والفراشة) ورجاء عالم (طوق الحمام)، مناصفة.

 

وقالت مها في منشور على صفحتها في "فيسبوك"، "صدرت روايتي (حبل سري) في طبعة أولى عام 2011، وظهرت في اللائحة الطويلة لجائزة البوكر العربية. يبدو أن الروائي المشهور أكثر مني عبده خال لم يسمع باسمي ولا بعنوان روايتي، مع احترامي بالتأكيد وتمنياتي بالتوفيق".

وبعد منشور حسن بدأ المنشغلون بالأدب تداول التطابق بين الاسمين، انطلاقاً من اتهام مضمر لدى الروائية السورية التي رأت في رواية عبده خال الجديدة شكلاً من أشكال تسلط الأكثر شهرة على من هم أقل من ذلك.

الرواية تتعلق بوشيجة

"تمنحك الحياة سـرها متأخراً حين لا تكون قادراً على العودة للخلف، ومسح كل الأخطاء التي اقترفتها"، عبده خال، رواية ترمي بشرر 2009.

بعد أيام من تحول التداول الكبير لخبر إصداره الجديد إلى حديث عن اقتباس أو تطابق، أو سطوة الشهير على المغمور كما أشارت مها، خرج خال عن صمته، قائلاً "عندما سميت روايتي (حبل سري) لم أكن على اطلاع أن الاسم تم طرقه، ووجدت ست روايات منشورة بالاسم نفسه، ومع يقيني أن كل رواية مغايرة، اجتمعوا في الاسم فقط. أرى أن تكون الرواية لها اسم لا يشاركها فيه أحد"، مضيفاً على شكل تساؤل "لمن أحب ويحبني، ما رأيكم في تغيير مسمى الرواية، أم أثبته كما هو؟".

وبعد أيام معدودة من غلبة الرأي لصالح من شجعوا فكرة أن يكون للعمل اسم جديد، عاد الروائي السعودي ليقول "ما خاب من استشار. كان بالنفس ميل للتغيير، فملت مع المطالبين به. العنوان الجديد (وشائج ماء) وجدته أعمق دلالة وإحاطه بمضمون الرواية".

لولا أن الكلام يعاد لنفد

"يغدو الليل مقبرة عندما تكون وحيداً"، عبده خال، رواية ليس هناك ما يبهج 2015.

لم يكن عبده خال وحيداً في هذه "الخطيئة" إن اعتبرت كذلك، فقد سبقت وشائجه روايات أخرى ناجحة ومعروفة تطابقت عناوينها مع عناوين أخرى.

فقد نالت الحالة قسطاً واسعاً من المقارنة التاريخية، كتلك التي نشرها الكاتب والإعلامي العماني سليمان المعمري، حين قال "دار الساقي التي نشرت رواية عبده خال لها سابقة في التصادف مع عنوان كتاب آخر، حين نشرت ترجمة رواية الأفغاني رحيم عتيقي بعنوانها (حب في المنفى) الذي يحيلنا فوراً إلى رواية بهاء طاهر الشهيرة (الحب في المنفى)، على رغم أن العنوان الأول لم يكن الترجمة الحرفية لعنوان رواية رحيمي".

وأضاف "بعد حادثة دار الساقي بأيام أعلنت دار المتوسط ​​في إيطاليا صدور رواية جديدة للكاتب الفلسطيني المقيم في البرتغال فاروق وادي عنوانها (سوداد) التي تعني في البرتغالية (الحنين)، فكان أن فعل الكاتب الجزائري لونيس بن علي ما فعلته مها حسن، تذكير القراء بالرواية الأخرى التي تحمل العنوان نفسه، وهي رواية (سوداد) للكاتب الجزائري عبدالقادر ضيف الله".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار سليمان المعمري أيضاً في استقصائه إلى روايتي "دلشاد" للسوري سليم بركات والعمانية بشرى خلفان اللتان تطابقتا بشكل تام في الاسم، وأيضاً "الحب في زمن الكوليرا" لغابرييل غارسيا ماركيز التي ألهمت زاهر المحروقي في كتاب "الخليج في زمن الكوليرا"، وغيرها أخريات وقعت في صدفة التطابق.

هل كان التغيير ضرورياً؟

"حين تشعل حريقاً عليك أن تحمل دلو ماء لإطفائه كي لا يقال إنك الجاني"، عبده خال، رواية الموت يمر من هنا 2014.

وحول أهمية مبادرته السريعة في تغيير اسم الرواية، قال الناقد عبدالله العقيبي "اختلف النقاد حول عنوان الرواية، تارة جزء من النص، وتارة أخرى مكون خارجي ضمن العتبات النصية المؤطرة للعمل الأدبي، لكن لا خلاف على أهميته وعلى ضرورة ألا يقف المتلقي عنده لذاته بل يتخذه معبراً يلج من خلاله إلى أعماق النص، لأن العتبة في مفهومها دلالة عبور".

وحول استجابة الروائي لرأي خارجي في تبديله، أضاف على صفحته اقتباساً من جيرار جينيت "العنوان عقد شعري بين الكاتب والكتابة من جهة، وعقد قرائي بينه وبين الجمهور من جهة، وعقد تجاري بينه وبين الناشر بأن يتدخل في اختيار عنوان جاذب للقراء بمقتضى التعاقد".

وبالحديث عن الجانب التجاري يطرح تساؤل حول أهمية أخذ خطوة كبيرة بهذا الحجم في تغيير عنوان كتاب تم الإفراج عنه من الناحية التسويقية، وهل النتيجة من الناحية التجارية تستحق هذا، ويجيب الوكيل الأدبي حاتم الشهري عن ذلك بالقول "بلا شك أن اسم الرواية عتبة مهمة من عتبات النص بصرف النظر عن اسم الروائي.

العنوان مهم جداً، وقد يشتهر العنوان أكثر من اسم المؤلف، والشواهد كثيرة على ذلك".

وأضاف "في حالة رواية عبده خال بالتحديد، تغيير العنوان أفاده كثيراً وخلق حراكاً جيداً حولها قبل انطلاق معرض الكتاب بأيام. هذا الحراك لم يكن مقصوداً إلا أنه استثمر بشكل جيد في صالح الرواية"، مبدياً استغرابه من وقوع عبده خال في هذا إلا أنه يستدرك "لكن تغيير الاسم يدل على رحابة صدر ونفس كبيرة، على رغم أنه لم يكن مضطراً إلى التعديل" إذ إن الصدف واردة.

وستكون الرواية متاحة للمرة الأولى في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، الذي سيقام بدءاً من 29 سبتمبر ولمدة 10 أيام.

اقرأ المزيد

المزيد من كتب