أسقط جنود تايوانيون متمركزون على جزيرة صغيرة قبالة سواحل البر الرئيس الصيني، الخميس الأول من سبتمبر (أيلول)، "طائرة مسيرة مدنية مجهولة الهوية"، بعد أن خرقت منطقة محظورة، وفق ما أفاد الجيش التايواني.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان مقتضب، إن "القوات المتمركزة اتبعت الإجراءات لتحذير الطائرة المسيرة، لكن من دون جدوى. وأسقطت الطائرة المسيرة بنيران دفاعية".
وتجري الصين مناورات عسكرية حول الجزيرة منذ مطلع الشهر الماضي، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايبيه (عاصمة تايوان). وتقول الصين، إن تايوان تابعة لها على الرغم من اعتراضات تايبيه الشديدة.
وأعلنت قيادة الجيش الخاصة بـ"كينمن"، وهي مجموعة من الجزر التي تسيطر عليها تايوان وتقع في مقابل مدينتي شيامن وقوانتشو في الصين، في بيان أصدره الجيش أن المسيرة دخلت منطقة جوية محظورة فوق جزيرة ليون في فترة بعد الظهيرة (04:00 بتوقيت غرينتش). وأضافت أن القوات على الجزيرة حاولت إبعادها دون جدوى، فأسقطتها، وسقط حطامها في البحر.
وكانت تايوان أطلقت طلقات تحذيرية على مسيرة للمرة الأولى، الثلاثاء الماضي، بعد أن أصدرت الرئيسة تساي إنغ وين أوامر للجيش باتخاذ "تدابير مضادة قوية" ضد ما وصفتها بالاستفزازات الصينية.
ونقل بيان لمكتب الرئيسة قولها للقوات المسلحة في وقت سابق، إن الصين تواصل استخدام المسيرات وتكتيكات أخرى لمحاولة ترويع تايوان.
وأكدت تساي إنغ وين مجدداً أن تايوان لن تثير النزاعات، إلا أن هذا لا يعني أنها لن تتخذ إجراءات مضادة.
توغلات قياسية
في سياق متصل، سجل في تايوان عدد قياسي من التوغلات الجوية الصينية في أغسطس (آب) الماضي، مع اختراق أكثر من 440 طائرة عسكرية منطقتها للدفاع الجوي، في وقت أثارت فيه زيارات مشرعين أميركيين إلى الجزيرة غضب بكين.
وبحسب قاعدة بيانات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام وزارة الدفاع الصينية، فإن 446 طائرة صينية معظمها مقاتلات، دخلت منطقة تحديد الهوية لأغراض الدفاع الجوي التابعة لتايوان في أغسطس، أي أكثر من عدد الخروقات المسجلة طوال عام 2020 والبالغ 380.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، نفذت بكين 1068 توغلاً في منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي التابعة لتايوان، متجاوزة مجموع التوغلات المسجلة في عام 2021 التي بلغت 969 توغلاً.
ويعيش سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة، تحت تهديد مستمر بغزو قد تنفذه بكين التي تعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتريد استعادتها يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر.
وسجل خلال أغسطس، عدد قياسي من التوغلات في منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي التابعة للجزيرة في وقت تنظم بكين مناورات عسكرية غير مسبوقة للاحتجاج على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي ومسؤولين سياسيين أميركيين آخرين إلى تايبيه.
ويشعر الحزب الشيوعي الصيني بالغضب حيال أي خطوة دبلوماسية قد تعطي طابعاً شرعياً لتايوان وردت بعدوانية متزايدة على زيارات مسؤولين وسياسيين غربيين.
بعد زيارة بيلوسي مطلع الشهر الماضي، أرسلت الصين طوال أسبوع كامل سفناً حربية ومقاتلات وصواريخ إلى مياه تايوان وأجوائها. وكانت هذه المناورات الأكبر والأكثر عدوانية منذ منتصف التسعينيات.
وكثفت الصين خطواتها العسكرية في عهد الرئيس شي جينبينغ، ما وضع الجيش التايواني تحت ضغط أكبر، إذ إن أسطوله متقادم.
وأعلنت تايوان الأسبوع الماضي، أنها تعتزم رفع ميزانيتها العسكرية إلى مستوى غير مسبوق لتبلغ 19.2 مليار يورو.
