Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف سيؤثر إغلاق المصانع في الاقتصاد الصيني؟

ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى تجفيف الأنهار والخزانات الحيوية مما أضر بتوليد الطاقة

إغلاق قصير الأجل للصناعات الرئيسة وتقنين الكهرباء على نطاق واسع بمركز التصنيع جنوب غربي الصين في سيتشوان (أ ف ب)

قد يكون للإغلاق قصير الأجل للصناعات الرئيسة، وتقنين الكهرباء على نطاق واسع بمركز التصنيع جنوب غربي الصين في سيتشوان، مع إعطاء السلطات المحلية الأولوية لإمدادات الطاقة السكنية، تأثير اقتصادي "محدود" فقط طالما أنه يمكن رفع القيود خلال أسابيع قليلة، وفقاً للمحللين.

وكانت درجات الحرارة التي تصل إلى 40-42 درجة مئوية (104-108 درجة فهرنهايت) أدت إلى ارتفاع الطلب على الطاقة وجفاف الأنهار والخزانات الحيوية، مع توقف الإنتاج الصناعي لمدة ستة أيام كاملة، منذ يوم الإثنين، في جميع المدن الـ21 باستثناء مدينتين. 

سيشوان التي يبلغ عدد سكانها نحو 84 مليون نسمة، هي سادس أكبر اقتصاد في الصين من حيث الناتج المحلي الإجمالي، حيث تمثل الصناعة أكثر من 28 في المئة، وتلعب المدينة دوراً رائداً في إنتاج معدن السليكون والألمنيوم الإلكتروليتي والكيماويات والإلكترونيات ومعدات توليد الطاقة.

قيود الطاقة والنمو الاقتصادي 

من المؤكد أن قيود الطاقة سيكون لها بعض الآثار السلبية في النمو الاقتصادي، وقال محلل الكربون في شركة الخدمات المالية "ريفينيتيف" تشين يان لـصحيفة "ساوث تشاينا مورننغ بوست"، "أعتقد أنه إذا تحسن وضع الطاقة في غضون أسابيع قليلة، فقد يتمكن المنتجون الصناعيون من اللحاق بالإنتاج المفقود في وقت لاحق"، وأضاف "في الوقت الحالي الوضع متطرف للغاية مع موجات الحر والجفاف، بالتالي فقد حد المنظمون من استهلاك الطاقة الصناعية لضمان إمدادات الطاقة السكنية"، ويعتقد يان أن "التأثير السلبي في الناتج المحلي الإجمالي محدود إذا استمرت قيود الطاقة أقل من عدة أسابيع".

وتعتمد سيتشوان على السدود لتوليد نحو 80 في المئة من الكهرباء، لكن تدفق المياه إلى خزانات الطاقة الكهرومائية انخفض بنسبة 50 في المئة هذا الشهر.

من جانبه، قال أستاذ كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة شمال الصين للطاقة الكهربائية يوان جياهاي، "في ظل ارتفاع درجة الحرارة المستمرة يتزايد حمل الطاقة في سيتشوان، لكن نظراً لانخفاض المياه القادمة من نهر اليانغتسي خلال موسم الجفاف فإن المصدر الرئيس لاستهلاك الكهرباء محدود". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف جياهاي وهو أيضاً عضو في الجمعية الصينية للهندسة الكهربائية، أن عديد المقاطعات التي تعاني نقص الكهرباء تعمل بالفعل على توجيه الشركات تدريجاً لتقليل استهلاك الكهرباء منذ بداية أغسطس (آب)، من خلال المبادرات والحوافز الاقتصادية، مشيراً إلى أنه كان يتوقع قيوداً على الكهرباء، لكن لم يكن مستعداً للإغلاق الكامل. 

وكانت بكين شددت أخيراً على أنه لن يكون هناك تكرار لأزمة الكهرباء التي هزت البلاد العام الماضي، إذ تعهد الرئيس شي جينبينغ بأن الصين "لن تسمح أبداً بحدوث حادثة كبير مثل انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع مرة أخرى"، وفقاً لتفاصيل خطاب نشر في مجلة "تشيوشي" الرسمية للحزب الشيوعي الصيني في مايو (أيار). 

بعد أيام، تعهد رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ "ببذل جهود حثيثة" للقضاء على انقطاع التيار الكهربائي خلال رحلة إلى مقاطعة يونان الجنوبية الغربية.

