Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إنفلونزا شديدة العدوى تفتك بآلاف الطيور البحرية في بريطانيا

سلالة قاتلة من الفيروس تنتشر في مزارع التدجين

وصفت "الجمعية الملكية لحماية الطيور" نفوق أعداد كبيرة من الطيور بأنها تعتبر بمثابة "ناقوس خطر" بالنسبة إلى الحكومة الاسكتلندية (أ ف ب)

تخسر الطيور البحرية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة الآلاف من أعدادها بسبب سلالة شديدة العدوى من "إنفلونزا الطيور" تحملها طيور برية، ما أثار "قلقاً كبيراً" على الأنواع المعرضة للخطر.

 ووصفت "الجمعية الملكية لحماية الطيور" نفوق أعداد كبيرة من طيور "الكركر الكبير" و"الأطيش" و"الغلموت" و"الخرشنة" بأنها تعتبر بمثابة "ناقوس خطر" بالنسبة إلى الحكومة الاسكتلندية، التي عليها "توخي السرعة" في تطوير خطة عمل تحمي الطيور البرية.

تجيء ظاهرة النفوق الجماعي للطيور بعدما أصاب فيروس شديد الضراوة من "إنفلونزا الطيور"، ظهر خلال فصل الشتاء لدى دواجن تُسمى بـ"إوز أبيض الرأس" Barnacle Geese  تُربّى داخل مزارع التدجين في سولواي فيرث [جزء من الحدود بين إنجلترا واسكتلندا] العام الماضي، وأدى إلى خسارة بمقدار الثلث في أعداد هذه الطيور في "مستوطنة سفالبارد".

كذلك تحدثت تقارير في الأسابيع الأخيرة عن حالات نفوق واسعة النطاق في مستوطنات "سكوا" (أو "بونكسي") في جزر شتلاند وفير آيل وأوركني والجزر الغربية وهاندا وجزر فلانان ومجموعة جزر سانت كيلدا.

وفي الوقت ذاته، صدرت تقارير عدة حول وجود طيور مريضة ونافقة في مستوطنات الطيور الرئيسة، وأبرزها "نوس" في شتلاند. وعلى النحو نفسه، سارت الأمور في تروب هيد بشمال شرقي اسكتلندا، وباس روك في فيرث أوف فورث وأماكن أخرى، وفق "الجمعية الملكية لحماية الطيور".

وبصورة عامة، تحتضن اسكتلندا 60 في المئة من طيور "الكركر الكبير" المتزاوجة، و46 في المئة من طيور الـ"أطيش" المتزاوجة حول العالم.

تشير تقارير أخرى إلى ارتفاع معدل النفوق بين طيور "الخرشنة السندويتشية" و"الخرشنة القطبية"، إضافة إلى نفوق أعداد متزايدة من طيور "الغلموت" ضمن تجمع لها في مستوطنة "مول أوف غالاوي".

وفي ذلك الصدد، أعربت "الجمعية الملكية لحماية الطيور" عن خوفها من أن موجة النفوق هذه قد تطرح تأثيراً "شديداً وطويل الأجل" في مجموعات الطيور البحرية المهمة عالمياً التي تستوطن اسكتلندا، إذ يعيش كثير من هذه الطيور سنوات طويلة. ومثلاً، يُعرف عن طيور "الأطيش" أنها تعيش حتى عمر 37 سنة، فيما تعمّر نظيرتها "الغلموت" حتى 40 سنة، ويمكن أن تمر أعوام عدة من عمر هذه الطيور قبل أن تصل إلى مرحلة البلوغ. يعني ذلك أن التعافي من حوادث النفوق الجماعي يحصل ببطء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكذلك أفيد بأن سكان المناطق التي تشهد نفوق الطيور يختبرون الأضرار يومياً، إذ يعبرون أمام الطيور البحرية النافقة التي تجرفها الأمواج إلى الشواطئ.

وبحسب ستيوارت باين من "الجمعية الملكية لحماية الطيور"، الذي يعمل من مقره في أوركني قبالة الساحل الشمالي الشرقي لاسكتلندا، فإن أعداد الطيور النافقة على طول سواحلنا في أوركني تفطر القلوب، ومعدل أنواع الطيور المتضررة يبعث على قلق كبير لدى المجتمع".

وأضاف باين، "فيما نقترب من الصيف، سيواجه مزيد ومزيد من الناس تجارب مباشرة للتأثيرات المدمرة التي ينطوي عليها هذا الفيروس. يسود إحساس محلي بأن الناس يشعرون بالعجز حيال ذلك، ولكن في المستطاع القيام بأمور عدة. طبعاً، تبقى السلامة ذات أهمية قصوى، إذ لا بد من عدم ملامسة أي طيور نافقة أو في مرحلة الاحتضار، ولكن يرجى إبلاغ خط المساعدة لدى ’وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية‘ (ديفرا) في المملكة المتحدة بشأنها".

وأضاف باين، "ستقدم هذه الخطوة صورة أوضح عن الوضع وكيفية التعامل معه. كذلك حاولوا أن تكونوا أكثر حرصاً من المعتاد بشأن عدم تكدير صفو الأعشاش أو الطيور".

في تطور متصل، ذكر الدكتور بول والتون، رئيس قسم الأنواع الحية والموائل في "الجمعية الملكية لحماية الطيور" في اسكتلندا إن "الطيور البحرية في اسكتلندا تواجه أصلاً ضغوطاً شديدة متنوعة تولّدت بسبب البشر. وتشمل قائمة تلك الضغوط تغيّر المناخ ونقصاً في أسماك سطح المياه التي تتغذى عليها الطيور البحرية وأنواع الطيور الغازية التي تساق إلى الجزر وزيادة الصيد الجائر وتكاثر توربينات الرياح الموضوعة في مراكز غير ملائمة".

وفق الدكتور والتون، "لقد انخفضت أعداد تلك الطيور إلى النصف منذ ثمانينيات القرن العشرين. الآن، ظهر شكل جديد مميت وقابل جداً للتحور من ’إنفلونزا الطيور‘، وقد نشأ في الدواجن، ويقود إلى نفوق أعداد كبيرة من طيورنا البحرية البرية".

وختم الدكتور والتون بالإشارة إلى أن جمعيته "تحث الحكومة الاسكتلندية و’نيتشر سكوت‘ [الهيئة العامة المسؤولة عن التراث الطبيعي في اسكتلندا]، على تطوير خطة استجابة عاجلة، بغية تنسيق إجراءات المراقبة والاختبارات الطبية وخفض الإزعاج والتخلص من الجيف وتعزيز الأمن البيولوجي".

أبلغ عن الطيور البرية المريضة أو النافقة عبر الاتصال بخط هاتف "وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية" التابع للحكومة البريطانية على الرقم 03459 33557.

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 10 يونيو 2022

 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة