يحتمل أن تكون بعض الكواكب قادرة على تشكيل أنهر من الألماس، على ما أظهرت دراسة نشرت الجمعة، الثاني من سبتمبر (أيلول)، واستخدمت نوعاً بسيطاً من البلاستيك لإعادة إنشاء الظروف التي يفترض أن تكون أدت إلى وجود الألماس في جوف كوكبي أورانوس ونبتون.
أنهار مضيئة في الأعماق
ووضع العلماء فرضية تقضي بأن ضغوطاً هائلة تحول الهيدروجين والكربون إلى ألماس يتدفق على عمق آلاف الكيلومترات تحت السطحين الغازيين للكوكبين العملاقين الجليديين.
وأشارت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسز" إلى أن احتكاك الأوكسجين بهذا المزيج يسهل تكوين الألماس.
وأوضح دومينيك كراوس، وهو عالم فيزياء من مختبر الأبحاث الألماني "أتش زد دي آر" وأحد المشاركين في إعداد الدراسة، أن هذه الأنهر هي على الأرجح من نوع مميز جداً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال كراوس إن الألماس يتشكل على الأرجح من "سائل حار وكثيف"، قبل أن يتدفق ببطء نحو المنطقة الصخرية الموجودة وسط الكوكبين على عمق عشرة آلاف كيلومتر تحت سطحهما، ثم ينتشر السائل في طبقات "على مسافة تصل إلى مئات الكيلومترات أو أكثر".
ويحاول علماء من مختبر "أتش زد دي آر" وجامعة "روستوك" الألمانية و"إيكول بوليتكنيك" الفرنسية إعادة إنشاء الشروط التي تتشكل فيها أنهر الألماس.
واستخدم العلماء نوعاً بسيطاً من البلاستيك يلعب دوراً في مزج المكونات الضرورية لتشكيل الألماس، وهي الكربون والهيدروجين والأكسجين، وهذا النوع من البلاستيك هو نفسه المستخدم في تصنيع عبوات المشروبات الغازية، ثم عرضوه للحرارة عبر استخدام ليزر قوي في مختبر "سلاك" في ستانفورد الأميركية.
وأشار كراوس إلى أن الألماس النانوي الذي تشكل تمت رؤيته من خلال أشعة سينية بسيطة جداً لكنها ذات كثافة مذهلة، وهو صغير لدرجة أن رؤيته بالعين المجردة مستحيلة.
وسهل الأوكسجين "الموجود بكميات كبيرة في هذين الكوكبين" عملية تشكيل الألماس. ويعتقد العلماء أن الألماس الذي يتشكل على هذين الكوكبين قد يكون حجمه أكبر من ذلك المكون في الاختبارات المنجزة على الأرض، وقد يوازي حجمه ملايين القراريط، على ما ذكر بيان نشر مع الدراسة.
نحو مهام فضائية جديدة
ويمهد هذا الاكتشاف الطريق أمام أسلوب جديد لإنتاج الألماس النانوي الذي يستخدم بشكل متزايد في مجالات عدة من بينها المجسات الطبية، والجراحات غير التقليدية، أو تقنيات معالجة الكمية.
وتتمثل الطريقة الصناعية لتصنيع الألماس النانوي في تعريض مواد غنية بالكربون لانفجارات قوية جداً.
وقال بنيامين أوفوري - أوكاي، وهو عالم من "سلاك" وأحد معدي الدراسة، إن "إنتاج الألماس النانوي بالليزر يشكل طريقة نظيفة أكثر من تلك التقليدية، ويمكن التحكم فيها بسهولة أكبر".
أما بالنسبة إلى الألماس المكون على كوكبي نبتون وأورانوس، وهما أبعد كوكبين في النظام الشمسي، فيتعين انتظار مهام فضائية مستقبلية لمعرفة معلومات أكثر عنه. ولم يرسل حتى اليوم إلى الكوكبين الجليديين سوى مسبار واحد تابع لـ"ناسا" هو "فوييجر 2".