وقال كبير خبراء الاقتصاد الكلي في شركة "توبسبيريتي سيكيوريتيز" لو زي، "بشكل عام لا تزال حالة عدم اليقين مرتفعة بشأن الآثار البارزة للوضع الوبائي ودرجات الحرارة المرتفعة في الإنتاج الصناعي خلال أغسطس".

الشركات المصنعة توقف عملياتها

وكانت معظم الشركات البارزة أعلنت في سيتشوان المتأثرة بالإغلاق أنه من غير المتوقع أن يكون التأثير كبيراً، مضيفة أن الإنتاج سيبدأ بمجرد انتهاء تقييد معدات التوليد، وقد أوقفت هذه الشركات عملياتها وعمليات الشركات التابعة لها حتى يوم السبت على الأقل، بحسب موظف رفض ذكر اسمه بالكامل، لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام. 

لكن يوان حذر من أن قيود الطاقة قد تتوسع لتشمل مناطق أخرى وسط موجة حر شديدة في جنوب الصين، على الرغم من أن المناطق الأخرى تعتمد أكثر على الفحم لإنتاج الطاقة.

وظلت أسعار الفحم مستقرة مقارنة بالعام الماضي، مما يعني أن الإمدادات الأساسية كافية نسبياً، إذ تنتج سيتشوان جزءاً كبيراً من الليثيوم الصيني المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية، بينما توفر مشاريع الطاقة الكهرومائية الكهرباء لمراكز صناعية أخرى على طول الساحل الشرقي للبلاد، بما في ذلك مراكز التصنيع الرئيسة مثل جيانغسو وتشيجيانغ، وكذلك شنغهاي وخونان وشونجكين، وأمرت بلدية شونجكين المجاورة بالفعل بإغلاق الإنتاج حتى الـ24 من أغسطس، بينما بدأت بعض الشركات في جيانغسو في إجراء تغييرات الإنتاج هذا الأسبوع. 

كما فرضت مقاطعتا تشجيانغ وآنهوي قيوداً على الطاقة، مما أثر في الصناعات بما في ذلك الصلب والمعادن غير الحديدية والبوليستر والمنسوجات، كما أن انقطاع التيار الكهربائي أمر شائع في الصين، مع شهري يوليو (تموز) وأغسطس، وهما تقليدياً موسم الذروة للطلب على الكهرباء لدرجات حرارة الصيف.

ظاهرة قصيرة الأجل

وقال عميد معهد الصين للدراسات في سياسة الطاقة بجامعة "شيامن" لن بوغيانغ لصحيفة "جيمو نيوز"، المملوكة لحكومة المقاطعة، إن إيقاف الإنتاج كان ظاهرة قصيرة الأجل من شأنها أن تهدأ.

ووفقاً لـيوان فقد استحوذت سيتشوان على عدد من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة المنقولة من شرق الصين، في حين أن تفشي "كوفيد 19" على نطاق واسع في الصين هذا الربيع لم يؤثر في سيتشوان، ما أدى إلى ارتفاع استهلاك الكهرباء في سيتشوان قبل ذروة الصيف، على حد قول يوان. 

من جانبها، حذرت إدارة الطاقة الوطنية الصينية (NEA) في أواخر يوليو من أن استهلاك الكهرباء في البلاد سيستمر في الزيادة بعد تكرار كسر الرقم القياسي اليومي الشهر الماضي، مع توقع ارتفاع الاستهلاك هذا الشهر.

ووفقاً للأرقام الصادرة عن "NEA" ومزود البيانات الصيني، فقد ارتفع استهلاك الطاقة الوطنية في الصين بنسبة 6.3 في المئة في يوليو مقارنة بالعام السابق، بينما نما استهلاك الطاقة السكنية 26.8 في المئة، وهو أعلى معدل منذ أن أصبحت البيانات متاحة في يوليو 2009.

وقال المتحدث باسم المكتب الوطني للإحصاء فو لينغوي الإثنين، "ظهرت حالات تفشي متفرقة في أماكن متعددة منذ يوليو، كما أدت درجات الحرارة المرتفعة في المنطقة الجنوبية إلى آثار سلبية معينة في عمل الاقتصاد"، من دون أن يذكر بالاسم انقطاع التيار الكهربائي.