حذّر نائب رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق محمد حمدان دقلو، السبت 29 يونيو (حزيران)، من عمليات "تخريب" قد تشهدها تظاهرة احتجاجية الأحد، دعت إليها قوى المعارضة السودانية، قائلاً إنه لن يتسامح معها ومشدّداً في الوقت ذاته على أن الجيش سيسلم السلطة لحكومة مدنية.
وجاء تحذير دقلو عشية تظاهرة "مليونية" دعا إليها تحالف "الحرية والتغيير"، المنظم للاحتجاجات في السودان ضدّ المجلس العسكري، الذي استولى على السلطة بعد إطاحة الرئيس السابق عمر البشير، في 11 أبريل (نيسان) الماضي.
"مخربون ومدسوسون"
وقال دقلو في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي، موجّهة على الأرجح إلى منظمي تظاهرة الأحد، إن "هناك مخربين، وهناك أناساً عندهم أجندة مدسوسة. نحن لا نريد وقوع مشاكل"، علماً أن دقلو يقود "قوات الدعم السريع" التي انتشرت في شكل مكثف في الخرطوم، منذ حملة الجيش لفضّ اعتصام المحتجين في الثالث من يونيو، التي خلّفت عشرات القتلى ومئات الجرحى. وبرّر دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، الحضور الأمني المكثف في العاصمة بالقول "العسكريون المنتشرون في الخرطوم (موجودون) لحماية الناس وليس لمضايقتهم".
حشد مرتقب
في غضون ذلك، سيشكّل تحرّك الأحد محاولة أولى لحشد المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد، منذ قمع اعتصام المحتجين أمام مقر الجيش في الخرطوم، الذي أعقب انهيار المفاوضات بين المجلس العسكري وتحالف "الحرية والتغيير"، نتيجة خلافهم بشأن الجهة التي ينبغي أن تترأس الحكومة الانتقالية.
وقُتل منذ ذلك الحين حوالى 130 شخصاً، معظمهم يوم فضّ الاعتصام، بحسب حصيلة لجنة أطباء مقرّبة من تحالف المعارضة، بينما تقول وزارة الصحة السودانية إن حصيلة ذلك اليوم بلغت 61 قتيلاً فقط.
الوساطة الإثيوبية
وفي محاولة لحلّ النزاع السوداني، قدّم الخميس الوسيطان الإثيوبي والأفريقي اقتراحاً جديداً يتضمّن تشكيل هيئة انتقالية مؤلفة من ثمانية مدنيين وسبعة عسكريين، تحكم البلاد لمدة ثلاث سنوات. وقال متحدث باسم الجيش إنّ الاقتراح يمكن أن يشكّل أساساً لاستئناف المباحثات مع المحتجين، على الرغم من وجود "بعض التحفظات" عليه.
وبينما تتهم المعارضة المجلس العسكري برفض تسليم السلطة إلى المدنيين، أكّد دقلو أنّ المجلس العسكري لا يعتزم التمسك بالسلطة، وأنه "راعٍ فقط"، مضيفاً "نحن نقول إننا نريد حكومة مدنية، حكومة كفاءات من أعضاء مستقلين. هذا ليس كلاماً سياسياً... هذا كلام حقيقي".