غداة إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أنه يؤيد حل الدولتين، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن دعوة لبيد "أمر إيجابي"، لكنه أوضح أن "الاختبار الحقيقي لجدية هذا الموقف وصدقيته هو جلوس الحكومة الإسرائيلية إلى طاولة المفاوضات فوراً، لتنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة ومبادرة السلام العربية، ووقف كل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين".
وقال عباس في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة 23 سبتمبر (أيلول)، إن "ثقتنا بتحقيق سلام قائم على العدل والقانون الدولي آخذة بالتراجع، بسبب السياسات الاحتلالية الإسرائيلية"، مضيفاً أن إسرائيل "تكرس نظام تمييز عنصري".
وأكد عباس أن إسرائيل تعرقل عمداً التقدم باتجاه التوصل إلى حل الدولتين، ولم يعد من الممكن اعتبارها شريكاً يمكن الوثوق به في عملية السلام.
وتابع عباس "إسرائيل لم تبق لنا شيئاً من الأرض لنقيم دولتنا المستقلة في ظل هجمتها الاستيطانية المسعورة، فأين سيعيش شعبنا بحرية وكرامة؟".
وقال إنه في وقت تؤيد فيه الحكومات الغربية صيغة الدولتين، فإنها في الواقع تعطل تنفيذها من خلال عدم الاعتراف بفلسطين كدولة وحماية إسرائيل من المساءلة.
وطالب الأمم المتحدة بالاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين، ووضع خطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
كلام إسرائيلي للمرة الأولى
وذكر لبيد لصيغة الدولتين هو الأول من جانب زعيم إسرائيلي على منصة الأمم المتحدة منذ سنوات. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد عبر خلال زيارة لإسرائيل في أغسطس (آب) عن الدعم للاقتراح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحدث لبيد قبل أقل من ستة أسابيع من الانتخابات المقررة في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) التي قد تعيد رئيس الوزراء اليميني السابق بنيامين نتنياهو إلى السلطة. ويعارض نتنياهو منذ فترة طويلة حل الدولتين.
وكتب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان على "تويتر" الجمعة، أن الفلسطينيين هم من رفض خطط السلام في الماضي.
أضاف إردان في تغريدته إن إسرائيل ستعمل على ضمان فشل محاولة منح العضوية الكاملة للفلسطينيين.
انهيار المفاوضات
وتوقفت منذ فترة طويلة الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق يقوم على حل الدولتين، ويتضمن قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية جنباً إلى جنب. وانهارت محادثات السلام التي كانت ترعاها الولايات المتحدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في 2014.
واستولت إسرائيل على القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، وهي مناطق يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم المستقلة عليها، في حرب عام 1967.
ويقول الفلسطينيون وجماعات حقوقية إن إسرائيل عززت سيطرتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال حكمها العسكري لملايين الفلسطينيين واستمرارها في بناء المستوطنات، ويشكك بعضهم في ما إذا كان حل الدولتين ما زال ممكناً نتيجة لذلك.
ويعتبر معظم الدول المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية، وترفض إسرائيل ذلك وتقول إن الأرض تمثل حصناً دفاعياً لها وحقاً مكتسباً.
