Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مطاعم تحت الأرض لمواجهة الحر في الصين

إعطاء دببة الباندا كتلاً جليدية ضخمة وتخفيف إنارة القطارات ليسا سوى بعض الأمثلة التي يلجأ إليها الناس هناك لمواجهة الحر

تحول ملجأ القنابل القديم إلى مطعم يرتاده الناس لاتقاء موجة الحر (غيتي)

في ظل موجات الحر الشديدة التي تجتاح أجزاء من الصين، يلجأ البعض هناك إلى أساليب مبتكرة وجذرية لمكافحتها بدءاً من ارتياد مطعمٍ كائن تحت الأرض على عمق 30 متراً، ووصولاً إلى استخدام دلاء الثلج، فيما تواصل مناطق عدة تسجيل معدلات حرارة تجاوزت الـ40 درجة مئوية.

ووفقاً لبيانات الحكومة، قادت موجات الحر الطويلة هذه السنة إلى أكثر فترات الصين حرارةً وجفافاً منذ أن بدأت البلاد بحفظ سجلات درجات الحرارة وهطول الأمطار في العام 1961.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، ازدادت ظروف الجفاف سوءاً على مدى الأسابيع الأخيرة، حيث انخفض منسوب الأنهار الرئيسية إلى مستويات قياسية، وتراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية في وقت تواجه البلاد طلباً غير مسبوق على الطاقة، ما أدى أيضاً إلى حدوث أزمة طاقة.

وفيما قامت السلطات بفرض قوانين صارمة بهدف توفير استهلاك الطاقة، اضطُر مواطنون إما إلى إطفاء مكيفات الهواء في منازلهم، أو إلى العيش من دون كهرباء. وقد دفع هذا الوضع بالبعض إلى محاولة ابتكار طرق من شأنها أن تساعدهم على مقاومة الحرارة والمحافظة على برودة أجسامهم خارج المنزل.

 

أحد تلك الأماكن التي برزت في الأسابيع الأخيرة، مطعم داخل "كهف" في بلدة تشونغتشينغ (مقاطعة سيشوان)، كان في السابق ملجأً من القنابل. أما الآن فيتقاطر المواطنون على هذا المطعم الذي يقع على عمق 30 متراً تحت سطح الأرض، لتناول وجباتهم، واتقاء أشعة الشمس الحارقة.

وتسبب عدم تدفق المياه إلى أنظمة الطاقة الكهرومائية لتوليد الطاقة في مقاطعة سيشوان، بنشوء ما سمته السلطات الصينية بالـ "الوضع الخطير".

يُشار إلى أنه قد طُلب من المكاتب والمصانع في المناطق التي تعتمد على الطاقة الكهرومائية في البلاد بترشيد استخدامها الطاقة، الأمر الذي أدى إلى إلحاق خسائر بها وحتى اضطر بعضها للإقفال.

 

وتطلب السلطات من سكان مقاطعة سيشوان إبقاء مكيفات الهواء فوق 26 درجة مئوية، بينما تعمل محطات السكك الحديد والأماكن العامة الأخرى على خفت أضوائها ]لتخفيف استهلاك الطاقة[. وشملت هذه الإجراءات منطقة باند الشهيرة في الصين (واجهة بحرية ومنطقة تاريخية محمية في وسط شنغهاي)، والتي أطفأت أنوار زينتها يومي الإثنين والثلاثاء لتوفير الطاقة.

وقد ارتفعت مبيعات الوسائل التقليدية التي من شأنها التخفيف من وطأة الحرارة، كزجاجات المياه والمثلجات ومكعبات الثلج. وشوهد عدد من السكان المحليين وهم يسترخون داخل مراكز التسوق على كراسي التدليك، للبقاء في بيئة مبردة.

وأحدثت موجات الجفاف أيضاً نقصاً في المياه في بعض المناطق، خصوصاً أن نهر يانغتسي بدأ يجف، ما اضطُر السلطات إلى التحرك سريعاً لتأمين مياه الشرب للسكان. وفي مقاطعة هونان، تستخدم شاحنات مكافحة الحرائق لتزويد الناس بالمياه.

ويتم في عدد من المناطق الصينية، استخدام مكعبات الثلج لمقاومة الحرارة، بحيث يحتفظ بها الأفراد إلى جانب مكاتبهم، فيما يقوم حراس الحدائق العامة بإعطائها لدببة الباندا.

 

وفيما أعلنت مقاطعات صينية عدة عن انقطاع التيار الكهربائي فيها، حاول بعضها اللجوء إلى استخدام تقنية استمطار السحب الاصطناعية لتحفيز هطول الأمطار.

وقد أدى الجفاف وارتفاع الحرارة إلى ذبول محاصيل زراعية، وتعمل الحكومة جاهدة - بحسب ما أفيد - على إيجاد طرقٍ لحماية محاصيل الحبوب في الخريف، التي تشكل نحو 75 في المئة من الإجمالي السنوي للصين.

وللمفارقة، فقد شهدت مناطق شاسعة في الصين في الوقت نفسه، فيضانات مفاجئة، تسببت بمقتل عشرات الأشخاص في الأسابيع القليلة الأخيرة وأدت كذلك إلى نزوح نحو نصف مليون شخص، فيما بلغت الأضرار المادية نحو 213 مليون جنيه استرليني (249 مليون دولار).

"الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" Intergovernmental Panel on Climate Change (IPCC) ، وهي هيئة علوم المناخ التابعة للأمم المتحدة، أشارت إلى أن الصين هي إحدى الدول التي ستكون الأكثر تضرراً من أزمة تغير المناخ المتفاقمة.

تبقى الإشارة أخيراً إلى أن حرارة الهواء السطحي في مختلف أنحاء قارة آسيا، ارتفعت على مدى الأعوام المئة الأخيرة، بحيث يعاني الكثير من البلدان بما فيها الهند المجاورة للصين، من أحداث متطرفة غير مسبوقة، كموجات الحر والفيضانات والجفاف.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة