Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إبادة نحو 3 ملايين طائر فيما تواجه المملكة المتحدة موجة إنفلونزا الطيور

حصرياً لـ"اندبندنت": أرقام "صادمة" تضع ضغطاً على المزارعين فيما أشارت التقديرات إلى هلاك "مئات آلاف" الطيور البحرية على سواحل المملكة المتحدة

مربو الدواجن "لا يريدون أن يعيشوا عاماً آخر كهذا" (رويترز)

ترزح المملكة المتحدة تحت أكبر انتشار لإنفلونزا الطيور على الإطلاق مع إبادة 2.8 مليون من الدواجن والطيور المحتجزة حتى تاريخه خلال هذا العام بحسب ما أعلنت الحكومة.

وفيما تم توثيق التأثير المدمر للمرض بشكل كبير في أوساط الطيور البرية – خصوصاً في مجموعات الطيور البحرية في أنحاء اسكتلندا وويلز وشمال إنجلترا- تكشف الأرقام التي اطلعت عليها صحيفة "اندبندنت" الخسائر الفادحة التي يلحقها تفشي المرض بالدواجن.

وشهدت البلاد حتى هذا الحين 144 تفشياً للمرض في أنحاء البلاد طاولت المرافق التجارية مع تسجيل 120 تفشياً في إنجلترا و11 حالة في اسكتلندا و7 حالات في ويلز و6 حالات في إيرلندا الشمالية.

وعلى الرغم من إبادة ملايين الطيور بسبب العدوى، فقد أعلنت الحكومة أن هذه الأرقام ما هي إلا نسبة صغيرة من الإنتاج الإجمالي للدواجن والذي يصل إلى 20 مليون طير تُذبح للاستهلاك أسبوعياً.

ونشأ المرض المعروف باسم إنفلونزا الطيور شديدة العدوى، في أوساط الدواجن التي تتم تربيتها بشكل مكثف في المزارع في الصين، بيد أنه من خلال التجمعات البرية للطيور المهاجرة فضلاً عن التجارة العالمية، انتشر المرض ووصل إلى أوروبا وأميركا الشمالية مما ترك أثراً ملحوظاً على المزارع ومجتمعات الطيور المحلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت الحكومة أن خطر تفشي إنفلونزا الطيور الشديدة العدوى في الطيور البرية هو "متوسط" حالياً مما يعني أنه في خانة الحوادث التي تحصل بشكل دوري.

في المحصلة، أعلنت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية (Defra) أنه تم رصد إصابة أكثر من 1600 طير بري بيد أن الحجم الحقيقي للمشكلة يبدو أكبر بكثير.

وصرح مارتن فولي من الجمعية الملكية لحماية الطيور (RSPB) لـ"اندبندنت": "أصابت العدوى طيورنا البحرية على مستوى غير مسبوق في ما يُعتبر من دون شك أسوأ تفش للفيروس على الإطلاق. نقدر بأن أعداد الطيور المصابة بلغ مئات الآلاف.

وتضم الأصناف المصابة بالعدوى بعض مجموعات الطيور في المملكة المتحدة والتي تحظى بأهمية عالمية على غرار الأطيش (gannets) والكركر الكبير (great skuas) والخرشنة أو خطاف البحر (terns)، على الرغم من أن أعداداً هائلة من الأصناف الأخرى أُصيبت أيضاً بما في ذلك النسور والبفن.

ولقد تأثر المزارعون بشكل كبير جراء هذا التفشي. وقال جيمس موترسهيد، رئيس مجلس دواجن الاتحاد الوطني للمزارعين لـ"اندبندنت" بأن مزارعي الدواجن "لا يريدون أن يعيشوا عاماً آخر كهذا"، وحث الذين يربون الطيور إلى إدخال تدابير أمنية حيوية قوية لحماية الثروة الحيوانية.

وأضاف: "شهد قطاع الدواجن عاماً صعباً للغاية في ما يتعلق بتهديد إنفلونزا الطيور. بالتالي، من المهم الحفاظ على تدابير أمنية حيوية جيدة لدى كافة مربي الطيور سواء كانوا مزارعين تجاريين أو أشخاصاً يحتفظون ببعض الدجاجات في الحديقة". وتابع: "نود العمل مع الحكومة للحد من آثار أي تفش مستقبلي لإنفلونزا الطيور لكي لا نشهد عاماً آخر كهذا".

بيتر ستيفنسون، كبير المستشارين السياسيين في منظمة "التعاطف مع مزارع العالم" "كومباشين إن وورلد فارمينغ" (Compassion in World Farming )، قال لصحيفة "اندبندنت" إن الأرقام الجديدة "صادمة" وبوسعها أيضاً أن تقوض خطوة الابتعاد عن الدجاج المحبوس في أقفاص والذهاب نحو إنتاج البيض في المزارع البلدية. وقال: "يشمل هذا معاناة هائلة للطيور خلال المرض وخلال ذبحها أو ما تُطلق عليه وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية تسمية "إبادة" (culled). تطول فترة هذا التفشي أكثر من المعتاد. تحب الحكومة وقطاع الدواجن أن يستخدما الطيور البرية كبش فداء"، ولكنه أضاف بأن المزارع المكثفة شكلت "السبب الأساسي" لتفشي الظروف السيئة والرديئة في المزارع الصينية مما أنتج أرضاً خصبة لانتشار مسببات المرض.

يُذكر أنه في ظل أنظمة المملكة المتحدة، يُسمح للمزارعين وضع ملصق "بيض بلدي" على البيض إن كانت الطيور تعيش في الخارج لمدة 40 أسبوعاً في العام على الأقل.

وقال ستيفنسون إنهم إذا أُمروا بأسر أسراب طيورهم بسبب تفاقم تفشي الإنفلونزا، "فمن شأن هذا أن يقوض القطاع ويثني المزارعين عن التحول إلى الإنتاج البلدي والتربية في الهواء الطلق. تعترضنا مجموعة من مشكلات الرعاية وكمية كبيرة من المعاناة كما أن مزارعي الإنتاج البلدي في موقع هش للغاية مما يزيد الوضع سوءاً"، مضيفاً بأن الحل المثالي للمزارعين يتمثل في تحسين الرفاهية وتوفير مساحة أكبر لدواجن.

وقال الدكتور غافين واتكينز نائب رئيس الطب البيطري في ويلز الأسبوع الماضي إن أرقام البلاد كانت "مصدر قلق كبيراً"، مضيفاً أن ذلك يشكل "دليلاً على أن الخطر لا يزال مستمراً".

وتدعو الجمعية الملكية لحماية الطيور إلى تشكيل فريق عمل مخصص من قبل الحكومة لبناء خطة استجابة وطنية. وقال فولي: "نحتاج أيضاً إلى إرشادات واضحة في إزالة هياكل الطيور البرية والتخلص منها في المناطق شديدة الخطورة. كما يجب تطوير أنظمة المراقبة والرصد والبحث والإبلاغ الفعالة لبناء فهم فوري للفيروس وتطوره في أوساط الطيور البرية".

© The Independent

المزيد من بيئة